الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسومان بانتظار توقيع السيد الرئيس

زياد أبوالهيجاء

2012 / 8 / 30
القضية الفلسطينية


لايعرف كل شعبنا , وخاصة في مخيمات سوريا , أن جيش التحرير الفلسطيني المتواجد على الأراضي السورية , ليس سوى اطار تابع لهيئة الآركان السورية , لتجميع المجندين الفلسطينيين الذين يؤدو الخدمة العسكرية الالزامية أسوة بأشقائهم السوريين , ولايعرف كل شعبنا أن قائد هذا الجبش وجميع ضباطه معينون بقرارات أمنية سورية , بل ان هذا الجيش استخدم عام 1983 لضرب المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان الى جانب قوات حافظ السد وعصابات أحمد جبريل.

قبل أسبوعين اتخذ طارق الخضرا , والمعين من قبل المخابرات السورية قائدا لهذا الجيش , قرارا بالحاق وحدات وكتائب الجيش بالجيش السوري ووضعها بأمرة هيئة الأركان السورية مباشرة , بل وقام بتحريك بعض هذه الوحدات الى مناطق قتالية ساخنة, ورغم احتجاجات أهالي المجندين والذين عبروا بمظاهرات سلمية عن رفضهم زج أبنائهم في القتال الدائر في سوريا , فان الوضع استمر وتزايد سقوط الشهداء من منتسبي ومجندي هذا الجيش , الذي كان يتبع اداريا على الأقل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مرحلة ما , قبل أن تتم مصادرته اداريا وسياسيا لصالح النظام الأسدي.

في فترة العلاقات الطبيعية بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام السوري , 1964-1976 , كانت قيادة منظمة التحرير تتغاضى عن حقيقة ولاء هذا الجيش لقيادة الجيش السوري , فكانت هناك تفاهمات صامتة تراعي مصالح الطرفين , بحيث تبقى التعية الشكلية والادارية لمنظمة التحرير , بينما العقيدة العسكرية والولاء السياسي هي للنظام السوري , وبما أن جيش التحرير كان يصنف كقوة احتياط للجيش السوري في الحرب مع اسرائيل , فما كانت المنظمة لتمانع في ذلك . مادامت الأهداف الاستراتيجية مشتركة بين الطرفين .
ولكن عدوان 1982 ,كان نقطة مفصلية حين تبين أن هذا الجيش ليس مستعدا حتى لمقاتلة اسرائيل الا في اطار التكتيك السوري , وفي أول مجلس وطني فلسطيني عقد في الجزائر بعد الخروج من بيروت . احتج طارق الخضرا بأن الجيش الذي يقوده لم ينل حقه في الحديث عن الصمود وفي الترقيات , فرد القائد أبو عمار بأن أخرج قلمه من جيبه وقال في رسالة بليغة وواضحة : هذا القلم هو الشرعية الفلسطينية , وكان الخضرا مازال يملك الأمل بأن تستمر ثنائية الولاء الشكلي لمنظمة التحرير والفعلي للنظام السوري , فنهض من مقعده وسار بخطوات عسكرية الى حيث يجلس القائد ياسر عرفات , وأدى له التحية العسكرية وسط تصفيق الحاضرين.
ولكنه بعد شهور قليلة كان بقصف مقرات القائد الخالد في مخيمي نهر البارد والبداوي , جنبا الى جتب مع قوات حافظ الأسد وأحمد جبريل والمنشقين عن فتح.

رسميا , العلاقة القانونية والادارية مع هذا الجيش لم تفك . ومازال يزعم أنه الذراع العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية , ولابد من خطوة واضحة تنهي الالتباس الذي يقع فيه معظم الفلسطينيين وخاصة أهلنا في سوريا. خطوة ترفع الغطاء عن الاستخدام الجائر لاسم جيش التحرير الفلسطيني من قبل النظام السوري , وتتمثل هذه الخطوة في مرسوم رئاسي باحالة طارق الخضرا الى التقاعد وتعيين بديل له , رغم أن سلطات دمشق الحالية لن تسمح له بممارسة مهمة , أما المرسوم الثاني وهو الأهم فيتمثل بأمر من الأخ رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية , باعتباره القائد الأعلى لجيش التحرير الفلسطيني , يطلب فيه من وحدات هذا الجيش التزام ثكناتها وعدم الانخراط في القتال الدائر في سوريا بأي شكل , مرسوم له قوة تاريخية ومعنوية وسياسية وان كان لايملك ألية التنفيذ على الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات