الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شفرة الجسد

حبيب النايف

2012 / 9 / 1
الادب والفن


شفرة الجسد
في ظل الثقافة التي سادت في العالم العربي وتسيد الذكورية في المفهوم الثقافي العربي واقتصار المفهوم المعرفي عليها لدى الكثير من كتابنا وكاتباتنا مما جعل الكتابة عن المرأة بشكل عام وجسدها بشكل خاص من الأمور المسكوت عنها أو عدم الاقتراب منها لان تناولها يعتبر من المحظورات الاجتماعية مما يضطر الكاتب أو الكاتبة في حالة تناولها أما بالإشارة اليها أو الرمز عنها ما عدا بعض الاستثناء التي ظهرت هنا وهناك لكتاب أو كتابات طرقن هذا الموضوع الحساس وبأسلوب حضاري وشيق نابع من وعي وحرفية فنية ومقدرة عالية في التناول ورغم ذلك تم اتهام هؤلاء بنعوت شتى لأنهم اخترقوا منطقة محرمة مزروعة بالألغام يصعب الاقتراب منها .
لقد انتشرت الكتابات في الفيس بوك عن ظاهرة الجسد والاستغراق فيه وتفكيك شفره الخاصة إلى درجة العري ليشكل إساءة لهذا المكون المقدس وتدنيس له بحجة حرية التعبير والكتابة .
إن التغني بالجسد و الإطلال على بعض مناطقه لا يشكل إساءة له في حالة تناوله بشكل شفاف وراقي مما يجعله يسمو ليستقطب ذوق القارئ إذا وصف بمفهوم فني ملتزم يمكن أن يتلاءم مع قدسيته وموقعه كمصدر للنماء والحياة والإبداع وذلك ان ما موجود في جسد المرأة يصح أن يوجد في جسد الرجل كمتتم له.. لكن اللهاث وراء هذا الجسد الأنثوي قد أغرى الكثير من الكاتبات الفيس بوكيات لتشريحه بطريق تجعل منه سلعة في مزاد علني يتم الإعلان عنها وتقديم الإغراء الأكثر خصوصية لاصطياد القراء المتعطشين لهذا النوع من الوصف مما يجعل الكثير يلهثون خلف هذا الصيد السهل والتعليقات التي تظهر لا لجودة المادة الأدبية أو الشعرية وإنما لما فيها من إسفاف تافه وإغراء يجعل لعاب الكثير يسيل له ..
إن تناول الجسد بأسلوب فني تحفظ له قدسيته وتضعه ضمن سياق فني يثير الشعور بالجمال كفيل بتنمية الذائقة الفنية لدى القارئ أولا والاستفادة من الفيس بوك كأداة للتواصل الاجتماعي ثانيا و يساعد على بروز بعض الأصوات الواعدة التي لها القدرة على الكتابة والإبداع وتشجيعها بالشكل الذي يجعل من التعليقات مجال لتصحيح الأخطاء أو تعديل الصور الفنية عند الكاتب الشاب الذي أراد من خلال العالم المتطور والسريع الانتشار إظهار مواهبه المكبوبة والتي لا يجد مجال للتعبير عنها سوى هذا العالم الافتراضي .... بدلا من الإطراء المبتذل والإعجاب الغير مبرر الذي نلاحظه بكثرة وكان ما يكتب عن الجسد والتعليق عليه يتجاوز ما ينشره بعض الأصدقاء لكاتب كبير لم نرى عليه إشارة واحدة للإعجاب.
إن ما يحزننا هو تحول هذا العالم الافتراضي المتطور من أداة للتواصل الاجتماعي وعرض الأفكار وتبادل المعلومات إلى ساحة لعرض التعليقات الرخيصة والمجاملات الهابطة على المستوى الفني ( ولو بحده الأدنى ) وانشغال الكثير بأمور
فارغة تجعله يفقد بريقه ومتعته التي وجد من اجلها أساسا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية