الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة في العناية المركزة

ساطع راجي

2012 / 9 / 1
كتابات ساخرة


مازالت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تقوم بدور حيوي ومهم في مواجهة الازمات التي يتعرض لها العراق، ولم يقتصر الامر على تقديم المساعدة الفنية أو الاستشارية للمؤسسات العراقية بل إن البعثة تمارس دورا حيويا في حث الاطراف العراقية المتصارعة على حل أزماتها ومشاكلها المتواصلة منذ سنوات كما تقوم البعثة وبالاخص ممثلو الامين العام للامم المتحدة المتعاقبون على رئاسة البعثة الاممية، بدعم القرار العراقي فيما يتعلق باقرار القوانين الحيوية وبناء المؤسسات السياسية التي تجعل من النظام الديمقراطي أمرا ممكنا، كما هو الحال في ملف مفوضية الانتخابات وقانون انتخابات مجالس المحافظات ووصل الامر الى دعم اقرار قانون النفط والغاز الذي يسبب غيابه الكثير من المشاكل السياسية فضلا عن تعطيل التنمية الاقتصادية، وهذا لا ينفي إن البعثة وقفت عاجزة أمام بعض الملفات بسبب تعنت الاطراف العراقية ولا مبالاتها بنقص البناء المؤسسي للدولة.
الدور الكبير لبعثة الامم المتحدة يعكس حالة العجز التي تسيطر على الاداء السياسي العراقي وفشل القوى العراقية في انجاز الاستحقاقات التشريعية والتنموية والديمقراطية الا بتحفيز وأحيانا ضغط من جهة أممية راعية وهو ما يعني إن الدولة العراقية مازالت تعيش في غرفة العناية المركزة منذ عشر سنوات ولا شيء يشير الى قدرة دولتنا في الاعتماد على نفسها قريبا لتنفيذ الاستحقاقات التي يتعلق بها مصير الوطن والمواطن.
قبل فترة جددت الحكومة العراقية طلبها بتمديد عمل البعثة الاممية وأشار مراقبون الى إن إستمرار وجود هذه البعثة فيه انتقاص لسيادة العراق هو أمر قد يكون صحيحا من الناحية الشكلية لكن الامر الاكثر أهمية هو ان استمرار وجود البعثة الاممية يؤشر فشلا عراقيا مؤسسيا وسياسيا في التوصل الى حل المشاكل اعتمادا على الاليات العراقية الرسمية الخاصة، ووجود هذه البعثة يؤكد أيضا إن العراق لايعيش ظرفا طبيعيا ولا هو مكتمل المؤسسات ولا هو قادر على الاعتماد على نفسه في حل مشاكله.
الدول التي تمر بمراحل إنتقالية تكون بحاجة الى دعم واستشارة خارجية ومعونات فنية من المنظمات الاممية وكلما طالت مدة المرحلة الانتقالية كان ذلك مؤشرا على تخبط القوى السياسية التي تقود الدولة وغياب الرؤية الواضحة في ادارة المرحلة الانتقالية وتكون الدولة في تلك الحالة أشبه بمريض في غرفة العناية المركز يعيش في ظروف طبية خاصة وقد يفقد القدرة على العيش اعتمادا على أجهزته الحيوية الخاصة ويكون بحاجة الى أجهزة طبية مساعدة تدعم بقائه على قيد الحياة بينما توصف حالته بالموت السريري.
إستمرار الحاجة للدعم الاممي يعني ان العراق ما زال يفشل في حل مشاكله والمثير للقلق ان هذه المشاكل وبفعل العبث السياسي سرعان ما تتحول الى حلبات صراع طائفي وعرقي ونخشى أن يكابر صناع القرار في العراق ويقدمون في لحظة غضب على انهاء الدور الاممي ليثبتوا لانفسهم إنهم قادرون على حل المشاكل بأنفسهم وبلا دعم أممي تحت شعار تحقيق السيادة والاعتماد على الذات، أو أن يتسرب الملل الى البعثة الاممية، وفي الحالتين سيكون العراق بلا محفز لتنفيذ الاستحقاقات ولا جرس إنذار ينبه الى دخول منطقة الخطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء