الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (4)

مسَلم الكساسبة

2012 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


البروتوكول الثامن عشر:

إن الكرامة والحرية والأنفة هي من طبائع الأنفس التي تولد معها بالغريزة لكن طول مكوثها تحت القهر والعسف يشوه تلك الأنفس ويطمس جذوة الحرية فيها فستخذي وتخنع وتميل لأخلاق المداهنة والتقية والمكر وهي من أخلاق العبيد ..لكن تلك الجذوة وان طُمست وخبت فهي لا تنطفئ تماما ، فحالها كحال الجمرة حين يخفي الرماد وهجها فتبدو مطفأة حتى إذا هبت عليها الريح نفخت ذلك الرماد وجلته فبان وهجها .. وان مهمتنا أن نحافظ على ذلك الرماد ونحول بين تلك الريح وبين جمر الحرية في النفوس بان نبقى على تلك الأفعال التي تحفظ الاستخذاء والخنوع فيها والذي هو الرماد الذي يخفي عنها جمرها المتقد ..على أننا يجب أن لا نبالغ في تلك الأفعال إلى الحد لذي نبدو فيه قاصدين متعمدين لفعل ذلك ولكي يبدو انقيادهم طاعة نابعة من أنفسهم وبرضاهم وليس أمرا مفروضا عليهم بالقوة .

البروتوكول التاسع عشر :

وإننا إذا كنا بالقوة والغلبة ملكنا ما ملكنا على غير ما يروج للناسَ من يروجون لنا فيصورون لهم أننا خدامهم والمنافحين عن حريتهم وكرامتهم .. الخ .

فإذا صح أن كل شيء يعود إلى أصله ويحتفظ مهما طال المدى بشيء من ذلك الأصل ، لذا فإن القوة والعنف والقهر هما مادة حكمنا وسر بقائه ، على أننا لسنا مضطرين لإظهاره أو الدرجة القصوى منه دائما .. بل حيثما لزم لنعيد الأمور إلى أصلها الذي ولدت ونشأت منه وبه استمرت ..كما أن للعنف والقهر أشكال كثيرة وليس هو القهر الفيزيقي السافر دائما ، فهناك القهر الناعم والقهر المقنع المستتر بقبول المقهور وتسليمه فتحيد القوة وإن ظلت كامنة ، والقهر بالترغيب والقهر بالترهيب .. وان القوة في ذلك مثل السلاح مع الرجل لا يمشي في السوق وهو يلوح به ويشهره لكنه كامن معه وقريب إلى متناول يده متى احتاجه ، ومثل الجند لا يتبخترون في المدن بأسلحتهم وعدتهم لكنهم قريبون متى احتيج لهم ، وهكذا فقوتنا يجب أن تكون مُحيدة مخفية إلى الحد الذي تبدو وكأنها غير موجودة ما دمنا نحصل على ما كنا سنحصل عليه بدون إشهارها ما دمنا غير مضطرين لذلك ... حتى إذا اضطررنا فعلنا ..وهكذا في مراوحة وجدلية ذكية لا تنتهي.

البوتوكول العشرون :

إن اللغة وعاء الفكر والفكر وعاء الشخصية والطباع كما أن اللغة أم بكل معنى .. وكما انه مثلما ترضع الأم أبناءها من لبن يكونون .. كذلك فإنهم على مثل ما تعودوا عليه من قول ينشأون .. وإن شعوبنا هذه مولعة بضروب البيان والبلاغة وفنون القول ..هي ما يصوغ وجدانها ويشكل طباعها ، وإن تطويع اللغة وتبعا لها الألفاظ والمعاني ليكون كل ذلك مصدر هيبة وسطوة لنا في النفوس هو أمر جد مفيد ..وفي هذا يفيدنا التوسع في المفردات والألفاظ المقعرة الجوفاء التي تشيع الهيبة وتعكس السطوة والجبروت ، فبدلا من أن يقال نفذ فلان أمر السلطان فليقل صدع بأمر مولاه .. وبدلا من أن يخاطبنا رجالنا في كتاباتهم خطاب الرجل الحر للرجل الحر فليخاطبنا خطاب العبد أو ما يشبه ذلك لمولاه من مثل "خادمكم المطيع يا سيدي ومولاي" ..وبدلا من أن ننادى بالاسم الذي تحدده الدساتير فلتكن لنا أسماء أكثر وقعا ورهبة في النفس مثل ولي النعم وسيد البلاد وسيدنا ومولانا ... الخ من أسماء وكنى ، فإن وقعها في أنفس العامة سيكون كبيرا حينما يسمعوا خاصتنا من ذوي المكانة والنفوذ تخاطبنا بهذا التفخيم ، ولا بأس من أن يكتب في مآثرنا ومآثر أبائنا وأسرنا الشريفة فإن ذلك مدعاة لوقوع الهيبة في الأنفس لنا حتى لو ادعوا واختلقوا من الصفات ما لا يمكن أن يتحلى به الرسل ولأولياء الصالحون والخارقون من الرجال!

وبالمختصر لتسُد لغة مقعرة من ألفاظ عفا الزمن عليها.وخطاب مصمم بعناية ليلقى الجلال والرهبة في النفوس .

البروتوكول الحادي والعشرين :

إن الناس إذا جاعوا زهدوا فينا وثاروا علينا وإذا شبعوا اغتنوا عنا وتفتحت عيونهم علينا بل وربما اشرأبت أعناقهم لما بين أيدينا ، والرأي في هذا أن نمد أيدينا للجائع حتى نسد رمقه وفاقته ..ونمد أيدينا على من أوشك أن يشبع فنصيب شيئا من قوته حتى إذا استطعنا أن نعيده معوزا فلا باس في ذلك .. وهكذا فلا نسمح لهذا أن يستغني ولا نترك ذاك يجوع .. وإننا لن نعدم الوسائل والحيل ليصير مال هذا في جيوبنا كي لا يجفخ فنعيد شيئا منه لذاك كي لا يثور .

البروتوكول الثاني والعشرين :

إن من طبيعة الأنظمة التي نحكم الناس بها ومن خلالها تملي علينا كل ذلك ولا تترك لنا خيارا .. فكما نحن مجبرون إذا أردنا إن نحتفظ لأنفسنا بالسلطة بحكم طبيعة النظم واصل نشأتها أن نسوس الناس بالقوة والقهر فنحن أيضا مجبرون أن ننهب أموالهم من حيث أن المال قوة وأن القوة يجب أن تكون كلها أو جلها بين أيدينا فلا خيار لنا من نهب تلك الأموال .. عدا عن انه في أنظمة كأنظمتنا حيث لا رقيب ولا حسيب ولا هياكل مرعية تنسرب خلالها تلك الأموال فإننا إذا تركناها ذهبت نهبا حيث لا توجد في أنظمة كأنظمتنا قنوات ينسرب فيها ذلك المال ليرشح للناس .. وما دام انه إذا تركناه ذهب نهبا لذا فنحن أولى بنهبه بما أننا نحن من نمثل مصالح الناس .. على أن نعيد شيئا منه بل من فتاته للمحتاجين منهم فنحظى بامتنانهم ودعواتهم .. فنكون قد أحرزنا المال وامتنان أصحابه في آن معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-