الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية الثورة المصرية : امريكا ، الاخوان ، العسكرى 3/3

هشام حتاته

2012 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


تعرضنا فى المقالتين السابقتين عن الدور امريكا والاخوان فى الثورة المصرية ، وبقى لنا ان نتعرف على دور المجلس العسكرى .
جميعنا يعرف ان احداث 25 يناير لم تخرج فى البداية للاطاحة بحسنى مبارك ، ولكنها كانت فى الاساس ضد ممارسات جهاز الشرطة القمعى ( ولذا تم اختيار يوم عيد الشرطة خصيصا لهذه المظاهرات ) وثانيا كان شعار العداله الاجتماعية بعد تغول رجال الاعمال بالنفوذين – المال والسلطه - ، كان للفيس بوك تاثيره القوى والفعال حيث تم استخدامه للحشد والتواصل بين شباب الثائرين والذى سبق التدريب عليه فى برامج تنمية الديمقراطية ، ولذا فقد كانت مظاهرات تتسم بالسلمية وبالتنظيم حسب الاصول الديمقراطية فى العالم الغربى ، وكان للتواصل عبر الفيس بوك اثره فى التجميع والتفريق والكر والفر من الميادين الى الشوارع الجانبية مما انهك معه قوات الشرطة . فى اليوم التالى خبأت حدة الحماس ولكن مدينة السويس استمرت مما يشجع متظاهرى التحرير على الاستمرار ، وفى اليوم الثالث انهار جعاز الشرطة بكل جبروته مما اثار الدهشه لدى الكثيرين وحتى الآن وعزوا ذلك الى سياسه الكر والفر التى اتبعها الثوار ، ولكن الحقيقة ان هناك سببا آخر وجوهرى يتمثل فى :
تكوين جندى الامن المركزى الغلبان الذى يعيش فى معسكرات لاتليق بالحيوانات والمقهور من حضرة الضابط المنتفخ بالخيلاء والغرور والذى دانت له رقاب العباد منذ ان تضخمت الدولة البوليسية بعد ثورة 1952،واصبح ضابط الشرطة منفوخا كالطاووس يمارس الاذلال على اى من يقع به حظه العاثر فى الوقوف امامه سواء فى قسم الشرطة او اى من الادارات التى تديرها الداخلية ، هذا الضابط تعود اصدار الاوامر والسمع والطاعه وخنوع المواطنين امامه ، فزادت لديه حالة الانتشاء بالسلطه والسطوة واصيب بانتفاخ فى الذات حتى اصبح كالبالون الممتلئ بالهواء ومع اول شكه دبوس ( اول مواجهة مع مواطنين بعرفون حقوقهم ويتظاهرون فى شجاعه ولا يبالون بهيبة الشرطة التى تم بنائها على مدى ستون عاما ) مع اول شكه دبوس انفجر البالون الممتلئ بالغرور ، ورأى عسكرى الامن المركزى سادته وآلهته تنهار امامه فانهار معها بكل مايحمله من حقد عليهم .
كانت خطة حبيب العادلى مع جمال مبارك هى نفس مااتبعه ياسر عرفات بعد انهيار محادثات ( واى ريفر ) عندما عاد الى غزه وفتح السجون ليطلق البلطجيه وارباب السوابق مع من اعتقلهم من المقاتلين ، ونفس ما اتبعه صدام حسين عند بداية ضرب امريكا للعراق عندما فتح السجون واطلق المجرمين والبلطجيه .
اعتقد ان ماحدث من فتح السجون المصرية كانت خطة بين العادلى وجمال مبارك فى حالة تنامى الثورة ، وان كان اقتحام سجن المرج وابوزعبل مختلف حيث تواجدت فيه عناصر حماس وخليه حزب الله والتى تمت مهاجمته بالبلدزورات وسيارات الدفع الرباعى وهدم سورة بالقذائف والتى كنت شاهدا عليها عندما توجهت مسرعا الى هناك حيث كان صديقى وابن عمى مديرا لمنطقه سجون ابوزعبل والمرج وشاهدت آثار الهجوم بنفسى واقوال هذا اللواء موجوده حتى الآن فى نيابه بنها ( وهذا ماذكرته فى مقاله سابقة )
امر حسنى مبارك بنزول الجيش وتسليمه الميدان خاليا ، وبالفعل نزلت الدبابات الى التحرير وبعض الاماكن الهامه ولكنها لم تشتبك مع المتظاهرين ، بل وقفت ساكنه ، وصدر يومها تصريح غريب يقول ان الفريق سامى عنان فى امريكا ولن يتم تحريك اى قوات قتاليه ورئيس الاركان غير موجود ( كأنه لو نشبت حرب ينتظرون عودة رئيس الاركان .... !!!! ) .
المشير كان ضد التوريث ولكنه نشأته العائليه المتواضعه جعلته سامعا مطيعا راضيا عن كل افعال الرئيس الذى اصبح فى السنوات الاخيره غير قادر على الحركة واصبحت مصر يديرها جمال مبارك واحمد عز ، تدخل المشير عند طرح بيع بنك الاسكندرية على مجلس الوزراء واعترض قائلا : ( انتم ناقص تبعوا مصر .. ) ورغم اننى احمل له على المستوى الشخصى اعزازا لموقفين حيث اعاد الى الخدمة ضابط برتبه عميد تجمعنى به صداقه قويه عندما تظلم من خروجه واستمع الى شكواه بنفسه ووبخ مدير السلاح الذى ينتمى اليه هذا الضابط ، والموقف الآخر عندما جاء الى مسجد آل رشدان من عدة سنوات ليحضر الصلاه وتأبين ابن عمى الاقرب الى نفسى اللواء احمد حتاته الضابط السابق بمباحث امن الدوله ، ورغم هذا فالحقيقة اكبر من المشاعر.
عاد رئيس الاركان بعد عدة ايام وكان المفترض فى مثل هذه الظروف ان يعود فورا ، وبعد عودته صدر بيان القوات السملحه الذى يعلن تعاطفه مع تطلعات الشعب المصرى ، وعانق المتظاهرين الجنود واعتلوا الدبابات وظهرشعار ( الجيش والشعب ايد واحده )
من المعروف انه ومنذ توقيع كامب ديفيد تعهدت امريكا بدفع اكثر من مليار دولار للقوات السملحة المصريه عدا المعونه الاقتصاديه التى توازى هذا المبلغ ، واصبحت امريكا هى مصدر تمويل وتسليح وتدريب الجيش المصرى ( حتى ان معظم قادة القوات السملحة او كلهم تلقوا تديبات او دراسات فى امريكا ) ، وحصل الجيش منذ عام 1979 وحتى الآن على مايقارب الخمسون مليار دولار ..... !!
هل الثلاثة ايام التى قضاها رئيس الاركان فى امريكا قبل ان يعود كانت مجرد نزهه لمشاهدة مدينة والت ديزنى وهوليود ، وهل الاعلان بعد العودة عن تجاوب الجيش مع تطلفات الشعب كانت مجرد صدفة ؟ - نعود الى التحليل المنطقى للاحداث :
مع انهيار جهاز الشرطه ووقوف الجيش على الحياد ارتفع سقف مطالب المتظاهرين حتى وصل الى المطالبه برحيل حسنى مبارك مثلما زين العابدين فى تونس . ولم تفلح الخطبة التى القاها يوم 2 فبراير ( تقريبا ) ، ولم تفلح موقعة الجمل حيث تصدى لهم شباب الاخوان ( هذه هى الحقيقه التى يجب ان اذكرها – رغم اننى ضد الاخوان – الا اننى اكتب بحيادية تامه ) لانهم نزلوا الميدان يوم 28 يناير واذا فشلت الثورة سيقودهم حسنى مبارك الى اعواد المشانق ، فاستبسلوا فى موقعه الجمل التى اصبحت بالنسبه لهم معركة حياه او موت . وجاء تعيين عمر سليمان نائبا وشفيق رئيس وزراء كرجاء اخير من الرئيس للمجلس العسكرى حتى يمتص غضب الجماهير ، واعطاه المجلس العسكرى الفرصه ولكن سقف المطالب كماذكرت مع انهيار الشرطة ووقوف الجيش على الحياد زاد من تصميم المتظاهرين على رحيل حسنى مبارك .
تواترت انباء عن ارسال حسنى مبارك خطاب لاقالة المشير يذاع من التلفزيون المصرى وقيل وقتها ان عبداللطيف المناوى المشرف على القنوات الاخبارية ابلغ المشير قبل نشر قرار الاقاله ، وكان امام قادة المجلس العسكرى اما انتظار المحاكمات العسكرية من مبارك واما الانضمام الى الثورة وهنا اصدر المجلس العسكرى ( البيان رقم 1 ) وفيه : (انطلاقا من مسئولية القوات المسلحة والتزاما بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه، وحرصا على سلامة الوطن والمواطنين ومكتسبات شعب مصر العظيم وممتلكاته، وتأكيدا وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة.. انعقد اليوم الخميس الموافق العاشر من فبراير 2011 المجلس الأعلى للقوات المسلحة لبحث تطورات الموقف حتى تاريخه ) انتهى ، والملاحظ ان المجلس اجتمع برئاسة طنطااوى وعدم وجود مبارك كرئيس للمجلس بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة او حتى نائبه عمر سليمان . احتمى مبارك بالحرس الجمهورى ولكن المحيطون به وبينهم عمر سليمان ضغطوا عليه وذكروه باعدام شاوشيسكو باعتباره مجرم حرب حينما تصدى للمتظاهرين بالقتل ،فى الوقت الذى اتجه فيه المتظاهرين صوب القصر الجمهورية .
مجريات الامور بعد ذلك تؤكد انه حصل على وعد من المجلس العسكرى بأن يظل فى شرم الشيخ بعد ان يتنازل عن الحكم ، وتم الاتفاق مع جماعة الاخوان المسلمين على السماح لهم بالتواجد الشرعى وتأسيس حزب مدنى على مرجعية دينية ( وهو ماحدث فى الاعلان الدستورى الذى اسقط من تعديلات حسنى مبارك عام 2007 المادة التى تنص على عدم قيام احزاب على مرجعية دينية ) الا ان المجلس لم يستطيع ان يفى بوعوده ازاء المليونيات التى تلت ذلك والتى طالبت بمحاكمته والتى اتضح فيها ان الاخوان وحدهم ليسوا المسيطرون على الشارع كما توهم المجلس العسكرى حيث لم يشاركوا فى اى من هذه المليونات ، وفوجئ بأن هناك العديد من القوى الثورية المدنية الليبرالية اجبرته على تحويل حسنى مبارك الى المحاكمة .
وهنا تم المراد من رب العباد : ثورة داخليه بدون غزو خارجى لشعوب لديها حساسية مفرطه من الاحتلال حتى لو كان لتحريرهم من الطغاه ، وحكم مدنى على مرجعية دينية وكان ماكان ياساده ياكرام فى التعديلات الدستورية التى تعهد الاخوان للمجلس العسكرى بقيادة قطيع المخدرين للموافقه عليه تحت ادعاءات الجنة والنار .
اكتسح الاخوان بتحالفهم مع السلفيين ( الذين باعوهم فيما بعد .... !! ) انتخابات مجلس الشعب وبدأ للمجلس العسكرى ان الاخوان يريدون السيطره على كل مفاصل الدولة المصرية بعد مطالبتهم باقاله حكومة الجنزورى الذى قالوا انه يحرق مصر قبل مجئ الاخوان والذى وافقوا عليه من قبل ثم منحه مرسى وساما من بعد وعينه مستشارا ..... !! وبدات عمليات الشد والجذب بين المجلس العسكرى وجماعه الاخوان وتدخلت هيلارى كلينتون فى زيارتها لمصر وقالت تصريحها المشهور بعد ان زارت مقر الاخوان : على الجيش المصرى ان يعود الى مهمته فى حفظ الامن الوطنى المصرى . ولكن المجلس العسكرى كان يناور يقدر مايستطيع من اجل الحفاظ على مصالحه، وظهرت ماعرف بوثيقة السلمى التى كانت تعطى للجيش وضعا مميزا فى الدستور وثار عليها كل من الاخوان وائتلافات الثورة .
حتى جاءت انتخابات الرئاسة والتى اتضح من نتائج الجولة الاولى ان التيارات المدنية تقاربت فى نتائجها مع الاخوان والسلفيين ، حيث قام الاعلام بدور مؤثر فى انقلاب الرأى العام من التاييد المطلق الى التوازن ، ولعب رجال الاعمال دورهم وكذا خاف العاملين فى السياحة واهل الفن والرأى من صعود الاخوان ، وكان المجلس العسكرى يغذى كل هذا ، ودخل على الخط معامل جديد تماما قال انا هنا الا وهو الصوت المسيحى ، وكانت امريكا مع تاييدها لوصول الاخوان للسلطه الا انها كانت تسير على الخط الاول الذى ذكرناه فى الجزء الاول من هذه الدراسة وهو تشجيع قوى المجتمع المدنى ليكون هناك توازن بين القوى الليبرالية والقوى الدينية حتى لاينفرد الاخوان بالسلطه المطلقة .
اذكر ان لقاء محمد مرسى مع الاعلامى عماد الدين اديب فبيل الانتخابات المرحلة الثانية سأله اديب : هل لو فاز شفيق ستقوم بتهنئته وتقبل بفوزه ، ولكن فوجئنا بمرسى يقول : كيف يفوز من قامت عليهم الثورة ، وكرر اديب عليه السؤال عدة مرات ولكن مرسى لم تفلت منه عباره واحدة تقبل بنتيجة الصندوق .
انحسرت فى الجولة الثانية بين احمد شفيق والدكتور مرسى ، والتى تقاربت فيها النتائج بينهم ايضا للاسباب السابقه والتى اشارت بعض التقارير الى فوز احمد شفيق . ولثلاثة ايام متتاليه لم يتم اعلان النتيجه ، شعر الاخوان ان المجلس العسكرى سيعلن فوز احمد شفيق خصوصا ان فارق الاصوات لايتعدى عشرات الآلاف ، وان د. ضياء رشوان رئيس مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية صرح ان الكتاب الذى وزعه الاخوان بنتائج انتخابات كل دائره يؤكد ان هناك 32 صفحه من الكتيب بها ارقام تزيد عن العدد الفعلى وان الفارق بينهم يصل الى مليون ونصف صوت انتخابى وصرح ان الاخوان اعتمدوا على انه لن يوجد مواطن يقرأ ثلاثمائة صفحة ويقوم بجمع نتائج كل دائرة .
شعرالاخوان بذلك ، ونزلت جماهيرهم وكوادر الجهاديين وحماس وامتلأت بهم الميادين تحت تهديدات بحرق مصر اذا تم تزوير الانتخابات لشفيق – او بصريح العبارة اذا قاز شفيق فعلا - واستبق مرسى الاعلان الرسمى للنتيجة واعلن فى فجر اليوم التالى نجاحه فى الانتخابات ونصب نفسه رئيسا للجمهورية . خلال هذه الايام الثلاثة مارس المجلس العسكرى الضغوط على الاخوان بالتزامهم بالاعلان الدستورى المكمل الذى اصدره فبيل الانتخابات والذى يجعل منه سلطه تشريع لعدم وجود مجلس الشعب ، ولم تكن امريكا بالطبع بيعيده ، فهى اقتنعت بعد فشل حروبها السابقة على افغانستان والعراق بالديمقراطيه على مرجعية دينية ولكنه فى نفس الوقت لاتريد انفراد الاخوان بالسلطه المطلقة . وتم الاتفاق على اعلان نجاح مرسى مع التزامه بالاعلامن الدستورى المكمل وبمقتضاه راوغ فى قسم اليمين الذى ينص ان يكون امام المحكمه الدستوريه فاقسم ايضا فى ميدان التحرير وفى جامعة القاهرة .
عند تشكيل حكومة هشام قنديل والتى طالت المفاوضات بشأنها كنت اتوقع ان يعلن عن طنطاوى نائب رئيس جمهورية والقائد العام ( وليس الاعلى ) للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكرى ، ولكنى فوجئت به وزيرا ضمن وزاره قنديل واقسم اليمين امام مرسى وكانت موافقته على عزل اللواء بدين قائد الشرطه العسكرية والذى يعتبر حمايته الوحيدة ، فكانت تلك كانت نهايته ، وكان ماذكرنا فى مقالنا ( قراءة فى انقلاب مرسى على العسكرى ) وكما ذكرنا فى بداية المقال ان نشأة المشير المتواضعه جعلته يقبل هذا الوضع المهين لمجرد البقاء فى السلطه .
صرحت هيلارى كلينتون ان امريكا كانت تعلم بالاقاله ولكنها فوجئت بالتوقيت ، واعتقد ان التوقيت المتفق عليه كان انه يتم اعداد الدستور ثم انتخابات مجلس الشعب وبعدها يتقدم طنطاوى ( بصفته رئيس المجلس العسكرى وليس بصفته مجرد وزير دفاع ) بخطاب رقيق الى مرسى يقول انه بهذا ادى واجبه وآن له ان يستريح ويقوم مرسى بتكريمه فى خطاب متبادل ، ولكن متى كان للاخوان عهد ولا ذمه ولا ضمير ؟
- ثم ماذا ... هل تخلت امريكا عن الديمقراطية وافسحت الساحة للاخوان ؟
صحيح ان من بين اهداف امريكا فى وصول الاخوان للسلطه بجانب ماذكرناه هو انها تعلم يقينا فشلهم فى ادارة الدولة وعدم قدرتهم على الوفاء ببرنامج النهضة الذى وعدوا به وعدم تحقيق الرخاء المأمول منهم وان مشاكل مصرالاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ...... الخ تحتاج الى عشرات السنين حتى لو حكمها الليبراليين ، ولذا فليتصدى الاخوان للتجربة المعلوم نهايتها بالفشل ، وفى نفس الوقت يتم تجميع القوى الوطنية فى تحالف مدنى منافس قوى للاخوان ، وفى النهاية يكون فى مصر كما فى كل دول العالم الديمقراطية حزبين كبيرين – حزب الاخوان ( اصحاب الدميقراطية بمرجعية دينية ) ونستطيع ان نطلق عليه حزب المحافظين ، وحزب الليبراليين . وهذا مايتم العمل عليه الآن .
فهناك حزب الدستور تحت رعاية الدكتور البرادعى الذى تقدم باوراق تأسيسه امس، وحمدين صباحى يقوم بتجميع كتلته الانتخابية التى تجازوت الخمسة ملايين صوت انتخابى .ثم هناك احزاب المصريين الاحرار الوفد والتجمع الذى اثبتوا وجودهم فى الانتخابات الماضية ، ليكونوا فى النهاية كتله مدنية واحدة تنافس الاخوان فى الانتخابات القادمة ،حيث قام حزب الوفد بهذه المبادرة والتى عبر عنها السيد عمرو موسى فى تصريحاته لجريدة الوطن امس فقط حيث قال نصا ( أعلن عمرو موسى، المرشح الرئاسى السابق، عن تدشين تحالف «الأمة المصرية» ليكون معبراً عن الكتلة المدنية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقال موسى لـ«الوطن»: إن التحالف يجمع كل أنصار الدولة المدنية ويعمل على أن تكون هناك مواقف إيجابية مصرية لمصلحة الدولة المدنية. وأضاف «موسى» أن الدولة المصرية بحاجة لتيار مدنى قوى بجانب التيار الدينى، قائلا: «كل الاحترام للدين، لكن الحكم يجب أن يقوم على الدستور المدنى، فمصر تعيش فى القرن الـ21»، وشدد على أن ذلك يساعد مصر على استعادة دورها القيادى، القائم على قوة الدولة نفسها، ومبادئ وثيقة الأزهر.
وقال «موسى»، أمين عام جامعة الدول العربية السابق، إنه دعا أحزابا وشخصيات عامة للانضمام إلى التحالف، مشيراً إلى أن حزب الوفد شريك أساسى فى هذه الدعوة، وأضاف: «الوفد واحد من الأحزاب الرئيسية إلى جانب أحزاب أخرى، وسندعو شخصيات عامة سياسية وفنية واقتصادية لبناء التحالف ) انتهى
وفى النهاية اقول للذين فقدوا توازنهم بعد وصول الاخوان للسلطه تفاءلوا ، وانتظروا القادم من الايام . فالثورة وان قطف ثمارها الاخوان الا انها نجحت فى شيئين فى غاية الاهمية ، الاول كسر حاجز الخوف الذى تولد لدى المصريين عبر مئات السنين من الاحتلال والقهر والاستعباد ، والثانى هو الاقرار بمبدأ تداول السلطة ، وان كنت اعرف ان الاخوان لن يعترفوا بهزيمتهم فى اى انتخابات قادمة الا اذا كانت هزيمة ساحقة ماحقة ، ولكن الريموت كنترول الامريكى موجود وسيظل موجودا ومؤثرا على الساحة العربية لعقود قادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألمسلسل ألقادم
‎هانى شاكر ( 2012 / 8 / 30 - 12:25 )

شكراً هشام للمرة ألعشرين على كتاباتك ألرصينة ألدسمة

عندى طلب منك .. تحليل ألتركيب ألأجتماعى وألأقتصادى وألطبقى للمجتمع ألمصرى .. إهتمامى وتحليلك ألتقيا فى مقالة أليوم عندما ذكرت أنهيار ألشرطة لأنها كانت قائمة على أستغلال جندى ألأمن ألمركزى ..

وهو - جندى ألأمن ألمركزى - أحد أيقونات ما وصفته فى تعليقاتى خلال ألعامين ألماضيين بالقاع ألمصرى .. عشرات ألملايين من ألمهمشين ألمرضى .. سيئي ألتغذية .. عار ناصر وألسادات ومبارك

ألصورة من ألقاع أقوى وأبقى وأهم من مرسى وعنان وألطنطاوى .. وستحدد مصير مصر فى ألمائة سنة ألقادمة

تحياتى وأعجابى

....


2 - تحليل منطقي ومعقول
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 30 - 19:49 )
عزيزي هشام تقبل تحياتي/ نقط ثلاث اثارت انتباهي في المقال وهي 1)ما اوردته مما نتج عن التربية على الديموقراطية التي اسميتها (تنمية الديموقراطية) في الوسط المدني من اعتماد موقع التواصل الأجتماعي الفايس بوك من قبل الثوار. 2 ) تواجد ذلك المسؤول العسكري بالولايات المتحدة اثناء الواقعة وعدم التحاقه بالسرعة المتطلبة وكذا مضمن البيان الذي صدر بعد رجوعه3)عنف الأخوان ومن يدورون في فلكهم في شان السجون التي تاوي من هم من زمرتهم والذي يستخلص منه الى جانب ما سبق واوردته في المقالة السابقة ان المخطط قد سبق واعد وقد نضج وهذا المخطط عزيزي هو ما سبق واطلق عليه (الفوظى الخلاقة) التكوين على اليموقراطية تولته امريكا باعتمادها الجمعيات المدنية وبتمويل منها وكما تعلم فقد انتبه الرئيس الروسي لهذه اليد الخفية وتم تجريم الفعل .ثم اختيار الأخوان لأنهم الأخطر على الديموقراطية المرغوبة وبالتالي وجب تدجينهم ووضعهم على المحك امام الشعب حتى يفقدوا تاثيرهم كل هذا دون نسيان العقلاء الديموقراطيين والذين كانوا مشعلي الثورة الكل لغاية تحقيق الديموقراطية فالريموت كونترول الأمريكي موجود كما قلت وسيبقى لعقود قادمة ...يتبع


3 - تابع
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 30 - 20:02 )
غير انني اتسائل عزيزي عن المدة الزمنية الكفيلة بتحقيق الغاية وان كنت قد اشرت الى الأداة التي اراها فعالة في هذا الشأن والتي هي توحيد جبهة المقاومة الليبيرالية غير ان التوحيد لوحده لن يفي بالغرض ان لم يكن مقترنا بالفعل هذا الذي يتعين اعتماده الأدوات العصرية في مواجهة الخصم من اعتماد لجن متخصصة كل واحدة في ميدانها الخاص الى جانب التسيير الجماعي بعيدا عن تقديس شخص الفرد الممثل للجماعة الموحدة واعتبار اراء الفرد كفرد ما دام انه هو اس الجماعة والتخلي عن اخطاء الممارسات السابقة والتي افتظح امرها على اثر اندلاع الثورة على يد شباب غير منمي لأية هيئة سياسية فبدون ذلك في اعتقادي فان الشعب المصري محكوم عليه بان تطول مدة معاناته.
تقبل تحياتي وشكرا على مجهوداتك


4 - كالعادة...
محمد بن عبد الله ( 2012 / 8 / 30 - 21:44 )
أستاذنا هشام حتاتة مبدع كعادته

في الجزء الثالث من تحليله الصادق تلمع بارقة أمل في المستقبل

أتمنى أن أكون مخطئا لكنني لست بنفس القدر من التفاؤل لأن الأغلبية الغالبة لشعبنا رمى بها التدين في هوة الإخوان والسفليين المنتنة

رغم ذلك أعترف أن نيل أحمد شفيق وهو ليس بالشخصية الكاريزماتية الجماهيرية على 12 مليون صوت_ لو صح _ يثير استغرابي و لست أجد له تفسيرا إلا أن يكون بداية ارهاصات عودة الروح للمغيبين


5 - عزيزى / هانى شاكر
هشام حتاته ( 2012 / 8 / 31 - 23:38 )
اعتذر عن تاخيرى فى الرد على التعليقات لظروف شخصية .
اشكرك على متابعه ما اكتب .
بالنسبة لطلبك ( تحليل ألتركيب ألأجتماعى وألأقتصادى وألطبقى للمجتمع ألمصرى ) ومن اجل عيونك سأكتب عنه قريبا ( تأملات فى الشخصية المصرية ) لان الشخصية المصرية التى قبعت تحت الاحتلال من عام 525 ق.م مع الفرس ثم اليونان ثم الرومان ثم العرب ثم المماليك ثم الاتراك . هل تتخيل شعبا يقع تحت الاحتلال 2500 عام .
هناك دراسة مستفيضة لجمال حمدان بعنوان ( شخصية مصر ) فى عدة اجزاء اذا اردت الاطلاع عليها .
تحياتى اخى العزيز .


6 - عزيزى ميس اومازيغ
هشام حتاته ( 2012 / 8 / 31 - 23:46 )
تتفق معى فى النقاط التى ذكرتها فى مقالى وتتساءل عن المدة التى يمكن فيها تجميع هذه القوى الوطنية لتكون عاملا مؤثرا فى الانتخابات يوازن جماعه الاخوان المسلمين .اقول لك ياعزيزى : تابع المقالة القادمة التى ساكتب فيها عن بداية تخبط الاخوان المسلمين وارتكاب نفس اخطاء النظام السابق وتخليهم عن مشروع النهضةواتجاههم الى القروض من صندوق النقد ، علاوه على انهم كذبوا على الشعب عندما قالوا ان هناك دولة ( تقصد قطر ) ستدفع مائتى مليار دولار لانعاش الاقتصاد المصرى . .
كل هذا سيضع الاخوان فى مازق اقتصادى حقيقى .
المدة لن تزيد عن عام ياعزيزى .
مع خالص تحياتى


7 - العزيز محمد بن عبدالله
هشام حتاته ( 2012 / 8 / 31 - 23:54 )
نعم ياصديقى ... هناك امل ، اقرأ ردى السابق على الاخ ميس اومازيغ وازيدك عليه: .
ان الصوت المسيحى اصبح عاملا مؤثرا فى اى انتخابات قادمه ، فاذا كان عددهم حوالى عشرة ملايين فأن من لهم حق التصويت لن يقل عن خمسة ملايين ، وهم من كانوا وراء احمد شفيق بالاضافة الى القوى الوطنية التى تقف ضد الدولة الدينية والتى قاربت وربما تكون زادت عن الاصثوات التى حصل عليها مرسى .
مرسى فى الجولة الاولى حصل على خمسة ملايين صوت . وهذا الرقم يساوى الكتله التصويتية للاقباط .
وتاكد ان الانتخابات القادمة لن يكون فيها الجنة والنار ولكنها ستكون على اساس البرنامج الاقتصادى ، والمغيبين بالدين اصبحت تطلعاتهم لقمة العيش اولا
المهم ان تتوحد هذه القوى المدنيةوالقبطية بعيدا عن الرغبات الفردية فى الزعامه ، ولكن الريموت كنترول الامريكى قادر على توحيدهم .
تحياتى اخى العزيز .


8 - من مقال لابراهيم عيسى
محمد بن عبد الله ( 2012 / 9 / 1 - 00:47 )
بعضنا يتصور أن الواقع الاقتصادى الصعب الذى تمر به مصر والتحديات الحقيقية التى تواجهها البلد سوف تكشف قدرات الإخوان المهلهَلة فى إدارة الحكم، وسيتضح للناس عدم دراية ولا خبرة ولا قدرة كوادر الإخوان وقياداتهم فى شؤون السياسة والإدارة، وسوف يفقد الإخوان شعبيتهم نتيجة أزمات لن يقدروا على حلها وأزمات بلا حل ... فالإخوان سيفقدون مع التيار السلفى أغلبيتهم فى الانتخابات القادمة...

اقعد يا سيدى اشرح للناخب فى الفيوم من هنا لبكرة واقتل نفسك حماسا مع الناخب فى أسيوط لتشرح أن الإخوان وسياستهم سر تدهور الأوضاع وأنهم فشلة ولا يصلحون لإدارة البلاد، ولن تجد رد فعل إلا أنك علمانى ليبرالى ملحد تريد أن تطفئ نور الله.
لن تكون دعاية الإخوان والسلفيين فى الانتخابات القادمة لا نهضة ولا يحزنون ولا هراء مثل هذا لا يصمد من فرط تهافُته عشر دقائق أمام مناكفة فلاح فى كوم حمادة، لكنها ستكون أن حزب الدستور علمانى و«المصريين الأحرار» صليبى واليسار شيوعى ملحد وأنهم يريدون إلغاء تدريس القرآن ولا يعترفون بالسُّنة النبوية.
الإخوان لا يلعبون خارج ملعبهم، ومدرجاته تمتلئ بالجماهير.
لا حل إلا اللعب على ملعب الإخوان.


9 - لست متفاؤل
على سالم ( 2012 / 9 / 1 - 03:13 )
استاذ هشام تحيتى ,فى الواقع انا لست متفاؤل وذلك لان نسبه الجهل اصبحت مرتفعه بين المصريين وهذه النوعيه من الصعب اقناعهم بالتخلى عن حزب الصلعمجيه وذلك بسبب ضيق افقهم والسطحيه فى التفكير والعند الغبى ,اعتقد ايضا ان نسبه كبيره من المتعلمين ماهم الا جهله ايضا ,.لقد نجح المجرم مبارك فى تسطيح وتجهيل غالبيه افراد الشعب البائس وذلك للتحكم واذلال الشعب الى اكبر فتره ممكنه ,لقد كان هذا الرجل لعنه على شعبه بدون جدال ,الغريب ان هذا المبارك بجح بشكل مذهل ويريد ان يقيم فى مستشفى خمس نجوم ,حقا ان لم تستحى فافعل ماشئت


10 - عزيزى محمد بن عبدالله
هشام حتاته ( 2012 / 9 / 1 - 18:48 )
انا اعرف ابراهيم عيسى جيدا ومتابع لكتاباته الساخرة حتى البكاء ، واعرف ان هذه المقالة التى نقلتها لى لاتقر حقيقة قناعات ابرهميم عيسى ولكنها سخرية لاذعة من الاخوان وتحذير ساخر من عدم انخداع الجماعير بماسيقوله ويدعيه الاخوان فى الانتخابات القادمة ضد الاحزاب الليبرالية .
ولكنى اوؤكد لك من خلال معايشتى للواقع داخل مصر ان الكثير ينتظرون ماستسفر عنه سياسات الاخوان فى التحسن الاقتصادى فاذا فشلوا - وهم بالقطع سيفشلون ليس لمجرد انهم بلا كفاءة فقط ولكن ايضا سقف المطالب الاقتصادية ارتفع مع الثورة ولن يستطيعوا تحقيقه - مما سيصب فى النهاية لصالح التيار المدنى .
الناس جربوا الملكية والثورية والاخوان الان يلعبون على مقولة - جربوا الحل الاسلامى - فاذا فشلوا فالملاذ الاخير امام الناس سيكون الدولة المدنية.
تحياتى اخى العزيز واشكر اهتمامك واضافاتك التى تفتح مجالا للاخذ والرد الحضارى المحترم .


11 - عزيزى / على سالم
هشام حتاته ( 2012 / 9 / 1 - 19:01 )
الغرب استغرق ثلاثمائة عام حتى يتحول الى مانراه الآن ، والثورة الفرنسية والثورة البلشفيه والثورة الامريكية استغرقت كل منهما عقودا وآلاف الضحايا .
ليس معنى هذا اانا سنستغرق هذا الوقت لسبب واحد ان النموذج الديمقراطى الغربى اصبح جاهزا وناحجا ومؤثرا
قد يستغرق الانسان سنينا من التجارب ليصل الى دواء لمرض معين ، ولكن بعد ذلك يمكن تحضيره فى ساعات ، وهذ بالضبط ما اقصده .
تجارب الاخرين اصبحت جاهزه وناضجة وفى نفس الوقت مؤثره بسبب ثورة الاتصالات ، كل هذا سيساعد الى تقليص المدة كثيرا .
قال نابليون : ( الشعوب تزحف على بطونها ) البطون الخاوية الآن فى انتظار معجزة الحل الدينى واذا فشلت التجربه ستكون البطون اكبر من الآلهة ، وساعتها سيتحقق الهدف الثانى للثورة الفرنسية الذى كان ( اقتل آخر اقطاعى وخذ معدته واشنق بها آخر رجل دين )
الايام حبلى وانا ياصديقى متفاءل رغم اننى بلغت الواحد والتسين وقد لاارى ذلك اليوم ولكنى اعرف انه قادم .
تحياتى اخى العزيز وشكرا لمداخلاتك لاثراء النقاش .

اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب