الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!!هل السيد علاوي بعثي أم أنه بعثي وأن لم يكن منتميا

هشام عقراوي

2005 / 2 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قد يكون هناك العديد من الاطراف التي أستفادة من التدخل الامريكي في العراق و الاطاحة بنظام صدام. ولكن السيد علاوي و حزبة الذي كان مبنيا للمستتر في حرب المقاومة و المعارضة ضد صدام، هو أول المستفيدين من التدخل الامريكي و أفول نجم صدام. هذا التدخل الذي لعب السيد الجلبي دورا كبيرا في التمهيد له و لكنه لم يستطع الاستفادة من (نِعم) العم أمريكا و لم يستطع الاستمرار في تعاونه السابق مع أمريكا لأسباب هي ليست موضوعنا الان، ولكننا نستطيع القول أن السيد الجلبي أستطاع التعاون مع أمريكا قبل و اثناء الحرب و لكنه لم يكن مستعدا تنفيذ المطالب الامريكية أو تطبيق البرنامج الامريكي للعراق.
ولكن السيد علاوي على العكس من السيد جلبي تمكن لعب دور الحليف الامين لأمريكا. وفور مغادرة (غارنر) العراق و قدوم (بريمر) تغيرت الادوار و المواقع وحلت بها سياسة أستيعاب البعث و ترويضه محل سياسة أجتثاث البعث التي كان من المفروض أن تطبق في العراق.
وبهذا التغيير حل السيد علاوي محل السيد أحمد الجلبي. كان هذا التحول الاول في السياسة الامريكية حيال حزب البعث. وحسب بعض المصادر فأن هذا التغيير أتي بعد أدراك أمريكا بعد سقوط النظام مدى التدخل البعثي والارهابيين و عرفت أن جذور الارهاب مرتبطه بحزب البعث في العراق و أن هذا الحزب بصقوط صدام تحول الى تنظيمات صغيرة مبعثرة القيادات وفي مجملها معادية لأمريكا و تواجدها في المنطقة.
يبدوا أن السيد علاوي أستطاع قراءة السياسة الامريكية في المنطقة و في العراق بالذات وأدرك المحرمات و المحللات في السياسة الامريكية بعكس السيد أحمد الجلبي الذي تبنى فكرة و مهمة أجتثاث البعث ولم يكن مستعدا و لحد الان التنازل عنها أو ترخية الحبل للبعثيين.
سياسيا، أمريكا هي ليست ضد حزب البعث و أعضاءها، و لكنها تريد تغيير نهج بقايا البعث المعاديه لأمريكا بنفس طريقة تغيير نهج ألاحزاب الشيوعية في أوربا الشرقية و الاتحاد السوفيتي التي غيرت أسماءها و أعادت بناء أنفسها على أساس (ديمقراطي) مسالم تتقبل أمريكا و تواجدها في هذه الدول وعلى سيطرتها على السياسة و الاقتصاد الدوليين.
علاوي يدرك هذه الحقيقية و يدرك أن أمريكا لا تستسيغ الاحزاب الاسلامية القريبة من أيران و المتعاونة معها و كذلك الاحزاب الاسلامية القريبة من القاعدة فكريا. ويدرك أيضا أن أمريكا لا تستطيع أعطاء الكرد دورا كبيرا في العراق يفوق دورهم الطبيعي و قيادة العراق و المشاركة القوية في أستتباب الامن. ويدرك ايضا أن الاحزاب الكردية بسبب تركيبها القومي لا تستطيع أن تلعب دورا كبيرا خارج حدود المدن الكردية و التي يتواجد فيها الكرد.
عندما سقط صدام كان الشعب العراقي مقسما الى معارضة و مؤيدين للبعث و الى ساكتين. الشعب الكردي كان مواليا للاحزاب الكردية و أغلبية الشيعة موالون للاحزاب الاسلامية النهج. علاوي و حركته لم يكونوا يتمتعون بأي تأيد يذكر داخل العراق و خارجه ومقارنة كان السيد الجلبي يتمتع يتأييد أكبر منه و لكن لأن الجلبي أختار الجبهة المعادية للبعث و لأن علاوي أختار الجبهة المهادنة للبعث أن لم نقل المدافعة، ضمن لنفسه البعثيين و مؤيديهم كشريحة أجتماعية فقدت تنظيمها و تضررت بسقوط صدام و تبحث عن من يدافع عنهم.
علاوي على العكس من بقية الساسة العراقيين، لم يخفي موقفه المعادي لسياسة أجتثاث البعث و المؤيد لعودة البعثيين لوظائفهم و استطاع أعادة الكثيرين منهم الى مناصب هامة و حساسة في الدولة و في الجيش و قوى الامن العراقي الجديدة. علاوي لم يخفي أنتماءه لحزب البعث سابقا و لم يرجئ خلافه مع صدام الى خلاف في الفكر معه بل الى خلاف في الممارسة هذا أن لم يكن خلافا على المنصب.
من الطبيعي أن يقرأ أعضاء حزب البعث الغير منتمين مباشرة للتنظيمات الارهابية هذه السياسة العلاوية و أن يحاولوا كعادتهم التقرب من رئاسة الدولة ممثلا بالسيد علاوي و حركته. أما البعثيون المشاركون فيما يسمى بالمقاومة فأن قسما منهم حذرون من الدور الذي يلعبة علاوي و يخاوفون من سحب البساط من تحت أقدامهم و القسم الاخر يحاولون الاحتماء بعلاوي و أنتماءهم لحركتة.
بهذه السياسة طرح السيد علاوي نفسه كبديل لحزب البعث و يريد تجنيد كل البعثيين و كسبهم. الذي ساعد على تمكن السيد علاوي على لعب هذا الدور هو أستمرارية النهج الفكري ودفاع علاوي المستميت عن البعثيين.
بمقارنه بسيطه بين عدد الاصوات التي حصل عليها علاوي وعدد الاصوات التي حصل عليها الحزب الشيوعي العراقي مثلا، نستطيع أن نلاحظ اللعبه التي يمارسها السيد علاوي من أجل أن يصبح البديل المناسب لحزب البعث و كذلك من أجل أن يحصل على أصوات البعثيين.
الحزب الشيوعي العراقي بكل نضاله و تضحياته و عداءه للبعث و الصداميين، الحزب الشيوعي الذي فقط شهداءه أكثر من حزب علاوي عندما دخل بغداد، لم يستطع لا الحصول على مركز قوي في مجلس الحكم و لا على تزكية أمريكية و لم يحصل الا على مقعدين في المجلس الوطني. بينما علاوي فاز برئاسة الوزراء و أستطاع الحصول على 40 مقعدا من مقاعد المجلس الوطني.
هذه القفزة النوعية للسيد علاوي، و هذه الهزيمة النكراء للقوى الوطنية، هي نتيجة مباشرة للسياسة التي مارسها علاوي. هذه السياسة أن تتمثل بأستغلال المنصب و ممارسة سياسة الترهيب و الترغيب التي يفهما البعثيون جيدا و لهذا أتت بنتيجة جيدة. فعلاوي حارب بدون هوادة البعثيين المتشددين و المخلصين لصدام و الذين يريدون صدام قائدا لهم ولكنه مارس سياسة الترغيب و أرجاع المناصب لباقي البعثيين.
بمعنى أخر حارب السيد علاوي البعثيين الذين لم يقبلوا به رئيسا و قائدا، و لكنه كافئ الباقين و بهذه السياسة أستطاع الحصول على أصوات بقايا البعث و المنتفعين و الوصوليين.
تجمع البعثيين في اي حزب تعني أستمرار تواجود الوحدة الفكرية بين هؤلاء الاشخاص. وأستعداد أي حزب على قبول أعضاء سابقين في حزب البعث يعني وجود توافق بينهم.
هنا نتسائل لماذا توجة السيد علاوي و حركتة الى البعثيين و لماذا يدافع عنهم بمناسبة وغير مناسبة؟؟ هل أن هؤلاء البعثيون أعربوا عن ندمهم و تخلوا عن أفكارهم العنصرية بهذه الفترة القصيرة؟؟؟ لماذا ملئ الجيش العراقي و باقي قوى الامن العراقي بالبعثيين و بدأوا بتعذيب المناضلين مرة أخرى؟؟؟ ومن الذي أعادهم؟؟؟ كيف حصل السيد علاوي على هذه الاصوات و هذه النسبة؟؟؟ وكيف أستطاع توفير كل هذه الاموال لمعركته الانتخابية؟؟؟ هل أسس الشعلان بموافقة علاوي جيشا محايدا أم أنه جيش موالي كما كان مواليا في وقت صدام وكان يأتمر بأوامر صدام؟؟ فهل سيأتمر هذا الجيش غدا بأوامر الجعفري أو الجلبي أو حتى الطالباني؟؟ أم سيفرض على الحكومة القادمة وزيرا شعلانيا اخرا للدفاع و الداخلية؟؟؟
قديما قالها العرب و ما الحب ألا للحبيب الاول. فهل حب السيد علاوي مازال حبا بعثيا و لا يستطيع العدول عنها؟؟ وان هذا الحب هو الذي أدى الى حصوله على كل هذه الاصوات؟؟؟ وهل تحول الى وريث شرعي لحزب البعث و سيأتي اليوم الذي يعلن فيها حبه على الملأ؟؟؟
الوصولية و الانتهازية و المخادعة كانت من السياسات التي يتقنها حزب البعث و منتسبوها. الصعود السريع لقائمة السيد علاوي من دون الاستناد على مكاسب حقيقية و على نضال حقيقي و عداء حقيقي لأعداء العراقيين يوحي بممارسة سياسة مخادعة و بأستغلال للمهنة و المنصب من أجل مكاسب شخصية و حزبية و هذه بحد ذاتها مخالفة للقوانين الجديدة للعراق الجديد و لكنها تتفق مع قوانين عراق الامس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في