الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السر الكبير : الحكومة الأمريكية وتكنولوجيا الحضارات الفضائية 3

جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)

2012 / 8 / 30
الطب , والعلوم



السمة الطاغية على تكنولوجيا المستقبل المنظور ستكون بلا أدنى شك النانوتكنولوجيا Nanotechnologie . لأنها ستغير وجه هذا المستقبل وستغير معه نظرتنا للعالم ومفهومنا لوجودنا ولما حولنا لأنها ستطور وسائل الاتصالات القائمة اليوم وستطور التعامل مع مواد جديدة غير معروفة لدى العامة في الوقت الحاضر وستطيل من أعمار البشر وهي تكنولوجيا تقع في نطاق اللامتناهي في الصغر وفيزياء الكم أو الكوانتا la physique quantique. إن علم النانوتكنولوجيا مايزال في بدايته ولايدرك سره الكثير من الناس غير المتخصصين، بل حتى هؤلاء المتخصصين لا يعرفون لحد الآن الكثير من التبعات والانعكاسات والتداعيات السلبية التي ستنجم عن تطبيقات وأجهزة مستندة إلى النانوتكنولوجيا. فهناك تساؤلات مشروعة أخلاقية وبيئية وصحية وغير ذلك لم يجر التأكد منها لحد الآن وما يمكن أن تولده من مخاطر كامنة غير محسوبة العواقب أي يتعين علينا معرفة الفوائد المنظورة والتداعيات المحتملة سلبية كانت أم إيجابية.
أطلق البعض على هذا المجال تعبير علوم النانو nanosciences التي تتعاطى مع البنيات المكونة للذرة وماهو أدنى منها مما يحفز الكثير من الآمال إذ أنها ستشكل القاعدة الأساسية لتكنولوجيا المستقبل وستحدد وجهة وهوية التقدم التكنولوجي الجوهرية لمجتمع المستقبل على حد اعتقاد جزء كبير من الجماعة العلمية العالمية. من المؤكد أن هذه التكنولوجيا ستدخل في صلب العديد من المجالات الحيوية كالبيولوجيا أو علم الأحياء وعلم الكيمياء والروبوتيك أو مجال تصنيع وتطوير الأجهزة الآلية الروبوتات والبصريات والميكانيك والتكنولوجيا المكروسكوبية وغيرها الكثير ولقد برزت تكنولوجيا النانو في أواسط تسعينات القرن الماضي وتضاعفت ميزانيات البحث والاستثمار العلمي في هذا المجال التقني المهم نظراً لأهميته الاستراتيجية خاصة من وجهة النظر العسكرية وهناك الكثير من الدول المتقدمة التي تهتم بهذا العلم الدقيق مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي واليابان والصين وكوريا الجنوبية وروسيا وكندا والهند حيث تكرس مليارات الدولارات لتطوير الأبحاث والتجارب المختبرية وتقدر الأوساط العلمية في أوروبا سوق النانوتكنولوجيا بألف مليار دولار في مطلع العام 2015 وهناك تسابق حقيقي للسيطرة على هذه التكنولوجيا وتحقيق السبق الصناعي. المشكلة تكمن في أن البشر تعرفوا على كوامن وإمكانيات هذا العلم ظاهرياً لكنهم يجهلون ماسيترتب عليه من اضرار ومخاطر محتملة أو كامنة على الصحة والبيئة لأن مصدره ليس بشرياً بل فضائياً. وعندما كان هذا المجال في نطاق الخيال العلمي وفي مرحلة المفاهيم النظرية، نشر العالم والمهندس الأمريكي إريك دركسلر Eric Drexler كتاباً تناول فيها ما يمكن أن ينجم عن هذه التكنولوجيا من مشاكل وذلك سنة 1986 تحت عنوان هندسة الخلق مجيء عهد النانوتكنولوجيا Engines of creation : the coming Era of nanotechnology الذي توقع فيه تبعات تطوير هذا النوع من التكنولوجيا على البشر . وقد ذكر المؤلف أن القرن الواحد والعشرين سيشهد ظهور نوع جديد من المواد الشديدة المقاومة وأقوى من الحديد والفولاذ بكثير وبكلفة اقل بكثير وسوف تحدث تطورات هائلة في مجال العلوم والأجهزة الطبية لا سيما الدقيقة وعلى الأخص في مجال علم الخلايا . ولكن وفي نفس الوقت ، في حالة سوء استخدام هذه التكنولوجيا ، يمكن أن يترتب عليها التسبب في نهاية العالم ووقوع كوارث يصعب التننبؤ بنتائحها التدميرية. خاصة إذا ما أفلتت السيطرة على النانو ماكينات nanomachines التي ستبتلع كل شيء في طريقها لأنها ستكون قادرة على إعادة إنتاج نفسها إلى ما لا نهاية s’auto-reproduisant à l’infini والمسماة Grey goo أو gelée grise حيث يمكن أن تلتهم الأخضر واليابس من حيوانات ونباتات على ظهر البسيطة وتهدد الجنس البشري بالانقراض لأنه لن يتمكن من السيطرة عليها كما جاء ذلك في موضوع فيلم الخيال العلمي المدهش ماتريكس Matrix بأجزائه الثلاثة، ولكن في حالة تأطير هذا المجال ومراقبته العلمية الشديدة واتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من اضراره فإنه يمكن أن يحقق إنجازات علمية جبارة للبشرية وتحسين شروط حياة الناس في كل مكان على وجه الأرض ومنع تحولها إلى قوة مدمرة مستقلة تماماً عن إرادة وقدرة البشر. في سنة 1999 نشر عالم المعلوماتية الآنفورماتيك informaticien بيل جوي Bill Joy مقالاً كان بمثابة بيان إنذار وتحذير للبشرية في مجلة وايرد revue Wired تحت عنوان لماذا لا يحتاجنا المستقبل: التكنولوجيا الأقوى في القرن الواحد والعشرين هي الهندسة الوراثية génie génétique صناعة الإنسان الآلي أو البشر الآليين الروبوتات الذكية والأجهزة الذكية التي تتمتع بالذكاء الصناعي la robotique conscienteوبالطبع النانوتكنولوجيا nanotechnologies وكلها من شأنها إذا ما خرجت عن سيطرة الإنسان أن تهدد باستئصال الجنس البشري من على وجه الأرض. ولقد لفت هذا المقال أنظار واهتمام العديد من رجال السياسة وأصحاب القرار والباحثين والعلماء ولكن سرعان ما تناسى المحذرون والمسؤولون مخاطر النانوتكنولوجيا وواصلوا تجاربهم و بوتيرة متسارعة.
ينبغي الإشارة إلى أننا مازلنا لم ننتج على نطاق واسع حتى الجيل الأول من النانوتكنولوجيا فما بالك بالجيل الثاني والثالث، فبفضل هذه التكنولوجيا الثورية سيتمكن العلماء من الحفاظ على الأغذية طازجة وصالحة للاستعمال لمدة أطول بكثير مما هي عليه اليوم وخاصة من خلال تطوير طرق التعبئة والحفظ والتغليف وما إلى ذلك. فهناك أكسسوارات رياضية ومواد تجميلية وأكسسوارات ملابس وسيارات وغير ذلك من المواد الاستهلاكية اليومية سيتم صنعها بواسطة النانوتكنولوجيا ، ولكن القطاع الأوفر حظاً والأهم الذي سيستفيد من هذه التكنولوجيا المتطورة هو القطاع الطبي بلا شك وقطاع الحديد والصلب والمعادن وبالطبع قطاع الصناعات الالكترونية . فسوف تجرى عمليات دقيقة تسمى عمليات النانو الجراحية nano chirurgie تصل إلى اصغر وأدق المكونات العضوية في جسم الإنسان، وسف تخترع خلايا نانوية nanomolecules من شأنها محاربة خلايا السرطان وكافة أنواع الفيروسات الخطرة، واختراع وحدات أولية إلكترونية أو شرائح إلكترونية nanopuces عضوية أو ميكانيكية وهذه الأخيرة تعرف بـ نانوالكترونيك nanoélectronique وهي ذكية وذات قدرات تخزينية وفرزية مذهلة خاصة في مايعرف اليوم بالكومبيوتر أو الحاسوب الكوانتي ordinateur quantique.
التطورات التقنية الأخيرة في النصف الأول من عام 2012 في مجال النانوالكترونيك nanoélectronique حتى في المستوى التجريبي الحالي، أتاحت للعلماء إمكانية صنع شرائح مجهرية وما هو أصغر منها أي ما دون ذريةpuces sous-cutanées تزرع مباشرة تحت الجلد وهي مأخوذة من الشرائح اللامرئية les implantes والتي يستحيل كشفها حتى بأدق أجهزة الأشعة البشرية ولا حتى بأشعة الرنين المغناطيسي IRM بسبب صغرها اللامتناهي، والتي تزرعها المخلوقات الفضائية في رؤوس وأجساد البشر المخطوفين لإجراء تجارب عليهم وإعادتهم إلى ذويهم فيما بعد لكي يسهل تتبعهم ومعرفة ما يجري معهم على الأرض بعد التجارب. ولقد تمكن علماء الأرض، وبمساعدة مباشرة من كائنات فضائية غريبة عن الأرض، من العثور على إحداها في جسد إنسان من الذين تم خطفهم سابقاً وأجروا تجارب عديدة لتقليدها حيث زرعت مثيلاتها البشرية تحت جلود قطعان الخراف والماعز والبقر والحيوانات الأليفة المدجنة كالقطط والكلاب لتجريبها ولقد نجحت التجارب نجاحاً منقطع النظير فقرر العلماء تجريبها على البشر فزرعوها عند السجناء الذي يطلق سراحهم تحت شروط ويوضعون تحت الرقابة البوليسية أو الذين يحتاجون للمتابعة والرعاية الطبية المستمرة بعد إطلاق سراحهم. وتحتوي تلك الشرح المجهرية المصنوعة من معادن نادرة جداً، على معلومات حساسة ومعطيات بيولوجية biométriques قبل تعميمعها في الأنظمة الأمنية ومطاردة الإرهابيين والمجرمين الخطرين وقد تستخدمها فيما بعد الأنظمة الشمولية والتوتاليتارية أو الدكتاتورية لمراقبة شعوبها المتمردة حيث بواسطتها يمكن مراقبة ومتابعة الأفراد والجماعات في كل مكان وزمان وحرمانهم من حرياتهم الشخصية التي كفلتها القوانين الدولية. وهناك خطورة لم يتحقق منها علماء الأرض بعد وهي إمكانية تفاعل وتداخل الخلايا العضوية البشرية البيولوجية مع الجزيئات المجهرية النانوتكنولوجية مما يمكن أن ينتج خلايا هجينية جديدة مطعمة من الإثنين في عملية تهجينية معقدة processus d’hybridation بعد عملية اندماج وتفاعل جوهري مع الحامض النووي ADN البشري حيث نجهل في الوقت الحاضر نتائجها وآفاقها وما يمكن أن تسببه من آثار كارثية ربما على الجنس البشري برمته، بسبب أن العلماء لم يتمكنوا كلياً في الوقت الحاضر، من التحكم بهذه التكنولوجيا والسيطرة عليها تماماً. لم يعد الرأي العام العالمي يثق بالحكومات التي تخفي عنه الحقائق وتحاول استغلال اي تقدم علمي وتكنولوجي وتحيطه بالسرية التامة بغية استثماره عسكرياً كما يحصل اليوم مع تكنولوجيا المادة المضادة la technologie de l’antimatière موضوع الحلقة القادمة وهي أخطر بما لا يقاس من التكنولوجيا النووية المدمرة أصلا والمحرمة دولياً . يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذه هي مصيبتنا
نيسان سمو ( 2012 / 8 / 30 - 21:23 )
هذه هي مصيبتنا اي استاذي فعن ماذا كتبت وكم هي مهمة الكلمة التي كتبتها وكم ستؤثر على مستقبلنا المظلم وكم ستؤثر على مستقبل البشرية ووووالخ ومع هذا لا يشاركك الرأي والموضوع اكثر عدد من الاشخاص وقد لا يتعدى عدد اصابع اليد ولكنك إذا ما كتبت مقالة وشتمت فيها العنب الاسود او تحدثت عن انواعه ( طبعاً اقصد المذهب والطائفة ) سيشترك العشرات لا بل المئات في المناقشة والشتم والشتم المقابل ووو الخ .. لأن ببصاطة هذه هي ثقافتنا وهذا هو علمنا الذي نعتمد علية .. مع كل الاسف لهذه الشعوب وهذه الامة ( هي في الحقيقة ليست امة ولكنها تُسمي نفسها بالامة ) مع كل التقدير والشكر على هذا الموضوع المهم والرائع ..


2 - عجبي على المسقفين
ذكي المعي ( 2012 / 8 / 30 - 23:15 )
مخلوقات فضائية ايه و خطف ايه اللي انت بتقوله ده يا استاذ انت بتخلط العلم بالهجص بتاع المخلوقات الفضائيه اللي خطفت ناس و عملت و سوت و بعدين عايز الناس تاخد كلامك بجديه؟ عجب


3 - كلام كبيروخطير ويصعب على عقولنا الجامدة أن تفهمه
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 31 - 02:48 )
مهما إختلفنا معاك أستاذ جواد فمعاك حق في الكثير مما طرحت
الظاهر إننا سنكون طُعم لتلك التجارب العلمية
لأننا في مرحلة لانكاد أن نفقه ولو أبسط رموز وشفرات المعرفة التي تجعلنا نقتنع بما هو حاصل في ألأوساط العلميّة التي تتسابق على البقاء ألأبدي والسيطرة على العالم


4 - الأخ الالمعي المسقف
صالح حبيب ( 2012 / 8 / 31 - 05:07 )
يبدو انك من الفريق الذي يعارض و ينكر وجود المخلوقات الفضائية والاختطاف و تدعوها هكص
طبعا فلو قال الاستاذ الكاتب جن و عفاريت لابد كنت صدقت الموضوع و ما اعترضت
شوف يا عزيزي
العالم و الرأي العام و حتى الرأي العام العلمي منقسم على نفسه بما يتعلق بظاهرة الصحون الطائرة و الاختطاف و المخلوقات الفضائية
فهناك من يعتبرها ضمن نظرية المؤامرة و الكذب ويلغي وجودها بدون ان يتوفر لديهم دليل على عدم وجودها او يحاولون طمس اي دليل تماشيا و تعاونا مع الحكومات التي تفند الادلة لكي تحتفظ تلك الحكومات بالمعلومات لنفسها فقط و هؤلاء هم مجموعة الهكص اللي زي حضرتك يعني
و مجموعة تؤمن بوجودها وتحاول ان تثبته و كلما يحاولون الحصول على ادلة دامغة تأتي جماعة الهكص لتفنيدها لتبقي كل الحقائق بيد الحكومات و ليبقى الجمهور اعمى
تتميز مجموعة الهكص بأنها لاتمتلك اي خيال او اي معلومات علمية دقيقة عن الكون والفضاء و العلوم الطبيعيةوتعتثد بأن كل ذلك مجرد افلام سينما وبس


5 - هات الدليل لنصدقك
الباشت ( 2012 / 8 / 31 - 06:41 )
ما دليلك على هذه العبارة
-ولقد تمكن علماء الأرض، وبمساعدة مباشرة من كائنات فضائية غريبة عن الأرض-
أم إنك إنتهيت من مشاهدة أحد الأفلام وجئت لتكتب تقريرا عنه؟؟؟
أتحداك أن تأتي بالدليل لأنه لا دليل أساساً..الدجل ليس في الدين فقط ولكن أراه أصاب العلم أو فلنقل المنسوبين للعلم


6 - الاستاذ جواد المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 8 / 31 - 13:10 )
تحيه وتقدير
شكرا على هذا الموضوع المهم والشيق
وكان الزميل الاستاذ مازن البلداوي قد كتب موضوع هنا في الحوار المتمدن بنفس الخصوص
نتمنى عليكما اتحافنا بالجديد لنستفيد
دمتم بخير


7 - اضاعة الوقت - الاستاذ صالح حبيب
ذكي المعي ( 2012 / 9 / 1 - 04:14 )
الاستاذ صالح الا ترى انه من العبث القول -ليس لديهم دليل على عدم وجودها-؟ هاتلي انت دليل على عدم و جود فيل خفي في علبة الفول اللي في التلاجه!!
و ان كنا نريد الجد لا الهزل هاتلي دليل علي ما يقول كاتب المقال
حكايات الكائنات الفضائيه المزعومه تم قتلها بحثاً و ثبت انها حكاوي قهاوي و لا يوجد عالم علي مستوى العالم ياخذها بجديه دع عنك الادعاء بان هناك تعاون علمي معهم
اما ما عدا ذلك فهو مضيعه للوقت لن اشارك فيها و شكراً علي مشاركتك يا عزيزي

اخر الافلام

.. برنامج جديد | متنزهات (أمريكا) الوطنية | ناشونال جيوغرافيك أ


.. بدء التصويت في أمريكا وأقاليم ماوراء البحارللانتخابات التشري




.. هل ينهي صاروخ -أريان 6- اعتماد الأوروبيون على الأمريكيين وال


.. مستثمري الطاقة الجديدة محتاجين ضمانات.. ويجب تسهيل تركيب الط




.. كلمة أخيرة - الطاقة الشمسية ولا طاقة الرياح أفضل؟ .. رئيس جه