الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


.... مو ؟ / اجتي العلوية

سلمان عبد

2012 / 8 / 29
كتابات ساخرة


‏... مـو ؟ / ‏
اجتي العلوية
في خمسينيات القرن الماضي كنا نسكن في محلة قديمة اغلب سكانها من الطبقة الفقيرة ، وكانت تسكن الى جوارنا عائلة كانوا يطلقون ‏عليها لقب ( بيت العلوية ) ، حيث ان ربة البيت ( علوية ) ، وهي امراة عانس ، عرفت بصرامتها وحدة طبعها ، وكانت تثير المشاكل ‏وتسبب العراك لاتفه الاسباب مع الجيران ، فكان الجميع يتحاشاها ، ولم يعرف لها زوج او اخ او اي رجل يشكون اليه ( ‏عفترة ) العلوية ، فكانت هي ( خاتون المحلة ) كما يقال ، وكان الجميع يتحاشاها و يقدم لها الولاء والاحترام المزيف درئا للسانها ‏ومشاكساتها، ويتهامس الجميع من انها ليست علوية ولا بطيخ ، ويشككون بنسبها ، فلا يعرف لها نسب يمتد الى السادة الاشراف ، الا انهم ‏يخافون الجهر ، ويجاملونها ، و ( يتجفون شرها ) ، وكنا نسخر منها في السر ونقول ( العتوية ) ، اما نحن الصغار ، فكنا نخافها كثيرا ، ‏لانها تمنعنا من اللعب لا بل تضرب بقسوة ان وقع احد الاطفال بين يديها ، ومن الطريف بالامر انها كانت تمتلك سيارة شوفرليت موديل ( ‏‏1946 ) خشبية ورثتها كما يبدو من ابيها ، تنقل الركاب من كربلاء الى طويريج والحلة ذهابا وايابا ، و كان سائق السيارة يتلقى اهانات ‏العلوية بصبر عجيب وتهينه وتسمعه افحش الكلام ولا يستطيع الرد او تقديم استقالة كوزيرنا محمد علاوي ! . وسيارة العلوية كثيرا ما ‏كانت تتعطل ، فنجبر على دفعها مسافات طويلة ، ولا فائدة ، وبخبث طفولي وكنوع من رد الفعل ، كنا لا نتوقف عن الدفع واطلاق ‏الهوسات والضحك والمرح وحتى مسافات بعيدة جدا ، بعدها نولي الادبار هاربين ، ونترك السيارة مع سائقها المسكين ، وكانت العلوية ‏تحرمنا من اللعب ، حين نراها من بعيد ، نتصايح :‏
ـــ اشردوا اجتي العلوية .‏
وفي يوم جميل ، سرت اشاعة بان العلوية خطبت وستتزوج ، وستنتقل من المحلة الى بيت الزوجية ، وحين تعالت الهلاهل من بيتها ، ‏عمت الفرحة الجميع ، ورقصوا حتى الصباح ليس حبا بالعلوية ، بل لانهم تخلصوا منها .‏
تذكرت قصة العلوية ، حين قرات كتاب استقالة وزير الاتصالات محمد علاوي المقدم الى السيد رئيس الوزراء ، ومن حيثيات كتاب ‏الاستقالة ، الشكوى المرّة من قبل الوزير من مستشارة الوزارة ( وهي علوية ) ايضا ، وكيف كانت تتعامل مع الوزير نفسه و باقي موظفي ‏الوزارة ، وعلى حد قوله ( لا يمكن ادارة الوزارة براسين ) وتحولت من ( الاستشارة ) الى ( الامارة ) ، ومن خلال عرض كتاب ‏الاستقالة ، هناك تشابه بين علويتي وعلوية السيد الوزير ، وقد يكون جنابه قد بالغ في الامر ، والقى بفشل ادارة وزارته على ‏‏( العلوية ) وهذا جائز ايضا ، لكن المهم في الامر ، ان بادرة الاستقالة من الوزارة ، امر يسجل للوزير ونقطة مضيئة وبارزة ومتميزة يشكر ‏عليها ، لاننا نعرف ان منصب الوزير يباع ويشترى بمبالغ فلكية !!! ولم نعرف ابدا في عراقنا الجديد شيء اسمه ( استقالة ) ‏،ما عدا استقالة السيد جعفر الصدر وعلى ما اعتقد الاستاذ الشبلي وزير العدل الاسبق ، والاستقالة والاعتراف بالقصور ثقافة لم نعتد عليها ‏ولا نعرفها رغم الاخفاقات الكارثية ، وهو عُرف ( مو مال ديج ) ديمقراطي متعارف عليه .‏
ياتي السيد وزيرالاتصالات ، ليقدم استقالته مرفقة بالاسباب التي حدت به على ذلك ، ونرفع قبعاتنا له ، عسى ان تكون هذه البادرة حافزا ‏للاخرين الفاشلين او ممن لديهم ( علوية ) تكبل ايديهم وتمنعهم ، كي يريحوا ويستريحوا .‏
‏( العلويات ) .... طركاعة سودة جديدة ......مو ؟ .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟