الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المجالسية الألمانية: 1918 - 1919

أنور نجم الدين

2012 / 8 / 31
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة المجالسية الألمانية: 1918 - 1919

مقدمة:

لقد شكلت ثورة 1917 - 1923 المجالسية في العالم، موجة ثورية عجلت في تطورها المخيف، بنهاية الحرب الرأسمالية العالمية الأولى. وقد انطلقت الثورة في روسيا في شباط 1917، ورغم أنف الأحزاب القومية التي كانت لا تزال تُعَرِّف هذه الثورة الأممية بثورة ديمقراطية برجوازية روسية، فقد هبَّت عاصفة الثورة إلى أوروبا الوسطى بسرعة لا تقاس. فابتداءً من عام 1918، انتقلت الثورة المجالسية من روسيا إلى ألمانيا. وكانت الثورة الاشتراكية الأممية، تستمد قوتها، من الثورة المجالسية الروسية والألمانية بالذات.

كانت ألمانيا متفككةً عسكريًا ومنهارةً اقتصاديًا، وانها كانت أكبر مسرح للتصاعد في الحركة العمالية الألمانية والأوروبية فيما بين 1918 – 1923. وكان الصراع بين الدولة وأرباب العمل التي نظمت نفسها في مجالس المصانع، يهدد النظام القديم بإقامة نظام إنتاجي جديد، وانضمت مختلف المنظمات الثورية، إلى الدائرة الاجتماعية التي تتنازع مع سلطة الدولة لأجل صنع عهد جديد في التاريخ، عهد الاشتراكية، فظهرت مجالس العمال والجنود المنتخبة في ربوع ألمانيا، وأنها كانت قوى الشغيلة المنظمة والمسلحة في نفس الوقت.

ما كانت أسباب الثورة الألمانية؟

لقد اشتعلت الشرارة الأولى للثورة الألمانية، من هزيمة الأسطول الحربي الألماني في الحرب العالمية الأولى، فقد قامت ضباط البحرية الألمانية بالتمرد من الجيش، وتطور هذا التمرد إلى ثورة عارمة امتدت إلى ألمانيا كلها. أما تقدمها نحو ثورة مجالسية، فقد كان انعكاس الثورة المجالسية الروسية وانتقالها بسرعة إلى ثورة أممية عارمة في أوروبا كلها، ففي نفس العام (1918)، انطلقت الثورة المجالسية في هنغاريا والنمسا وإيطاليا مع الكثير من الانتفاضات والإضرابات والمظاهرات في الدول الأخرى في أوروبا الغربية، بحيث كان النظام القائم يهلك شيئًا فشيئًا تحت ثقل ثورة مجالسية أممية تنتشر بسرعة في العالم أجمع. ودامت الثورة سنة كاملة رغم العنف والمناورات التي جابهتها منذ البداية.

وما سبب انتكاسة الثورة المجالسية الألمانية؟

أثناء تطور الثورة المجالسية في روسيا، قام البلاشفة بتدبير انقلاب على حكومة كيرنسكي، كان يشارك البلاشفة نفسها في برلمانها. وبعد هذا الانقلاب الأسود، فتغير ميزان القوى لصالح الطبقة السائدة، الطبقة التي لا تعبر عن نفسها إلا في إدارة عسكرية مثل إدارة البلاشفة.
وابتداءً من أول يوم من السيطرة على الحكم السياسي في روسيا، بدأ البلاشفة بالمناورات السياسية مع الطبقة الثورية التي كانت تهدد بالفعل أوروبا الغربية بثورة بروليتارية. وعند انطلاق الثورة الأوروبية، ومركزها ألمانيا، بدأت دولة البلاشفة بتوقيع صلح بريست ليتوفسك مع الألمان والدول الرأسمالية الأخرى. فلإدارة الحرب الأهلية والقومية التي قادها البلاشفة في روسيا وأكرانيا والدول التابعة للإمبراطورية القيصرية القديمة، قامت الدولة الروسية الجديدة دون التأخير، بتوقيع أهم اتفاقية إستراتيجية جرت بين الدول في القرن العشرين من حيث تأثيرها على الثورة البروليتارية في ألمانيا والغرب والعالم على العموم. كما بدأ البلاشفة بتبادل البضائع الثمينة مع الألمان. وكان لروسيا الدور الأكبر في إنقاذ الدولة الألمانية من أزمة الحبوب بالذات، بينما الملايين من البشر، كانوا يموتون من الجوع في روسيا نظرًا لأزمة القمح فيها بالذات. وعلى صعيد السياسة، فبدأ البلاشفة بالدعاية للعلاقات السلمية بين دولتها والدولة الألمانية باسم الطبقة البروليتارية، ولم يتجرأ لينين حتى في كلمة واحدة ولمرة واحدة؛ في كتاباته التي لا تُحصى حول ما تسمى بإكمال الثورة البرجوازية الروسية، ذكر الثورة الألمانية بوصفها كانت جزءًا من الثورة المجالسية العالمية خوفًا من موقعها في أوروبا.
أما على الصعيد العسكري، فقام البلاشفة باستخدام جيشهم الإرهابي، الجيش الأحمر، وبقيادة تروتسكي، لسحق الثورة البروليتارية في روسيا ابتداءً من كرونشاد، ومرورًا ببتروغراد، وانتهاءً بأكرانيا.

وما كانت النتيجة؟

كانت النتيجة بالطبع عزل الثورة الروسية عن كل حلقة من حلقاتها الأممية ابتداءً من روسيا ومرورًا بألمانيا عن عاصفة الثورة المجالسية العالمية، وتراجع الثورة في أوروبا على العموم، والبدء باعتقال نشطاء الحركة من قبل الدولة الألمانية واغتيالهم، إلى حد أنه ألقيت جثة روزا لوكسمبورغ في قناة تمر عبر برلين من قبل حكومة الاشتراكيين – الديمقراطيين، ثم استبدال الإمبراطورية الألمانية في النهاية بالجمهورية الألمانية، فتنازل القيصر فيلهلم الثاني عن العرش، وأعلنت الجمهورية الألمانية عرفت في التاريخ بجمهورية فايمار، وكأن الهدف من الثورة، هو استبدال دستور قديم والنخبة الحاكمة بدستور جديد ودولة جديدة يقودها نخبة سياسية جديدة، لا هدم القاعدة الاقتصادية التي تقوم اليوم مثل الأمس وبصورة أبدية، حركات برجوازية في أشد عنفها وحقارتها القومية مثل الحركة النازية في ألمانيا.
أما التغيير الجيوسياسي للعالم، فكان اختفاء الامبراطورية النمساوية – المجرية، والإمبراطورية الألمانية، والامبراطورية العثمانية، والإمبراطورية القيصرية الروسية واستعاضتها بامبراطورية جديدة تسمى الدولة السوفيتية.

ومَن استلم الدولة الألمانية الجديدة؟

بالطبع الاشتراكيون – الديمقراطيون، ففي 11 أغسطس 1919، انْتُخِبَ فريدريك ايبرت، رئيس الحزب الاشتراكي - الديمقراطي، رئيسًا للجمهورية الجديدة.

وأخيرًا، فقد انتصرت الاشتراكية – الديمقراطية الروسية والألمانية على الثورة المجالسية، ويدًا في يد، بدءوا بسحق آخر معقل للثورة الاشتراكية الأممية فيما بين 1917 - 1923.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا شغيلة اليد والفكر وكومونيوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد محمود ( 2012 / 9 / 1 - 01:10 )
الرفيق انور تحية
شكرا جزيل لقد كشفت لنا انت والرفاق الكومونيين كثير من الحقائق التي اخفاهوا الاستالينيين ويا للعار كم كنا مغفلين
اعانقكم


2 - الرفيق فؤاد محمد مع التحيات
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 1 - 07:08 )
ان الثورة المضادة تستمد قوتها دائما، من ضعف الثورة، وإذا قارننا بين ثورة الكومونة والثورة المجالسية الأممية فيما بين 1917 - 1923، فنر ان الأول ليست لها أي ضمان لتطور حركتها حتى داخل فرنسا. بينما الثاني صارت ثورة أممية بالمعنى التاريخي للعبارة، فأصبحت روسيا وأكرانيا وألمانيا وهنغاريا والنمسا وايطاليا، حلقات مجالسية متصلة ببعضها البعض من جراء تطورها الخاص، بل ومنظمة مجالسية موحدة عاملة لتحقيق أهداف الثورة الاشتراكية.
والثورة المضادة ظهرت ضمن الحركة ذاتها، فكانت الاشتراكية – الديمقراطية الرجعية بكافة تياراتها، تعمل ضمن حركة الشغيلة وتحاول إقناعها باظهار الاحترام للدولة، يعني للسيادة الطبقية بأي شكل كان، ففي روسيا تحت عنوان دكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الديمقراطية الثورية، وفي ألمانيا تحت عنوان الدولة الديمقراطية البرلمانية، فالاشتراكية – الديمقراطية كانت دائما مصيبة أمام الثورات البروليتارية في العالم، وانها جزء أعظم من الثورة المضادة. وان اليسار ليس سوى جزء من الاشتراكية – الديمقراطية، وانه في أحسن الاحوال، اليد اليسرى للبرجوازية البرلمانية.


3 - الأخ أنور نجم الدين
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 9 / 1 - 12:06 )
تحياتي الأخوية
يبدو لي وكأنك المنشفي الأخير في التاريخ ويبدو لي انك أناركي لا يؤمن بالدولة ، أنا مثلك قريب من الأناركية إن لم أكن أناركي ! كان ماركس معجبا بالأناركية رغم إنتقاده الشديد لها عند تحليله لأسباب سقوط كومونة باريس ، لكن الأناركية تعتمد على عفوية الناس وفورتها التي غالبا ما تستغلها الطبقات المهزومة لتطويعها وإعادة إستعبادها بسلطة جديدة وهكذا ، إذن لماذا تنتقد لينين حين قرر أن تكون هناك سلطة للجماهير الثائرة لأول مرة في التاريخ؟
أنا أتفق معك في مبدأ الحرية ولكن هناك دائما سادة جُدد يعيدون إستعباد الناس بوسائل سلطوية جديدة.فهل كان لينين مخطئا حين قرر الإستيلاء على السلطة ؟ ماذا كان سيكون عليه وجه التاريخ وسير الأحداث لو لم يتخذ البلاشفة قرار الإستيلاء على السلطة ؟ يُفترض بك أن تعطي صورة إفتراضية للمشهد السياسي في حالة عدم إتخاذ البلاشفة ذلك القرار. الأسياد لا يمنحون المن والسلوى للعبيد بسهولة وبدون هرس أكبر كمية ممكنة من لحومهم .
مع ذلك مقالتك تجعل الإنسان يعيد مراجعة التاريخ أكثر من مرة ليعرف مواطن الخلل.


4 - الرفيق فؤاد محمد
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 1 - 12:10 )
اعتقد اني قد قمت بحذف تعليقك الاخير بدل نشره.
هل ممكن لطفا ارساله من جديد؟

تقبل اعتذاري وشكرا


5 - الصديق العزيز مثنى حميد -1
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 1 - 19:10 )
سؤالي الأول هو: ما الفرق بين المنشفية والبلشفية؟ ان البلشفية والمنشفية تيارات مختلفة للاشتراكية – الديمقراطية الرجعية.
وأنا لست ماركسيًا ولا أناركيًا، بل أحاول التمسك بالمنهج المادي للتاريخ. وهناك تيارات مختلفة للأناركية مثل التيارات المختلفة للماركسية. فهل هناك قياس لاثبات ماركسية أو أناركية هذا التيار ولا ماركسية أو لا أناركية الآخرين؟

ان سلطة لينين لا تختلف عن سلطة روبسبير. والمسألة لا تتعلق بالحرية في ظل السيادة الطبقية -الدولة، وان مفاهيم رفاقنا الأناركيين عن -الشيوعية الحرة-، و-الديمقراطية المباشرة-، و-حكم الشعب-، و--الدولة الشعبية الحرة- .. إلخ، لا تغير شيئًا عن طبيعة الدولة. وفيما يتعلق بالدولة، فاني أتفق مع صيغة ماركس الآتية:

(ان الطبقة العاملة تقيم في سياق التطور، عوضاً عن المجتمع البرجوازي القديم، رابطة تنفي الطبقات وتضادها؛ ولن تبقى ثمة أية سلطة سياسية حقاً، لأن السلطة السياسية على وجه الدقة هي التعبير الرسمي عن التضاد بين الطبقات في داخل المجتمع البرجوازي) (ماركس، بؤس الفلسفة).

لذلك فأنا شخصيا لا أسأل كما انت تسأل: (هل كان لينين مخطئا حين قرر الإستيلاء على السلطة ؟)


6 - الصديق العزيز مثنى حميد -2
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 1 - 19:11 )
بل أسأل كما انت تسأل: (ماذا كان سيكون عليه وجه التاريخ وسير الأحداث لو لم يتخذ البلاشفة قرار الإستيلاء على السلطة؟)

قبل استيلاء البلاشفة على السلطة، كانت الشيوعية تعني بالنسبة للبروليتاريا حركة أممية، تتجه نحو إقامة الكومونات والمجالس في العالم. أما بعد إقامة البلاشفة امبراطورية روسية جديدة باسم الشيوعية، فأصبحت الشيوعية شيئًا لا يعرفها أحد. وبفضل البلاشفة، أصبح صن يات صن، وجمال عبدالناصر، ومصطفى البارزاني، وجلال الطالباني، محبوبي الجماهير البروليتارية، أما باكونين وبلانكي اعداء الشيوعية. وبفضل البلاشفة أصبحت الكومونة فكرة شيطانية، أما رأسمالية الدولة والاقتصاد التايلوري في العمل، انضباطا بروليتاريا. لذلك فجوابنا لسؤالك أعلاه هو الآتي:

لو توجهت نشاطات البروليتاريين في الشرق أيضا نحو النضالات الكومونية لا الوطنية، واكتملت نضالاتهم الطبقية في حينه هدف البروليتاريا الروسية والأوروبية من ثورة 1917 - 1923، فلكان يكفي أن تأخذ المشاعات الروسية، والاسترالية، والهندية طريق السوفييتات البروليتارية، أي التعاونيات الشيوعية لا طريق البلاشفة، أي طريق الرأسمالية الدولة.

تحياتي


7 - التاريخ يعيد نفسه
محمد المثلوثي ( 2012 / 9 / 1 - 21:52 )
لكي نفهم موقف الاشتراكية الديمقراطية (اليسار) من الموجة الثورية الأممية لسنوات 1917-1923 فما علينا سوى النظر لموقف نفس هذا اليسار اليوم من الموجة الثورية الحالية التي تنتشر شيئا فشيئا لتشمل في كل يوم بلدا جديدا. فاليسار لا يرى في كل ما يحدث سوى -التغيير الديمقراطي- واقامة البرلمانات الليبرالية والتنافس الانتخابي من أجل تقاسم مواقع في السلطة باسم العمال والفقراء وحتى الشق الراديكالي في هذا اليسار فانه لا يضع أمام الحركة الثورية سوى أفق وحيد هو -الاستقلال الوطني- و-بناء الاقتصاد الوطني- وما يسمى بفك الارتباط مع الامبريالية والتأميم باعتباره الاجراء الأكثر ثورية من وجهة نظر هذا اليسار. هذا اذا لم نأخذ بعين الاعتبار الشعارات التافهة من نوع -الحداثة- و-العلمانية- ...الخ التي تشترك فيها كل التيارات اليسارية مع بقية التيارات الليبرالية الأخرى..وهكذا فالتاريخ يعيد نفسه لكن في شكل مسخ هذه المرة


8 - الرفيق المثلولي
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 07:08 )

نعم، صحيح، ان مسخرة اليسار هو انه يعيد الحياة إلى الاشتراكية – الديمقراطية وطريقتها لتقديم الحلول التسكينية للمجتمع البرجوازي، وخاصة في عصر عاصفة الانتفاضات، فاليسار يقوم بإعادة بناء كل ما تقوم الشغيلة بهدمه، فهو بمثابة ماكينة احتياطية للدولة وأزماتها. وكما يقول الرفيق فؤاد محمد في تعليقه الذي قمت للأسف بحذفه سهوا: كان البلاشفة يحاول ايجاد حلول للأزمات الاقتصادية والسياسية للمجتمع الرأسمالي.
وهو بالضبط ما يقوم به اليسار في الوقت الحاضر، فمع كل تقدم لحركة الشغيلة، يضع اليسار حاجزًا جديدًا أمام تطورها، تارة باسم تعزيز موقع الليبرالية في الحركة المعاصرة، وتارة تحت عنوان تطوير الاقتصاد الوطني، وكأن التطوير هذا يعني جلب حياة جديدة للشغيلة.
أما في الواقع، فليست المحاولات هذه، سوى هدم القاعدة الاجتماعية التي تتطور عليها حركة أممية، تبدأ من التناقض مع الأساس الاقتصادي للمجتمع القائم لا من تعزيز موقع الوطن في المنافسة العالمية.
تحياتي


9 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 9 / 2 - 10:35 )
الأخ العزيز أنور
شكرا لإجابتك الوافية ، كنت سابقا أجد صعوبة في إستيعاب طروحاتك العلمية بسبب تركيبتي الثقافية التي لا تمكنني من الإنطلاق خارج حدود أدبيات ومفاهيم اليسار واليمين والفلسفة كأي فرد آخر لكني الآن أستطيع أن أفهم الآفاق الرحبة التي تمنحها للمثقف دراساتك المتميزة وهذا ما يجعل مقالاتك جديدة وممتعة ومفيدة.مع ذلك فأنت لم تطرح أو تقترح حتى الان البديل التنظيمي الذي يدل على واقعية طروحاتك ويثبت جدواها في التطبيق العملي فأي نظرية تبقى معزولة وضمن الميتافيزيقيا إن لم تستطع الدلالة على نفسها وموضوعيتها في الحياة.أنا أفهم أن اليسار في أوربا مثلا يسير في حلقة تكاد أن تكون مفرغة ويتبادل الدور مع اليمين في ديمومة النظام الرأسمالي ولكن أجد أن من الصعب أن يخرج الإنسان حتى رأسه تنظيميا من هذا الإطار .تحياتي لكم.


10 - صديقنا العزيز مثنى: البديل التنظيمي -1
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 14:44 )
أجزل الشكر لهذا التقيم الرفاقي لموضوعاتنا.
وبالضبط، كما تفضلت: سينحصر فعالية اليسار الأوروبي في تبادل الأدوار مع اليمين فقط.

أما بخصوص البديل التنظيمي، فنجد بالطبع أساس التنظيم اللاحق للمجتمع، ضمن التنظيم المعاصر للمجتمع - إذا كان قصدك من (البديل التنظيمي) هو التنظيم الجديد للمجتمع.

حسب بليخانوف، الأب الروحي للماركسية، تنقسم الفترة الانتقالية إلى الاشتراكية إلى 3 مراحل، تتأخر 100 – 150 سنة. وخطوة فخطوة، تبدأ الاشتراكية –لدى المنشفية والبلشفية- من زيادة إنتاجية العمل، ورفع مستوى معيشة المواطنين، وانتزاع ملكية البنوك، والمصانع، والتجارة، وتخطيط الصناعة .. إلخ.

أما في الواقع، ان التنظيم الاشتراكي للإنتاج، لا تربطه أية رابطة بالخطط الثلاثية أو الخماسية، فان هذا النوع من التنظيم العقلاني للإنتاج، قديم قدم الإنتاج الصناعي الرأسمالي.


11 - صديقنا العزيز مثنى: البديل التنظيمي -2
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 14:45 )
ان التخطيط الاشتراكي للإنتاج، يعني بكل بساطة ضبط القوانين المختلة للاقتصاد الرأسمالي، فالأزمات الاقتصادية توجد لا لقلة المواد الخام أو قلة الطاقة مثلا، بل لعدم ضبط القوانين المتحكمة في الإنتاج، والتوزيع، فالإنتاج الرأسمالي خاضع لقانون المزاحمة، لذلك فهو يتحرك بصورة عمياء، أي دون النظر إلى ما يحتاجه المجتمع. وهذا هو سبب الاختلال. فالإنتاج يلازمه اشراف جماعي لا طبقي، وإدارة ذاتية لا إدارة سلطوية، أو الدولة.

وهكذا، فأنَّ الحد التاریخي الفاصل بین الرأسمالية والشیوعیة، لیس سوى العملیة التي تنتهي بالقضاء على القوانين الاقتصادیة للمجتمع الرأسمالي، أي بتشكیل الكومونات الإنتاجية الخاضعة للإدارة الذاتية. فالشیوعیة إذاً نظام من العمل التعاوني لأفراد متضامنين ومتحررين من كل ما يعيق تطور مواهبهم الشخصية. وهذا النظام من العمل التعاوني، موجود سلفًا في النظام الرأسمالي، ولكن بصورة متناقضة. والأمر إذا، يتعلق بكيفية حل هذا التناقض لا تصميم المجتمعات حسب تخيلاتنا الفلسفية. ففي التنظيم الرأسمالي للإنتاج، نجد التنظيم الشيوعي للإنتاج. وهذا هو (البديل التنظيمي) للمجتمع الرأسمالي.

تحياتي الخالصة


12 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 9 / 2 - 17:18 )
أنا أقصد الأداة السياسية ،التنظيم السياسي الذي يعبيء ويوجه الناس بإتجاه الكومونة ويقودهم ويحول دون مجيء بلاشفة جدد لإحتلال السلطة كما حدث سابقا .مع ذلك كانت إجابتك السابقة مفيدة في توضيح كيفية الإنتقال من أسلوب الإنتاج الرأسمالي إلى أسلوب التسيير الذاتي الشيوعي وهو ما أتفق به معك تماما.


13 - التنظيم الطبقي -1
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 19:20 )
الأخ العزيز مثنى. شكرا للتوضيح.
أما بخصوص التنظيمات، فلنبدأ أولا من التجارب التاريخية المتوفرة بين أيدينا:

ان عظمة التنظيمات البروليتارية في عهد الكومونة، هي ان التنظيمات البروليتارية، كانت لها برنامجًا بروليتاريًّا مشتركًا لتطوير أهداف الكومونة، وانها لم تكن قط ماركسية أو أناركية بالمعنى التنظيمي للعبارة. أما ضعفها فكان عدم انطلاقها إلى المستوى الوطني. وحسب تعبير ماركس: (لو ان جميع المدن الكبيرة انتظمت في كومونات على غرار باريس، لما كان بوسع أية حكومة أن تختنق هذه الحركة بضغط مفاجيء من جانب الرجعية. وحتى هذا التدبير التحضيري كان أمن الوقت لأجل التطور الداخلي، ووفر الضمانة للحركة. وصارت فرنسا كلها منظمة في كومونات عاملة بصورة مستقلة وذات إدارة ذاتية).

أما السوفييتات، فكانت منظمة بروليتارية موحدة تتشكل من مجالس العمال في المدن ومجالس الفلاحين في القرى ومجالس الجنود. ولكنها أصبحت مركزًا للصراعات العُصْبَوِيَّة للأحزاب السياسية داخلها مثل البلاشفة والمناشفة بالذات.


14 - التنظيم الطبقي -2
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 19:21 )
إن الخيانة العظمى للاشتراكية - الديمقراطية الروسية، تبدأ من توجههم إلى العمل الوحداني أولا، ثم تحويل المنظمة الثورية للبروليتاريا إلى معرض لاستعراض شعاراتهم الحزبية السياسية.

وهكذا، فمحاولات الأحزاب السياسية تتلخص، حسب التجارب التاريخية، في تقسيم الشغيلة إلى فرق وطنية وقومية ودينية ونقابية وانتخابية متناقضة. لذلك، فتطلب حركة الشغيلة وتطورها، تنظيمات اشتراكية تتلخص مهماتها في المشاركة في تطوير الاتجاه الاشتراكي في الحركات المعاصرة، وهذا العمل يشمل: استخلاصُ النتائج من الدروس السابقة والحاضرة، وتعميمها محليًّا وعالميًّا، ونشر التقاليد الثورية للكومونة والسوفييتات، ونقد الجوانب المختلفة للحركة، والمشاركة في الأعمال المجالسية في حينها بدل نشر الآمال اليسارية المزيفة ضمن حركة الشغيلة.

وستحتاج الحركة الاشتراكية العالمية قريبا إلى توحيد الأهداف عالميًّا، فليس كلُّ يومٍ يوم الانتفاضات، فالانتفاضات تأتي من خلال تفاقم التناقضات على المستوى الأممي. لذلك، فعلى الاشتراكيين مراقبة خطوات تطور حركة الشغيلة مع ...


15 - التنظيم الطبقي -3
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 2 - 19:22 )
... تعمق الأزمة العامة للرأسمالية، الأزمة التي لا بد ان ترفع بموجبها المطالب الاجتماعية إلى ما وراء النظام الديمقراطي وعدالته الاجتماعية. وما هذا المطلب التاريخي إن لم يكن الاشتراكية؟

وبهذا المعنى، فوجود الفصائل الاشتراكية جزء غير منفصل عن مجموع الحركة، وإنها بالتحديد عضو من أعضائها، وتظهر من خلالها، وتعبر عن درجة من درجات تطورها تستهدف سحق الحلقات والشيع الاشتراكية الرجعية التي تتمسك دائما بايديولوجيتها وبحياتها الخاصة المنعزلة عن مجموع الحركة. كما وانها -أي الفصائل الشيوعية- نتاج تطور الحركة ذاتها وضرورة تقدمها لا نتيجة لإدراكها أو قوة المثل، فالنزعات الشخصية للإنتلجنسيا تميل دائما نحو العصبوية، وإنها تخلف أثرًا سلبيًّا على مجموع الحركة. ويجب محاربتها بشدة.
وهكذا، فلا يمكن تطوير حركة الشغيلة دون انتظامها الطبقي المسبق في منظماتها الطبقية مثل المجالس والاتحادات. وان كل تنظيم اشتراكي، يجب ان يكون جزء من هذا التنظيم الطبقي العام ويعمل لهدف مشترك: الكومونة!


16 - أخي العزيز أنور1
مثنى حميد ( 2012 / 9 / 3 - 10:13 )
بإعتقادي ان تنظيرك الإقتصادي علمي ومادي تاريخي وهذا يتبعه صحة إستنتاجك أن اسلوب التسيير الذاتي للإنتاج هو الشيوعية .لكن الكومونة الثالثة لن تكون عالمية كما أرى بل ستولد في أحشاء النظام الرأسمالي أي إننا سنكون إزاء مشهد تاريخي فريد يتداخل فيه أسلوب التسيير الذاتي مع الرأسمالي .هناك مخاض يؤشر أن رأس المال يمتلك إستعدادا للتنازل عن مصالحه لشعوبه ولأسلوب التسيير الذاتي في بلدان المركز في الصناعات التي تمس حياة الشعب كالبناء والخدمات والصحة والتعليم والأغذية والتكنولوجيا... الخ مقابل إطلاق يده في صناعة التسليح والشركات الكبرى ونلمس بوادر هذا - التنازل - للكومونة في العودة لدراسة كارل ماركس في الوسط الأكاديمي الغربي وفشل اليسار واليمين مع صعود الحركة العنصرية وأحزابها ، هذا يعني أن رأس المال ذاته سيسمح بالتثقيف بالكومونة بدلا من ظهور هتلر جديد.هذه الكومونة ستكون خالصة أي لا ماركسية ولا أناركية تماما كما تستنتج أنت نظريا وستسحب البساط من الكتل الكلاسيكية لليسار واليمين وهذه الكومونة لن تحتاج إلى سلطة تماما كما تستنتج أنت فالسلطة ستتركها الكومونة بحوزة رأس المال لإدارة العالم وإستثمارة .


17 - أخي العزيز أنور2
مثنى حميد ( 2012 / 9 / 3 - 10:17 )
وبذلك لن يظهر لينين في الغرب فالكومونة لن تحتاج إلى يسار ولن تجد مقاومة من اليمين.أننا نلمس هذا أيضا أيديولوجيا وتنظيميا في بوادر ظاهرة - الليبرالي الشيوعي - في بلدان العالم الثالث ومنطقتنا فتحقق الكومونة في بلدان المركز الرأسمالي سيفعّل هذا الشكل التنظيمي الذي ستزداد حيويته وضرورته بمقدار نجاح الكومونة وإستيعابها في بلدان المركز.
أن أهم درس من الماضي يمكن أن يُستلخص سواء من قبل المؤيدين للشيوعية أو أعدائها من الرأسماليين هو القبول بمنطق التاريخ وسنن التطورفالشيوعية لن تتحقق إلا كوليد شرعي للرأسمالية ومحمل بخطاياها.
شكرا لكرمك في الحوار مع تحياتي الأخوية..


18 - الرفيق العزيز مثنى: التسيير الذاتي -1
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 3 - 13:22 )
شكرا لكرمك أنت في الحوار معنا، كما ويعجبني كثيرا انتقادك للمناهج بدل اشغال البال بالكلمات. واضافتي هي فقط تأكيد آخر لما قلنا سابقًا حول التسيير الذاتي بوصفه نتاج التطور الصناعي والإداري للرأسمالية وشكلها التعاوني في العمل. وأنا أتفق مع باكونين في قوله: (والبشریة وصلت إلى إدارة نفسها منذ زمن طویل، ومصدر مصائبها لا یوجد في هذا الشكل أو ذاك من أشكال السلطة، بل یوجد في جوهر السلطة ذاتها – میخائیل باكونین).

فبفضل أسلوب الإنتاج الرأسمالي، بمستطاعنا الحديث عن أسلوب إنتاجي أعلى وهو أسلوب الشيوعي -الكوموني- في الإنتاج. وكما يقول ماركس: (ان تنمية القوى الإنتاجية للعمل الاجتماعي هي مهمة رأس المال التاريخية وتبريره. ومن أجل ذلك يخلق، على وجه الدقة، دون معرفة منه، الشروط المادية لنمط إنتاجي أعلى).

وهكذا، فان ظهور التسيير الذاتي -مفهوما وعملا- هو من فعل الرأسمالية، أي من صنع العمل التعاوني. ويعبر ماركس عن العمل التعاوني وإدارته على الشكل التالي: (إن التعاون ليس إلا مجرد نتيجة لرأس المال الذي يستخدمهم في آن واحد)، (ووظيفة الإدارة تصبح وظيفة رأس المال منذ أن يصبح العامل الخاضع له عاملا تعاونيًا).


19 - الرفيق العزيز مثنى: التسيير الذاتي -2
انور نجم الدين ( 2012 / 9 / 3 - 13:23 )
وهكذا، فالعمل التعاوني شكل اجتماعي للعمل، وتعاونيات الدولة -أو التعاونيات الأهلية أيضًا- شكل اجتماعي لتمركز رأس المال، وهي عملية التنشئة الاقتصادية، وتسريع التراكم. وفي ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها الاقتصاد العالمي، ستزيد أهمية التعاونيات بالنسبة للدولة. وأن عدد أعضاء التعاونيات في العالم هو أكثر من 800 مليون تعاوني في العالم. وأن قارة آسيا وحدها ضمت 43 مليون تعاوني. وتوجد التعاونيات في أمريكا، وكندا، وألمانيا، واليابان، وفنلندة، والهند، والدانمرك، وكمبوديا، ومصر، والمغرب، وفي أواخر عام 2010 ضمت 28 مليون عائلة زراعية لتعاونيات الفلاحية في الصين شهدت تطورًا كبيرًا خلال الخطة الخماسية الحادية عشرة 2005 - 2010.
وكل تطور في التعاونيات وإدراتها، هو في الواقع توسيع قاعدة الإنتاج التعاوني -الكوموني- والتسيير الذاتي. فالشيوعية لا تصبح واقعة تاريخية، دون تحضير أرضيتها من قبل القوى المنتجة الرأسمالية. وصراعنا ليس مع القوى الإنتاجية، بل مع العلاقات الإنتاجية التي ستجعل منها ملكية خاصة.
تحياتي الرفاقية

اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت