الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (3)

مسَلم الكساسبة

2012 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


البروتوكول الثالث عشر :

انك إذا انتزعت من إنسان سويّ خشبة أو عودا يابسا بعنف عز عليه ونازعك إياه إن لم يكن لقيمة الشيء ذاته فللطريقة التي انتزعته منه بها .. ونحن ننتزع من الناس حريتهم وكرامتهم وأوطانهم وأقدارهم ومرات ننتزع أرزاقهم وأعمارهم ..لذلك يجب أن نترفق ما استطعنا حتى لا ننبههم إلى قيمة ما ننتزع منهم ترفقا إلى الحد الذي نبدوا وكأننا نعطيهم ما نأخذ منهم ما سلّموا لنا ..على انه لابد لنا من الإفصاح عن تلك القوة والسطوة حينما تعز عليهم تلك الخشبة ويحاولون منازعتنا إياها فنضطر للإعراب عن الطريقة الحقيقية التي نستولي عليها منهم بها . فلا يلبثوا أن يواعدونا ويتركوها في أيدينا فنعود لموادعتهم وهكذا.

البروتوكول الرابع عشر :

لهيبتنا ومكانتنا يجب أن نكرس ونغرس في وعي الناس ما استطعنا أن كل شيء هو مكرمة وهبة منا يجب أن تلهج ألسنتهم بالشكر والثناء عليها .. وانه ليس لهم حقوق مفروضة علينا لذا يجب أن نكرس ونعزز لدى واحدهم لغة التوسل والاستجداء والاسترحام والتزلف والتملق والدعاء لنا بطول العمر حتى وهو يطلب ابسط حق له ولو كانت بصلة أو بطيخة من غلة أرضه .. وذلك بان نلبي ما استطعنا لمن يلجأ لهذه اللغة والأساليب في حين نحرم ما استطعنا أيضا كل من يلجأ للغة الحق والمستحق والأسلوب الكريم في الطلب لأنه يضع نفسه منا بمنزلة الند وصاحب الحق والدين علينا وهذا شيء لا يجوز له ولا يليق بنا .

البروتوكول الخامس عشر:

ولكي يستمر في السلطة كل من يحكم الناس بالطريقة التي نفعل فيجب أن يعمل على الاستئثار بالكم الممكن من القوة والسلطة بيديه لتكون هي ذاتها الأداة التي بها يحتفظ بما لديه منها ، فالسلطة التي بهذا الشكل إنما تحفظ بمزيد منها كالملح أو الزيت يحفظ نفسه من التلف بنفسه ، فبها يُصلح ما يشاء ويُفسد ما يشاء ويشبع من يشاء ويُجوع من يشاء ويُرغب من يشاء ويرهب من يشاء ويقصي من يشاء ويدني من يشاء ويقوي من يشاء ويضعف من يشاء ويسلط من يشاء على من يشاء ويضمن ولاء من يشاء ليضطهد به من لا يشاء ويبقي حبل من يشاء بيديه متى شاء أرخاه ومتى شاء شده .. فبهذه الطريقة وبالاستئثار بأكبر كم ممكن من السلطة نستطيع الاستمرار بالاحتفاظ بالسلطة والبقاء بها .. وكل مقدار من السلطة نتخلى عنه هو مقدار من إمكانية البقاء في السلطة نكون قد فقدناه .. وإنه من حسن طالعنا أن الأمم التي تراقب الفساد وتعرّفه وتصنفه غفلت عن تعريفه الصحيح بالنظر إلى جذره وشأفته بل ذهبت لتمظهراته وتجلياته .. فحصرته في المال والكسب غير المشروع وغفلت عن الأداة الكبرى التي تنتج ذلك وتؤدي إليه وهي امتلاك سلطة غير مقيدة ولا شفافة لا رقيب أو حسيب عليها .. بالتالي نستطيع ونحن نمتلك آلة وأداة الفساد الكبرى أن نفسد ما نشاء وكما نشاء ونشترى الذمم والأولياء والأنصار ونقصي ونهمش من نعتقد فيهم مناوأة هذا الشكل الذي به نحكم..ثم وبنفس الوقت يمكننا أن نبدو ونتظاهر بالحرب على الفساد ونشكل الهيئات لمحاربته ونتبعها لمخابراتنا التي هي روحنا التي نأمر فتطيع وهي أداتنا لنفعل كل ما سبق ذكره وهكذا ينشغل الناس في الجري وراء مفردات الفساد وتمظهراته وحالاته بينما النبع الذي منه يصدر في منجاة ومأمن عن ملاحظتهم .. وما دامت كل الأوراق والأدلة بأيدينا فإننا نحن ما عدانا من يمكنه أن يمكنهم من ضبط ما يضبطون وإثبات ما يثبتون مما يضبطون من تلك الحالات أو نفوت عليهم ذلك حتى لو رأى واحدهم الفساد رؤيا العين . وتكون تلك المفردات والحالات بمثابة الضوء الذي نسلطه على اعين الناس لنبهرها به فلا يروا الفساد الاكبر وهو استئثارنا بكل القوة والسلطة التي بها ومن خلالها نفعل ونترك ما نشاء وكيفما نشاء

البروتوكول السادس عشر :

إن المعاني المثالية كالعدل والصلاح والحرية والكرامة الإنسانية ومقتضياتها هي بالنسبة لأمثالنا مفاسد وشرور لأن من شأنها أن تقوض عروشنا وتنزع السلطة من أيدينا .. فهي معان لا تصلح لأمثالنا ولكل من يسوسون الناس بالطريقة التي بها نسوس ، لأننا إذا أردنا أن نطبق العدل مثلا ، فنحن أول من يجب أن نبدأ بأنفسنا فنتخلى عن السلطة التي نحتكرها بصورة غير عادلة ونعيدها للشعوب لتحكم نفسها بنفسها .. وإذا تدبرنا مليا تأكد لدينا أن الفساد ما سواه هو الأساس الذي به تدوم عروشنا وممالكنا شئنا ذلك أم أبينا ..وكل ما نفعله هو أننا نعقلن هذا الفساد ونبقيه في الحدود التي لا تجعله يطغى ويبلغ الحد الذي به لا يعود محتملا فيفتح أعين الناس علينا ويحرض نقمتها وغضبها ضدنا ويقتلع السلطة من أيدينا ..وإذا كان من وصف دقيق لحقيقة عروشنا وممالكنا فهي أنها مصالح " إدارة الفساد" ..فنحن في الواقع نعمل عملين مزدوجين في آن معا : فمن جهة نرعى ونديم استمرار الفساد في الحدود التي تخدم عروشنا ومن جهة أخرى نراقبه في الحدود التي لا يطغى بها فيصبح سلاحا ضدنا بدلا من كونه سلاحا في أيدينا ..وهكذا في الحقيقة يعمل كل من بيديه سلطة وصفها كالتي بين أيدينا .. وإن ادعى غير ذلك فهو إما يجهل حقيقة ما يعمل أو أنه يدعي غير ما يعلم .


البروتوكول السابع عشر :

إن المال هو عصب القوة والنفوذ وسرهما لذا فإننا مدعوون لاكتناز المال ثم المال ثم المال ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ولا يهم الطرق والوسائل فالغاية العظيمة تبرر الوسيلة الدنيئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات