الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أصبح من الواضح على سلوك ألإنسان العربي شيئ إسمه المغالاة في ألأفكار والعيش على طرفي نقيض من أجل تحقيق لذّت ألإنتصار للذات والنُخبة أحيانا دون ألإكتراث لأمر الوطن ويعود السبب في ذلك الى غياب حلقات الوعي العام للعقل الوطني ألإنساني الجمعي الذي تمزّق على مر الظروف التأريخية الطويلة

فلاحظوا سلوك الرجعيين ممن يدّعي ألإسلام بشكل خاطئ , قد نرى البعض منهم على درجة كبيرةٌ من ألإلمام المعرفي التفصيلي الدقيق في الجوانب الدينية المٌختلفة ولكن ما يحمله من أفكار تنتهي بسؤال فلسفي لا توجد له إجابة وهو الرفض الكامل والجذري لكل أمر له علاقة بالحداثة ولا يتوقف ألأمر عند حدود الرفض بل يتعدى ذلك الى التكفير مع تصعيد مستمر وبناء متارس الصراع مع ألآخر ألمُختلف

وعلى الناحية الثانية من مُستنّقع الصراع العربي نلاحظ أداء من يدّعي الحداثة والذي قد نرى البعض منهم على درجةٍ كبيرةٍ من ألإلمام المعرفي أيضاً في الكثير من الجوانب اليسارية التقدّمية أو الليبرالية اليمينية ألمعتدلة ولكن محصّلة تلك ألأفكار تنتهي بنفس الطريقة الفلسفية الرجعيّة ألمتعصّبة وهو الرفض الكامل للتراث بكل تصنيفاته وعندما يصعب عليهم الوصول عملياً الى الجماهير يتمسكون بالعداء للدين ولله وتلك تشكل حالة إفلاس حقيقية لأنها لا تقدّم أي حلول لمشاكل الحاضر بل تزيد من نسبة ألإنفصام في الشخصيّة الثقافية للإنسان العربي

فلا تحيليل لتلك الظاهرة يخرج عن إطار خلل أصاب الصحّة النفسية للعربي الذي أصبح يزهوا بنفسه داخل دوائر الفشل العام دون أن يخجل وينفُخ الريش وهو مكسور الجناح ويتعالى على أخيه العربي في نفس دائرة الذل الذي يخضع بها ألإثنان للغريب

إن ما يمارس من حركة على ظهر الواقع العربي لا يعدو كونه أعراض من أمراض مُستفحلة , تدفع العربي نحو التناحر دون أن تمنحه القدرة على التحليل ومع مرور الزمن يجد العربي نفسه خارج إطار المنهج الحقيقي الذي يبني الحياة وبذلك يندفع خارج إطار التأريخ الحديث والمعاصر الذي تخطط له عصابات المال والسلطة والسلاح

بالعربي ... العربي مريض ... والدواء حيث يكمن الداء في دائرة ألأفكار والأحاسيس
سؤال أخير
هل رأيتم علماني أو رجعي يعترف بالأخطاء ويحاول ألإقتراب من ألآخر ؟
كل الحكاية إنهم جنودٌ مُجنّدةٌ ... ومنفذين أوامر ممنوع عليهم مناقشتها

وممكن أحدكم يطرح إستفسار على بعض كُتأب الحوار المتمدّن في مواضيعهم التي ينزلونها ... فلا يمكن الحصول على إجابة ... كبرياء وخيلاء قد يتفوقان على ما يمتلكه الزعماء العرب من كبيرياء وخيلاء !!! فكيف لنا أن نمتلك وعي جمعي ونتحرر ؟ أنتهى ألإقتباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب نفسه
حمدان ابو جناح ( 2012 / 8 / 31 - 05:59 )
كان الكاتب بلعيد سيخدمنا أكثر لو كتب عن نفسه وكيف يكون لا رجعياً ولا تقدمياً أي بلا لون أو
No Trump


2 - أنا لوني إنسان
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 31 - 06:22 )
لا أتعصّب لدين ولا لفكر معين
ألانسانية أرقى شعار عندي
التكامل ألإيجابي عندي أفضل من الصراع وإقصاء ألآخر
الوصول الى حالة سلام مع الذات وإصلاحها هو الهدف ألاول الذي يمكّنّا من قبول ألآخر
ألحرية حق عام والوطن للجميع والافضلية للعقل وليس العاطفة
ولذلك أنا أرى إن الجمود الذي أصاب الشعوب العربية هو من نتائج التعصُّب والإقصاء
ولا حل غير التغيير الذي يلامس كينونة الانسان العربي ويصلح الخلل
أما من يدّعي التقدُّم وهو يصنع الصراع او يدّعي الاسلام وهو يصنع الصراع
فالحقيقة إننا ما جنينا منهم سوى الكوارث والحروب
ومع ذلك أنا قد أُعاني من تلك المرض ولا أستطيع رؤيتها ... لأنني عربي
أطيب تحيّة أخي حمدان


3 - اللامنتنمي
حمدان ابو جناح ( 2012 / 8 / 31 - 08:20 )
يبدو أخانا بلعيد لامنتم أي بلا مبادئ وكأنه يقول أن التقدمي أو الرجعي ليس إنساناً
هل جان جاك روسو ليس إنساناً ؟
وهنا أذكر قولاً للمفكر التقدمي كارل ماركس يقول :

من يدير ظهره لمشاكل الانسانية فإنما هو دابة


4 - بطريقة حوارك أنت تؤكّد ما أتى في موضوعي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 31 - 10:35 )
أنت مثال ممتاز
ويدعم موضوعي
شكراً على ألإثراء


5 - الثقافة إن لم يزينها الاخلاق .. تعتبر إنحلال
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 31 - 10:59 )
إن دقة المصطلحات لاتعتمد الرموز اللغوية، ولكن دقة تنظيم مفاهيم الأشياء التي نقوم بدراستها )
تحيه لقائلها


6 - !!السَّباق البيضة أم الدجاجة
ياسين لمقدم ( 2012 / 8 / 31 - 23:33 )
تحية إليك أيها الأخ الكريم، أكيد يا سيدي، فمن يختلف مع الإسلاميين في الأفكار الدخيلة على الدين السمح ينعثونه في أحسن الأحوال بصاحب موقف من الدين. ومن يعارض بعض أفكار اليساريين أو غيرهم ممن يزعمون الحداثة فما هو إلا بالرجعي. جميعهم كجورج بوش في قولته الشهيرة -من ليس معنا فهو ضدنا-. والله إن الإصلاح في الأوطان ليس في حاجة إلى الأفكار التي تتناطح وتفند بعضها البعض، وإنما إلى السواعد البناءة والعقول المستنيرة فأكبر العلماء وعلى الأرجح لم يكن لهم حضور سياسي ولا وقت لديهم للتجاذبات العقيمة حول من السَّباق البيضة أم الدجاجة!! تحياتي مجددا


7 - الى ألأخ العزيز ياسين
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 1 - 02:32 )
بالفعل كلامك صحيح
الاسلام السياسي وأقصى اليسار وضعوا الحياة على كف عفرية
وهات يا صراع وكل طرف يحيك المكايد للآخر
ولا يتعاملون مع الفكر الوسطي المعتدل لأنهم يعتبرون ذلك خارج إطار المبادى
يعني المبادى إن تكون معاديأ بوضوح وتعمل ضد ألآخر بكل الأساليب لحتى يتحوّل الواقع الى جحيم

إحترامي أخي ياسين

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل