الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تأثيرات التعددية الحزبية وديمقراطية الإسلام السياسي والعلاجات الممكنة من قبل الإدارات المدنية في تغير قناعة الناخب

حيدر صبي

2012 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


التغير الذي حصل في العراق مذ عام 2003 وبروز مصطلحات جديدة لم تك متداولة في الساحة العراقية وطيلة فترة حكم النظام السابق .. مصطلح الديمقراطية والتعددية الحزبية الذي كان غائبا عن ذهنية المواطن العراقي هي مصطلحات طغت على الساحة العراقية فلم يك المواطن العراقي على دراية وفهم كافيين ليتمكن من أن يفقه كنه كافة هذه المصطلحات وتفكيك رموزها لتسارع الحدث ونمو تلك المصطلحات وانتشارها بصورة مذهلة .الأحداث والمواقف والصراعات التي طغت على الساحة العراقية بعد هذا التأريخ جعل من المواطن يمتعض ويجانب ما رفع من شعارات داخلة في هذا السياق .. حرب طائفية شديدة المراس وقتل على الهوية وتفجير الجسد الذي فضله الله على سائر المخلوقات وانحدار أمني وقلة الخدمات.. كل هذه الأسباب جعلت من المواطن العراقي ينئى بنفسه عن التفاعل والتعامل مع هذه الشعارات فيما خفت وهج الحماسة لديه في العمل الجاد والتمازج مع الأحزاب العاملة في الساحة.. الإسلام السياسي هو الآخر لم يك مفهومه حاضرا في الساحة العراقية وليس من العرف الذي جبل عليه العراقيون وآمنوا به من قناعات غيبية وداخل اللاشعور الفكري والروحي له إذ ان الدين لديهم هو الروح والصلة بينهم وبين خالقهم فقط .. القرآن والسنة .. القرآن وأهل بيت النبوة .. الرب واليسوع .. معمدان الصابئة وطاووس ملك الأيزيدية هي قناعات متوارثة لدى العقلية العراقية متأصلة خالية من كل حضور دنيوي لذا كانت راسخة ومتجذرة في كل تعاملاتهم فيما بينهم وبين الرب فسار ركبها بإيمان راسخ وعبر مسيرة متواليات الزمن . ما الذي تغير من تلك القناعات بعد التغير السياسي الذي حصل ؟ المواطن العراقي وما يمتلكه من عقلية متفتحة سابرة في روح التساؤل وحتى عند الطبقات البسيطة والغير متعلمة نجد قراءاته النفسية للمتحرك الأخر والمتصدي للمسؤولية كانت مقاربة للحقيقة في غالبيتها وان تفاوتت نسب القراءة الموضوعية من مواطن لآخر ولأسباب نحن في غنى عن ذكرها الآن .المهم أن الأعم والأغلب من المواطنين بات على دراية تامة بما حملته تلك الأحزاب من أجندات وبرامج خارجة عن إطار طموحاته ونتيجة طبيعية لمواقفها التي سايرت عملها الحزبي الذي وأد روح تحصيل الهدف وتحقيق الحلم الذي كان المواطن العراقي يمني النفس بتحقيقه بعدما أنكشف الغطاء عن غالبية أحزاب الدين السياسي .. والآن يطرح التساؤل التالي .. هل سينكفئ المواطن العراقي على نفسه مقاطعا كل الأحزاب وهل سيبعد إصبعه عن المحبرة الانتخابية البنفسجية أم أنه سيتوجه الى ذات الصندوق الذي سقط عنده الحلم مترنحا نتيجة الضربات والصدمات المتوالية ومن قبل من رشحهم ذلك الأصبع ليحملهم الى الضفة الأخرى ؟ وجواب ذلك أن الأحزاب العراقية هي من تملك ناصية الحل بتغير ما تجذر في نفسية الفرد العراقي وطيلة فترة التغير ما بعد 2003 والى الآن فهل تستطيع من فعل ذلك بعدما تقارب الزمن الانتخابي وبات على الأبواب وخصوصا ما يخص انتخابات مجالس المحافظات. ربما السنوات الأخيرة شهدت قفزات نوعية ولكنها متفاوتة بين بقعة جغرافية وأخرى في السعي لتلبية الحد الدنى لطموح المواطن .. مجالس المحافظات وإداراتها المدنية كان لزاما عليها من أن تضطلع بدورها على تغير ما ترسخ من قناعات لدى العقلية العراقية بعدم الثقة بناخبيهم من خلال توفير الخدمات وإقامة البنى التحتية والمشاريع التنموية الكبيرة ومن خلال التخطيط الأمثل في رسم الخارطة الاستثمارية التي تخدم المواطن وترفع من مستواه المعيشي وليس هذا فحسب بل رفع المستوى الثقافي والعلمي والصحي والتربوي كذلك .هذا كله سيؤدي بالنتيجة لتغير شيئا مما رسخ في عقلية المواطن من فقدان للثقة واليأس من المستقبل وبالتالي معاودته الى الصندوق الانتخابي .. فهل اضطلعت تلك المجالس والإدارات المدنية للمحافظات بمهامها ؟؟ لفت انتباهي خلال زياراتي للمحافظات العراقية انها كانت متفاوتة في العمل على هكذا برامج وبفارق كبير بين محافظة وأخرى .. محافظة النجف الأشرف هي أنموذج بات وقاعدة بيانات للفت انتباه المواطن العراقي وحيثما كان محل سكناه للتغير الذي حصل فيها نتيجة للبرنامج العمراني الشامل لكل المرافق الخدمية التي قامت بها ادارتها المدنية وتماس تلك الإدارة مباشرة مع حاجات المواطن النجفي حيث شهدت المحافظة طفرات عمرانية كبيرة وشواهد حضارية رائعة وإقامة للبنى التحتية التي جعلت من المواطن النجفي في حالة رضا عما أفرزته ذهنية تلك الإدارة في التخطيط والعمل الجاد والدءوب والمتابعات المستمرة من قبلها للمشاريع. بعد كل هذا من المؤكد أن هذه الإدارة استطاعت انتزاع إعجاب مواطنيها مما سيكون له الأثر الإيجابي الكبير في نفسية المواطن النجفي في تغير ما ترسخ في نفسيته جراء عمل الإدارات المدنية السابقة .إذا ما بقية هذه الإدارة تعمل بذات الروحية والمتابعة والتخطيط السليم فهي حتما ستجعل من الصندوق الانتخابي الكنز الذي طالما حلمت الجماهير في الحصول عليه.أخيرا ماذا عن بقية محافظات العراق فهل ستنحو منحى إدارة محافظة النجف الأشرف في التخطيط وإعداد البرامج التنموية الكبيرة التي تحقق ما يصبوا اليه مواطنيها أم إنها ستركن الى التخطيط الكلاسيكي والجبن الإداري والركون الى الروتين المميت والذي سيؤثر سلبا على تنفيذ مشاريعها وبالتالي حرمان مواطنيها من الخدمات حينها سيركن الناخب العراقي الى ما آمن به بعدم جدوى الذهاب للمحبرة البنفسجية تاركا الصندوق الانتخابي خواء من كل صوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار