الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشكالية الوطن والثورة

عباس المالكي

2012 / 8 / 31
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



الوطن هو عبارة عن المكان الذي يرتبط به الشعب ارتباطا تاريخيا ، وكذلك هو المنطقة التي تولدت فيها الهوية الوطنية للشعب، وهو المكان الذي يمكن ان يفدى بالروح .

الثورة هي مصطلح سياسي يعني الخروج عن الوضع الراهن وتغييره، او التغيير الكامل من دستور لآخر او التعديل على دستور موجود، وكذلك تعرف الثورة على انها تحقيق طموحات الشعب لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية

بعد ان عرفنا كلا من الوطن والثورة ، ستكون هذه المقالة موجهة الى سورية بشكل خاص والى بقية الدول العربية بشكل عام . كلنا يعرف ان الوطن اهم من كل شيء، ولاجله الكثير من الناس نذروا انفسهم من اجل رفعته، وكذلك من اجل تحسين الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي رأوها تستحق هذه التضحية، لذا فالوطن هو الاول مقاما ومن بعده تأتي كل المسميات .

حين يكون الوطن على المحك مع الثورة ، كان لزاما على كل الثوار اختيار الوطن اولا ومن بعده الثورة ، ولان سورية الان على محك الهاوية ( لان اللعبة السياسية المحاكة ) تستهدف تدمير سورية بكل الوسائل المتاحة ، تدميرها بنيويا وإنسانياً ، كلنا يعلم ان سورية بلد فقير ( لاتملك نفطا) كما في دول الخليج ، وانما تسير حركتها الاقتصادية على السياحة وتصدير بعض الفواكه والخضروات، وحين تكون سورية مثقلة بديون الحرب وهي طائلة ( علاوة على الديون ) التي في رقبتها كما يقال، سيكون اقتصادها ولعشرات السنين القادمة رهينة بهذه الديون ، علاوة على عشرات الآلاف من النازحين والمشردين والمهاجرين ، وكذلك الأرامل والأيتام ، فاي اقتصاد سيكون لهذا البلد .

ما أحاول ان أقوله وأرجو ان اكون موفقا في توصيله للقاريء والمتابع للشأن السوري ، ان هذه اللعبة التي تقوم بها امريكا من اجل سياسة البترو - دولار في المنطقة ، نجحت بشكل ملموس، ابتداء من العراق وتونس ومصر، وبشكل محسوم مسبقا في الأردن ولبنان وفلسطين، إذن لم يبقى الا سورية لاتمام اللعبة بشكل كامل وصحيح .

ماهو موقف الثوار الحقيقيون في سورية الان وهم يرون بلدهم في طريقه الى الهاوية ، هل يستمرون في اللعبة المرسومة والتي تدفع تكاليفها الباهظة دويلة قطر والمملكة العربية السعودية بكل رحابة وإصرار عجيبين ، هل سيفرط الثوار بسورية من اجل ان يستلم السلفيون الحكم ، هل ينوون بيع ثورتهم لهذه الأصولية السلفية . إذن وفي رأي الشخصي ان الوطن فوق كل المسميات ، الوطن اولا وأولا وآخرا ، لذا ارجو من الثوار الحقيقيون طرد كل السلفيون من سورية والاستمرار بمطالبهم المشروعة عبر المسيرات والتظاهرات السلمية لتفويت الفرصة على المتربصين لسورية ولكي يبرهنوا ثانية ان الثورة التي ابتداءت من درعا وشملت كل المدن السيادقورية ، ثورة سلمية من اجل التغيير ليس الا وليس من اجل خسارة الوطن ، فليحفظ الله سورية وأهلها من كل الشراذم السلفيون وكذلك من امريكا وروسيا .


عباس المالكي
٢٠١٢/٨/٣٠








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نجل الزعيم جمال عبد الناصر: بشكر الشعب المصري الحريص على الا


.. مقابلة مع وليد جنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي




.. فى ذكرى وفاته.. منزل عبد الناصر بأسيوط شاهد على زيارة الضباط


.. فى ذكرى رحيله.. هنا أصول الزعيم جمال عبد الناصر قرية بنى مر




.. شرطة نيويورك تعتدي على متظاهرين داعمين لفلسطين وتعتقل عددا م