الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-التكفيرُ عن التكفير-

حسين ناصر الحسين الغامدي

2012 / 8 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


هناك من "يزعم" أنه "يعتقد" أن الجهاديين* طاقة شريرة خرجت من غيب الضلال المُغرق في تاريخ الخوارج منذأكثرمن "1300"عام في محاولة أن يزيل عن نفسه

أي تبعية تاريخية أو معاصرة ، كنشأة النزعة "التكفيرية "في اللاهوت السياسي ،"واخوان من طاع الله" وماسمي في آنه "بالفتوحات " ثم صب الناس في قالب

أئمةالدعوة االسلفيةالمتشددة في مسائل إثبات الإيمان والمتساهلةفي الإخراج منه،وأرثهم الفقهي الذي أعتبرمن أقوى الأدوات للإستغلال "الديموغاجي"والذي أدى

لكثيرمن الإنتهاكات تحت بنودالتصفيةوالنقاء العقدي ..علاوة علىذلك اضحت تلك الأفكار بعد توافر المال النفطي سلعة قابلة للتصدير والمساومة خارجياًرغم كونها

آلةخطرة،ولكنهاظلت سهلةالسيطرة داخلياً،ولعل المتفحص يتبين له أن التاريخ المتوسط والحديث للجزيرة،أن التكفيرقد بدأ فعلياً بالفتاوى الدينيةالسياسةوالتي أعتبرت

العثمانيين كفاراً ومشركين لاذمة لهم ، فكان ولا زال دأب هذه الفئة ،تسميةمقاتلة القوي المتغلب فتنة وخروج ،وعند تضعضعه يوصم هوبالكفر.*




{ينابيع التكفير والعنف}


وهنا ينبغي أن نُلمح الى أن التكفير يَنبعُ من " الأفكار" "التصفوية" الدينية الحاسمة والحدية التي لازالت متداولة بشكلٍ نظامي،و تبرزعلى شكل مقولات مثل، "صفاءالعقيدة"

"الولاء والبراء" "محاربة (البدع)،(تبجيل الأئمة) الغيرسلفيين " الدعوة "للإهتمام بقضايا الأمةالإسلامية " و "نشر عقيدة السلف" بالرجال والكتب والريال .

تعاميم وتعاليم "الأمن الفكري" الأمنية ضد التنوعية ،ومسائل "علمية" شائعة ("حكم السفر لبلاد الكفار " تهنئة الكفار" "تقليد لبس الكفار") *

وأفعال"كمقاومة الأداب والفنون" "مقاومة حق المرأة الإنساني (نظامياً)باسم الشريعة" ومزايدات موسميه "تطبيق الشرع بحذافيره!!" والتي توحي بشموليةٍ قرسطوية مظلمة

أكثر من المتوقع بأنها رغبةٌعَدليةٌ رحيمه ..

"جوائز (حفظ) السنةالصحيحة " "وصبغ التدين الشعبي بالصبغة الرسمية " وهو تدين سَهل التوجيه والإثارة،تجاه المخالف فضلاً عن غير المسلم "الكافر" وذلك بأطلاق

البرامج المتوالية والمركّزة التي تحرر مزيد من التشدد الإجتماعي حول فرعيات الخلاف الفقهي والمذهبي..

وفي الجانب القانوني ،"تضخيم جانب العقوبات في القضاء الشرعي" حتى انطبع لدى المجتمع أن الشريعة هي العقوبات القامعة وأن المبالغةفيها زيادة تقوى وشرعية وحتى

أن جودة القاضي التي ُيعتمد عليها، هي في قسوته مع قضاياالشعب العامة والخاصة، ومدى نصوصيته، وكل تراخ عن ذلك هو ضعف في الشرعية ، حتى ليخال للمراقب

المتبصر أن القضاءوُجِدَللقضاء على حقوقه لشدته المفرطة في استخدام قانون الطورائ الشرعي "التعزيز "

وسياسياً"إستقدام الإسلام السياسي الحركي من الخارج "نكاية في الحركات التقدمية، وتوطينةلُيديّن الثقافة فكرياً وميدانياًتمهيداً للمزيد من التخديروالتهميش والسلبية،ثم إنشاء

إسلام "سياسوي" مضاد له في الداخل عبر التكفير والتخوين المتبادل !!

" الخلع والعزل باسم الدين،وعلماء الفتوى "في المجموعة القرابية النموذجية،لترشيح الأكثر طهوريةً،كمثال،،ماحصل مع الإمام عبد الرحمن ،و مع الملك سعود..

إجتماعياً" إنشاء مؤسسةدينيةمتكاملة" لرقابة الدين على الناس وتطويعهم ليتبنوا لازم الفعل، بإستبطان ذاتي أن مجتمعهم ساقط ، وغير مؤهل حتى في العلاقات الروحية

ولابد من ممارسة سلطوية دينيةأقسى حتى يصبح مجتمعاً إيمانياً..

ومن أمثلة تلك المؤسسات (مؤسسة الفتياالسياسية والمنحازة بالكامل ) (وهيئة الأوامروالنواهي الشرعية) (وزارة الدعوة والإرشاد) وهي مؤسسات مُسلطة على فعل الشعب

الإجتماعي، مماحدى بالناس كي تسلم من سلطة الأوامروالنواهي والنصائح المجانية الشخصية اللجوء لأحد خيارين أن تصبح "مطوع،أو تصبح منافق عليم في النفاق" .

كل هذه الكثافة والفيضان الطهوري من المتوقع أن لا يعطي إلا نتائج إجتماعية تكفيرية ،ثم عنفيةظاهرةً أو مخفيةكهوية بديلة متعالية، للوصول للإصطفائية المستحيلة..



{تبريرات النشئة المُكَرِسَة ثم إستنكار النتائج}


ولوكانت الإيدلوجية الصارمة وأدواتها القائمة ،مبررةًلدى البعض في عصرماقبل الدولةالحديثة ،وفي زمن الحروب من أجل الحدود، فهي الآن لا تعتبرإلاجرائم إنسانية .

وقد يظن بعض "الواقعيين" أن هذا تحيز ضد السياسي الحاكم، وأن فيه إغفال لطبائع الشعوب المتدينة والمغلقة،لكن يجدر بنا أن نقول أن الإغلاق هي"إرادة وإدارة

إستبدادية"من السلطة،وهوموطن خصب لنمووتكاثرهذا الفكرالعنفي،وهذا ايضاًلا يتنافى من أن العنف قديكون خارج جبةالفكرالحكومي،لكنه تمَظْهُر من سياقإستبدادي سياسي

"دينـوي" محترف ، وإنعكاس للرعاية الدولية للإستبداد الرسمي بالشعب على مدى عقود طويلة ، والذي يبدوا أن الغرب قد بدأ يلتفت لهذا"الفعل الفيزيائي" بجدية وهوفي

طور التخلص من تبعاته المكلفة والخَطِرة إستراتيجياً ،وذلك عبرالتخلص من وكلائه الرسميين النشطين في هذا الدائرة من نهر السند الى نهر اليرموك مروراً

بنهر النفط ...


الغرب الذي يخشى أن يفقد زمام المبادرة يقوم باختيار أخف الأضرار الإستراتيجية كمخاطرة المشاركة "النخبشعبوية" على مخاطرة الإنفجار المتوقع بعد الحشد والإحتدام

"المعنوي " النفسي القومي والديني في المنطقة ،والذي لم يجد بعد ُمتنفسه الشعبي منذ الإستعمار، وفلسطين الى حرب الأفغان العراق الأخيرة، ، ُمتجــهاًنــحو

"كوزموبوليتانية"يسارية لاتفهمها عقلية مُلاك الإقطاعيات ،فهل العصب السياسي الحكومي يعاني من الضمور واتخذ موقف اللاموقف، و أصبح يسير ولا يهمه أن يدري

أين يسير كبغل عجوز بائس يائس يجر عربةً ثقيلةً ويقتات من بقايا ذاكرة الرحمه!!



_______________________________________________________________
*هكذا كانوا قد أسموهم منذ البداية !!
*الدرر السنية.
*كتاب التوحيد الثاني ثانوي 1418هـ تأليف ، سفر الحوالي ،وحمد الصليفيح، مراجعة صالح الفوزان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في