الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية

محمد الذهبي

2012 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية

كانت فاتن ابنة الاثنين والعشرين عاما تهيىء نفسها للذهاب الى الكاظمية لاقتناء الحلي الذهبية فهذه الاسواق هي من اعرق من يتعامل مع الذهب في العراق، ويقصدها الناس من كل جانب ومكان، كانت قد اتفقت مع خطيبها، وهيأت ربطة مناسبة لانها بالنتيجة ستقوم بزيارة الامام موسى بن جعفر (ع)، اصطحبها خطيبها الى الكاظمية بعد ان نسيت الحجاب التي هيأته، وعند وصول الاثنين الى مشارف المدينة المقدسة منعت فاتن من دخول المدينة، وكانت الحجة ان فاتن غير محجبة( اي سافرة)، حاول خطيبها الاستفسار من رجل الامن، لكنه سمع كلمات نابية ومخلة، وجاءت النصيحة من رجل كبير في السن، ابني اخذ زوجتك وروح، تره البارحه واحد امن الشرطة ضربله بنيه لان سافرة، بقي الرجل حائرا ، لقد اعد العدة لهذا اليوم، فكيف تكون القرارات المهمة بمثل هذه السرعة، وعلم اخيرا ان مجلس محافظة بغداد وتلبية لرغبة احد القادة الامنيين الذي رأى امرأة سافرة تتجول في اسواق الكاظمية، فكان القرار السريع، ذهب مع زوجته للضابط في آخر محاولة اراد من خلالها ان يدخل السوق ويخرج، ولن يقترب من الصحن الكاظمي، لانه يعلم ومنذ زمان طويل ان الدخول الى الامام ممنوع لغير المحجبات، وطرح على الضابط ان يسمح له باصطحاب زوجته لشراء حجاب من اي محل قريب، وبعد اخذ ورد تركها خارج اسوار المدينة وذهب لشراء حجاب من السوق، وعاد وهو فرح، ليصطحب زوجته ويدخل لاقتناء مايحتاج من ذهب لليلة الزفاف، كان طائرا من الفرح وهو يلوح للضابط بالحجاب الذي اشتراه، وكان مجلس محافظة بغداد قد اوعز بحسب جريدة المدى الى منع السافرات من دخول مدينة الكاظمية، واوصى باتباع اقسى الاساليب لمنع هذه الظاهرة، وبحسب المدى ايضا فان المجلس اوصى بانشاء جهاز شرطة يسمى بشرطة الآداب لملاحقة السافرات، وكأن من لايرتدي الحجاب هو مسيء للاخلاق والآداب، للاسف اننا نخطو للخلف كثيرا لان هذه القضية شهدت معارك شرسة على صفحات الجرائد في الثلاثينيات، وكان من انصار السفور الشعراء والمثقفون، في حين اصطف أئمة المساجد الى جانب الحجاب، وكان ان انتهت المعركة بفوز السفور، لتنطوي هذه الصفحة ولتعود ثانية الى العاصمة بغداد وفي مدينة الكاظمية تحديدا، لان الامر مقرون بكربلاء والنجف.
أئمة المساجد تعاطوا مع الامر بجدية ومدحوا هذه الخطوة، لكنهم ركزوا على السياسة الناعمة في تطبيق هذا القرار، لانه شهد اجبارا واعتداءات بالايدي والسب والشتم، في حين ان اصحاب المحال التجارية استهجنوا القرار، وكان رأيهم ان يبقى امر الحجاب مرهونا بمن يدخل الى الحضرة المقدسة، لان قرار كهذا سيؤثر على عملهم كثيرا، وعادت فاتن الى بيت ابيها محجبة بعد ان خرجت من البيت سافرة، ولكنها كانت متضايقة لانها ترتدي الحجاب لاول مرة، اما زوجها فكان متضايقا من الشرطة الذين اطلقوا كلمات غير مسؤولة، فهم يقيمون الشرف بالحجاب، وينسون ان شرف الانسان يتعدى هذا الى امانته، ونزاهته، واخلاصه في عمله، وصدقه، وحبه للاخرين، وعدم تلطيخ كفيه بدماء الابرياء، هو رجل مثقف ويعلم ان هناك كثيرا من محددات الشرف التي تستثني الحجاب اساسا، ويعرف من خلال القصص والروايات التي قرأها وما سمعه من زملائه، ان الشرف كلمة او مبدأ لايستطيع الانسان التنازل عنه امام مغريات متعددة، من جهته، مسؤول الثقافة والاعلام في الصحن الكاظمي عامر عزيز الانباري طالب مجلس محافظة بغداد بوضع خطة مدروسة لتطبيق هذا القرار، كون الامر حساسا ويدخل في قطع ارزاق الناس، مشيرا الى ان للامر تداعيات كثيرة، منها تقييد الحريات والتأثير على المحال التجارية، واكد الانباري ان العتبة الكاظمية غير مسؤولة عن هذا القرار وقد جاء تلبية لرغبة قادة امنيين، احد منتسبي الشرطة اكد ان القرار لم يكن للنساء فقط وانما يشمل الشباب الذين يرتدون الملابس الضيقة مثل البرمودة والتشيرتات الضيقة ( البدي)، فاتن لم تكن فرحة بالحجاب لانها وضعته على رأسها بالقوة والقهر، وكانت تنتظر القناعة التامة بان تكون محجبة، وان تختار براحة وحرية بين السفور والحجاب، ولكنها اجبرت هذه المرة على ارتدائه لتقوم برميه، حين وصولها الى اقرب منطقة بعد المدينة المقدسة، وهي تردد مع نفسها هيه كوّه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة