الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامن الغذائي والمتغيرات المناخيه

ليث العاني

2012 / 8 / 30
الصناعة والزراعة


سوف لن اضيف جديدا في موضوع المتغيرات المناخية وتاثيرها المباشر على الزراعة وبالتالي على الامن الغذائي على الصعيد العالمي، لكن المتغيرات المناخيه بتقديري المتواضع لاتقل خطورة عن اسلحة الدمار الشامل والحروب والصراعات التي راحت تهدد الامن والسلام والاستقرار في العالم. من هنا تات ضرورة حماية البيئة من التلوث والعمل على وضع ضوابط للحد من مسببات الاحتباس الحراري الذي هو السبب الاساسي في المتغيرات المناخيه ..يجب ان تكون هذه القضية في مقدمة القضايا التي يتم تحشيد الراي العام العالمي من اجل تحقيقها والوقوف بصلابة دون تردد بشانها كما هو الحال في مسالة النضال من اجل منع سباق التسلح النووي والحروب و وقوف العالم التقدمي ضد التمييز العنصري والتطهير العرقي والابادة الجماعيه والتمييز ضد المراة وحماية حقوق الانسان في سبيل عيش كريم وحماية الحريات العامة ومكافحة البطالة والفقر وغيرها من التحديات التي تواجهها البشرية في هذا العصر.
المتغيرات المناخية التي يجب الاسهام في الحد منها والناجمة عن الاحتباس الحراري جراء ارتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكاربون في الجو والمتاتي من المخلفات الغازية للمصانع والسيارات وجراء قطع الغابات بشكل جائر دون زراعة غابات بديلة سيما وان الغابات هي المستهلك الاساسي لثاني اوكسيد الكاربون من الجو في عملية التركيب الضوئي لصناعة الغذاء النباتي..... هكذا يتوقع ان ترتفع حرارة الارض درجة واحدة الى عام 2030 ودرجتين الى عام 2100 الامر الذي سيجعل من العيش على كوب الارض بالغ الصعوبه.
ان ارتفاع درجة جرارة كوكب الارض جراء الاحتباس الحراري اخذ يسهم في ذوبان جليد القطب الامر الذي ادي ويؤدي الى ارتفاع مستوى منسوب البحار ومن ثم الى غرق سواحل ومدن وسيكون الامر اشد خطورة في المستقبل القريب.كما ان ارتفاع درجات الحرارة زاد من شدة التبخر وبالتالي هطول مخيف للامطار الغزيرة وفي غير مواعيدهاالامر الذي تتبعه فيضانات مدمرة تجرف االتربة والمزروعات وتتسبب بكوراث في المعدات والارواح كالذي يحصل في الصين والفلبين وبنغلادش والهند وغيرها من بلدان شرق اسيا.كما ان المتغيرات في درجات الحرارة هي سبب في الاعاصير التي راحت تجتاح بلدان وتتسبب في كوارث حقيقية كما يحصل في العديد من الولايات الامريكيه.وشرق اسيا . الاضرار الكبيره المدمرة جراء الامطار والفيضانات على المحاصيل الزراعيه والتي تؤدي الىوتراجع التصدير وارتفاع اسعارا لاغذيه تضرب بالصميم الامن الغذائي،حيث ينتشر الفقر وتشتد المجاعات .
الى جانب هذا فان الاحتباس الحراري يؤدي الى موجات جفاف شديده تؤدي الى تلف المحاصيل الزراعيه كما حصل هذا العام في الولايات المتحدة الامريكيه والقرن الافريقي كما يتسبب الجفاف باشتعال حرائق الغابات الامر الذي يزيد الطين بلة في انبعاث مزيد من غاز ثاني اوكسيد الكاربون ،،وهذا يحصل الان في كلفورنيا وفي غرب البلقان وغيرها.
المعلومات المتوفره تفيد بان تبعات المتغيرات المناخيه في كوكبنا هذا هي اشد وطاة على سكان الجزء الجنوبي من الكرة الارضيه اي جنوب خط الاستواء،حيث تتفاقم المجاعات والامراض والاوبئة التي باتت تهدد حياة الملايين من سكان هذه المناطق.
وعلى وجه التحديد في القرن الافريقي وشرق اسيا وامريكا اللاتينيه والخطر راح يدق ابواب المنطقة العربيه التي بدات تعاني من موجات الجفاف وارتفاع درجات الحراة والعواصف الترابيه التي مانفكت تنغص العيش على سكان هذه المنطقه المهددة بظاهرة التصحر المخيفه والتي لم تجد اهتماما من المعنيين بالامر لمعالجتها.اضافة الى كل هذا فالمنطقة العربيه مهددة بنضوب المياةالجوفيه بسبب الاستخدام الجائر لها وعدم وجود قوانين تنظم كيفية استغلالها،كما ان الانهار في المنطقة هي الاخرى تحتضر بسبب استهانة دول المنبع بمقدرات دول المجرى التي نشات اصلا على هذه الانهار وشيدت حضاراتها وثقافتها على ضفاف هذه الانهار....المنطقة العربيه وبشكل خاص العراق او قل بلدان الهلال الخصيب"لم يعد خصيبا" مهدد بتبعات لاتحسد عليها جراء المتغيرات المناخيه يضاف اليها تبعات التعامل اللامسؤول من قبل ذوي الشان في مواجهة التصحر والتعامل مع الثروة المائية وحمايتها و الخ
اعتقد ان مهمة حماية البيئةمن الاحتباس الحراري تقع على كاهل جميع الاطراف بما فيها منظمات المجتمع المدني والحكومات واصحاب المصانع والاعلام وغيرها.فمنظمات المجتمع المدني مطالبة بنحشيد الراي العام المحلي ولاقليمي والدولي في سبيل الزام الحكومات على وضع ضوابط للحد من التلوث البئي والزام اصحاب المصانع باستخدام منجزات العلم والتكنولوجيا لايقاف انبعاث ثاني اوكسيد الكاربون اثناء العملية الانتاجيه، ووضع الضوابط لمنع قطع لاشجار والتعدي على الغابات والمساحات الخضراء....ضوابط شديدة كهذه تطبق بدقة وصرامة كما لاحظت في الولايات المتحدة الامريكيه وفي دول اسكندنافيا وغيرها من العالم المتحضر،الا ان بلدان العالم الثالث وعدد من بلدان البلقان والامازون تتعامل بلامسؤلية وبوعي متدن في هذا الشان .
كما يتعين زج اجهزة الاعلام في هذه المعركة لرفع مستوى الوعي بخطورة التلوث البيئي والحد من مسببات الاحتباس الحراري والتثقيف باهمية حماية البيئة.
اشرت في البداية الى ان الحديث عن المتغيرات المناخية بات مكررا وقد يفيد التكرار من جانبي ايضا لان الامر بات خطيرا ولا يقبل التاجيل او التهاون فيه.
هل يتعين علينا ان ننتظر الاجرات اللازمة للحد من الاحتباس الحراري لكي تعود المياه الى مجاريها ولكي تستعيد الزراعة عافيتها لتصبح كما كانت؟ بالتاكيد لا،يتعين علينا العمل باتجاهين اساسيين:
الاول:هو العمل في سبيل الحد من مسببات الاحتباس الحراري وهذه عملية شاقة وبطيئة ولكنها واعدة واكيده ومضمونة النتائج
والثاني:هو ان نعمل وفق المعطياتالجديده والمتغيرات المناخيه التي خلفها الاحتباس الحراري حيث ان الامر يستوجب ايجاد اصناف جديده من المحاصيل الزراعيه قادرة على مقاومة الضروف المناخيه الجديده والعيش فيها وان يعاد النظر في كيفية استخدام الاسمدة الكيمياويه والعضوية لرفع انتاجية الاصناف الجديده من هذه المحاصيل يضاف الى ذلك ضرورة الاستخدام العقلاني والدقيق للمبيدات و الادويه في مكافحة الادغال والحشرات والامراض البكتيريه والفايروسات شريطة ان يضمن عدم التلوث البيئي بها،يضاف الى كل هذا استخدام المكننه الزراعيه المتطوره –كل هذا يحقق معدلات عاليه من الانتاج بتكاليف اقل....هكذا يمكن تامين الغذاء وباسعار مقبوله تجعل ها في متناول كل فرد....هكذا نتمكن من تخط المحاعة المحدقه بالملايين من البشر.
اخيرا بودي التاكيد على ان الحد من المتغيرات المناخيه وتحقيق الامن الغذائي لم يعد موضوعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فحسب بل هو موضوع انساني شامل بالغ الاهمية والخطورة الامر الذي شدني لمعالجتة والبحث فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط