الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاحية جريدة طريق الثورة الناطقة باسم حزب الكادحين في تونس .

حزب الكادحين في تونس

2012 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



ما العمل ؟

تتواصل الاحتجاجات الشعبية في تونس دون توقف ، ففي الحنشة من ولاية صفاقس فجرت محاولة النهضة السيطرة على جمعية تنموية مواجهات دامية راح ضحيتها العديد من الجرحى و تسببت في إيقاف ما يزيد عن الستين شخصا ، و في بوشمة من ولاية قابس دارت مواجهات حامية راح ضحيتها عشرات الجرحى، والسبب إصرار النهضة على تنصيب أحد أعوانها رئيسا للدائرة البلدية ، و قبل ذلك شهدت سيدى بوزيد مواجهات مماثلة ، وخرجت مظاهرات عارمة ، و نفذ إضراب عام على خلفية مشاكل اجتماعية مثل صرف مرتبات عملة الحضائر والتنمية في الأرياف .
و في مختلف هذه المناسبات قدمت الجماهير المنتفضة آيات من البطولة في الكفاح من أجل حقوقها في الشغل و الحرية و الكرامة جابهتها حكومة الترويكا بالقمع البوليسي الذي لم ينج منه الشيوخ والأطفال و النساء حتى أن المحتجين في مدينة الحنشة شبهوا حالهم بحال الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني .
و الثابت اليوم في تونس هو إن الشعب يقاوم و السلطة تقمع ، و هو ما يمثل مواصلة لما كان عليه الوضع خلال حكم بن على ، مما يعنى انه لا شئ جوهري قد تغير، بل إن الأوضاع الاجتماعية التي فجرت انتفاضة 17 ديسمبر 2010 قد ازدادت سوءا ، و هو ما سوف يترتب عنه المزيد من الاحتجاجات و الكثير من القمع أيضا ، فالشعب الذي يريد تحسين ظروف عيشه يصطدم بتواصل النهب و البطالة و زيادة أسعار المواد الغذائية و أزمة السكن الخ..بل إنه أصبح يعانى من مظاهر بؤس جديدة مثل قطع الماء و الكهرباء ، و تفشى الأوبئة و تكدس الأوساخ في الشوارع والساحات .
و من يوم لآخر تكتشف الجماهير الشعبية أن النهضة و حلفائها قد خدعوها فقد وعدوا بمئات الآلاف من مواطن الشغل ولم يحققوا من ذلك شيئا يذكر، فالسلطة عاجزة عن حل المشكلات الاجتماعية، فقد حافظت على جوهر الاختيارات الاقتصادية لحكم بن على، و هذا العجز يدفعها إلى اختلاق مشاكل وهمية للتغطية على المشاكل الحقيقية فتقسم الجماهير على أساس المذاهب الدينية و الانتماءات الجهوية والعروشية ، و هو ما أدى في جهات عديدة إلى صدامات دموية .
و المطلوب اليوم لمواجهة قمع الرجعية وتقسيمها صفوف الشعب مواصلة النضال بقوة أكبر فأكبر ، فالمطالب الاجتماعية المشروعة يجب أن تكون في صدارة الاهتمام و هذا هو المجال الذي تتوحد فيه جماهير الكادحين في كل الجهات والقطاعات ، و هذه الوحدة كفيلة بدفع السيرورة الثورية في تونس إلى الأمام .
يتسع الآن في تونس تأثير اليمين مدعوما بالرجعية العربية و العالمية ، و يتساوى في ذلك اليمين الديني و اليمين الليبرالي هذا من جهة ، و من جهة ثانية يتفسخ اليسار الانتهازي و يلتحق جهارا نهارا بالرجعية الليبرالية أو بالرجعية الدينية ، وتهب على تونس رياح سوداء و لكن الشعب يقاوم بعناد .
في مثل هذا الظرف نحن في حاجة إلى جريدة سياسية تقول الحقيقة كل الحقيقة للجماهير ، و توحد حركة كفاحها ، و هو ما تحاول القيام " طريق الثورة " ، التي نتمنى ان تكون صوتا لكل الكادحين و أن ترسم بعناية الطريق إلى الحرية .
لقد استفاد اليمين الديني و الليبرالي بشكل خاص من الانتفاضة جراء وضع دولي وعربي مناسب، ومن المهم قراءة صعود اليمين قراءة موضوعية و تحديد الخطط الكفيلة بوقفه ، و فتح طريق الثورة مجددا و هو ما لن يتم دون التصدي لنفوذ الامبريالية و الرجعية العربية الذي يستمد منه ذلك اليمين عوامل قوته .
إن النضال ضد اليمين بأشكاله المختلفة يحتاج الآن إلى كوادر سياسية و ثقافية وإلى برنامج مواجهة يقوم رئيسيا على الارتباط بالجماهير كالسمكة في الماء وتنظيم كفاحها من خلال المؤسسات الثورية المناسبة، ويحتاج الثوريون في هذا المجال إلى مبادرات ثورية توحد صفوفهم لانجاز هذه المهمة ، بعيدا عن اللهث وراء عفوية الحركة الجماهيرية و التذيل لها وبعيدا أيضا عن النخبوية البرجوازية الصغيرة المقترنة بالانعزال عن تلك الجماهير . ومن هنا الحاجة إلى إنشاء ائتلاف ثوري واسع يشتغل على الملفات السياسية و الاجتماعية و الثقافية فكرا وممارسة .
لقد كانت سلطة بن على آيلة للسقوط، ولو توفرت أدوات الثورة لاختلف وضع تونس الآن كليا ، فقد لعب اليسار الانتهازي دورا تخريبيا لإرباك قوى الثورة وتشتيتها فسار البعض منه في ركاب بن على ممنيا النفس بفتات موائده و لكنه لم يجن غير الخيبة ، أما البعض الآخر فسار في ركاب النهضة و لم يجن أيضا غير الخسران، و اليوم أيضا فان الانتهازية تمنى نفسها بقطف ثمار الانتفاضة بالسير في ركاب المشروع الامبريالي المسمى المسار الديمقراطي و لن تجنى غير خيبات مضاعفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب