الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر مبعثره في ليل خريفي !

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2012 / 8 / 30
الادب والفن


ما عاد ثمة شيء يربطنا بالماضي ، ويشدنا اليه سوى خيط رفيع من بقايا ذكريات . فذلك الأمس الذي توارى وولىّ صار باهتاً ولم يعد له ذلك الألق ولا ذاك المذاق المميز . فكلما بعدت المسافة وغذذنا السفر والسير وفي اي درب وصوب تتناهى الى السمع وفي نجيع الليل همهمات مما مضى ، وما عاد في قدرتنا اعادة دواليب الزمان ، ولأنه ماضي ، فهو اندثار وتشظّي وضياع . ولدى كثيرين رغبة البكاء تلحّ خجولة ، لأنه وبرحيله لملم كل زخرف وجميل ، الشباب والعود الاخضر ، والربيع المعشب .
لستُ ندّابا ، وقد يتهمني البعض رياء ، بأنني أبالغ في عاطفتي ، لكن الخريف يوجع طرقه على ابواب العمر .
فالعمر ليس سوى حبّات مسبحة يضمّها خيط رفيع ويجمعها اليه فأن انقطع ضاعت الحبّات . تلك هي سنىّ العمر ، حبّات رمل في ذرى الصحراء ، تلهو الرياح بها حيث شاءت . وما بين ايدينا منها ليس سوى شيخوخة ورسوم على الوجه وحول العينين ودخان في الشعر . العمر كتابة على خدّ الماء ، وغربة حين نوغل في المسير .
ان الاحساس بالغربة أمر لصيق بالذات الانسانية ، هو خراب من الداخل ، قد يحس المرء بغربته حتى داخل وطنه وبين اهله واحبائه واصدقائه ، احساس مر وقاتل ، فما امرّه وأقساه !!! وتلك عقدة لن يفك رموزها واسرارها سوى الفرد نفسه ، وان استعصت طلاسمها عليه ، سيوغل في غربته خبباً بعد أن كان بالأمس وتيدا.
نحن في عالم صلدٍ متماسك يعصرنا الى حد الاختناق ولا نملك الا أن نقاوم .
نحن نجري وراء حلم في الحلم وليس بأيدينا بوصلة ولا المصباح الذي ينفذ الى هناك . العالم ليل متداخل ونهارات تتشظى موتا واوجاعا وبكاء وحنينا واشعارا في الرثاء وفي الحب . فماذا تنفع الصهباء في وجع يتدثّر بداخلنا !
اطوف بيوت الاولياء اطلب شفاعة ، فسدّت الابواب بوجهي ، واستدار الرب الى جهة المجهول ، وتركني في وهدة الضباع وعواء الذئاب في ليل يمضغ لحمي وحيدا . من يعنيه الأمر ؟ ويسأل !؟ ليس أنا .
ربما لاننا ضيوف ثقال على عالم يتحرك وفق تقنية نجهل استخدامها والدوران معها ولا نعرف مفتاحها . اننا في عالم الأتمتة يمتص جهد الانسان وقواه ، كما النحلة لرحيق الازهار ، نحن ناس غرباء بلا زاد ولا هوية في عالم يسجد عند اقدام البغايا والعاهرات والقوادين ولصوص المال ، ويتعالى على الفقراء الطيبين طيبة الارض وعشبها ومائها .
أفكاري تأسرني ، وتقذف بي في بحر عميق بحر للظلمات ... لقد أنكرتنا الدنيا قبل أن نعيشها !!!.
انه قدرنا ولا نملك الانفلات منه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا