الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأساة عراقية اسمها.. الشورجة

زاهر الزبيدي

2012 / 9 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في نهار كامل قضيته في منطقة الشورجة ببغداد .. تلك المنطقة الأقتصادية الكبيرة والتي تشهد يومياً تحرك كتل نقدية هائلة بفعل التجارة المختلفة والتبضع على اختلاف أنواعة وهي أكثر مناطق بغداد ازدحاماً من الصباح الباكر وحتى الساعة الرابعة عصراً .. لاحظت أن ما تشهده المنطقة لهو المأساة بعينها .. فبالأضافة الى سوء التنظيم المروري في ساحة الرصافي .. فأن الآلاف من عربات العتالين التي تمر بتلك الساحة ، الحديدية منها والخشبية الكبيرة "الربل" وتلك التي تجرها الحمير ناهيك عن العتالين ممن لا يملكون عربات ، جميعهم متوجهون الى سيارات النقل الموجود في الساحات القريبة والى شركات النقل التي تنقل البضائع الى المحافظات المختلفة فيصطدم الذاهبون بالعائدون منها وتحدث المأساة اليومية المتكررة .. فلا أحد يفهم النظام هناك ولا أحد يتابع النظام إذا كان هناك نظام فعلاً فالعشوائية والهمجية تطغى على الأفعال والتصرفات .
حتى يومنا هذا لم تقم السلطات المحلية بإيجاد حل لتلك المأساة مع وجود الكميات الهائلة من النفايات التي تخلفها العلب الكارتونية الناتجة عن البيع والتداول في المنتجات ومخلفات المطاعم والمقاه المتواجدة فيها .. أنها منطقة تغص بالتخلف وسوء التنظيم لدرجة أنك لن تجد مثيلتها في أي بلد من البلدان المجاورة للعراق مثل ايران والأردن وسوريا والكويت وغيرها من البلدان التي امتلكت ادارات عواصمها الرؤيا الصحيحة لتنظيم اسواقها وكيفية تداول البضائع وسهولة انتقالها بين المركز والمحافظات ومناطق العاصمة الأخرى .
في ايران مثلاً وفي احد اهم الأسواق التي تضاهي بحجمها أربع مرات من حجم الشورجة وهو سوق "ميدان امام" لم نرى أي عربة نقل بضائع أو حمالين طوال تجوالنا في السوق واقسامه الكثيرة بل أن السوق عبارة عن متنزه كبير جداً يترامى الناس في حدائقه الرائعة واروع ما فيها تلك النظافة الفائقة الناتجة عن العمل الشاق الذي يقوم به عمال النظافة هناك بكل أمانة وتفان وأخلاص وتخطيط دقيق قل نظيره وانعدم لدينا ولا أريد ان اتكلم أكثر كي لا اتهم بالعمالة لأيران !
وفي لبنان فطول المسيرة في تلك الشوارع واسواقها لم نرى جمبر او عربة نقل بضائع .. ونتسائل متى ينقلون بضائعهم هؤلاء الناس ؟ وكلنا نعلم ان لبنان بلد سياحي والتجارة لديهم على اشدها .
إذن اين تكمن مشكلة الشورجة وما الأسباب وراء هذا التردي الكبير في اسواقها وعدم القدرة على التنظيم وما هذه العشوائية في كل شيء تقريباً فالنظام هناك منعدم جداً زادتها حرارة الجو والرياح البسيطة التي تنثر التراب في العيون لتجبرك على الوقوف والبحث عن ظلة تستظل بها لترى حجم المأساة في تلك المنطقة المظلومة .
الشورجة يكفي انها منطقة بنيت قبل مئآت السنين ودروبها الضيقة ودكاكينها الصغيرة وهي منطقة غائرة في الأرض حتى انها تفيض في الكثير الأيام صيفاً وشتاءاً.. ما نحتاج اليه في الشورجة هو :
- إعادة بناءها وفق طراز حديث وسريع ووفق رؤية صحيحة لطريقة تداول المواد ونقلها مع تزويد المنطقة بمنظومة إنذار مبكرة للحرائق وتوفير وسائل الأطفاء الحديثة والسريعة وغيرها من متطلبات الأسواق العصرية الحديثة .
- بناء سلسلة من مواقف السيارات العمودية والأفقية وتنظيم عمليات النقل الخارجي بصورة أدق وابعد من أمكنتها الحالية .
- عملية التنضيف يجب ان تتم بصورة آنية لا بفترات متباعدة حتى لتصبح النفايات مجبل من القذارة كذلك بعض عمليات الأعمار للأرصفة المتربة في الوقت الحاضر يجب ان تتم مساءاً .
- منع المطاعم العشوائية ومحاسبتها حساباً عسيراً إذا لم ترزم نفاياتها بأكياس قوية وتمنع تناثرها في الشوارع .
- شراء المناطق المحيطة بها من قبل الحكومة وتحويلها الى اسواق حديثة وتخصصية للتخلص من الجنابر التي تغلق شوارعها الداخلية محدثة ذلك الزحام الفضيع في الشوارع الضيقة كما من الممكن ان نقل بضائع المحافظات يتم بعد الساعة الرابعة عصراً .
نحن أمام حركة إقتصادية كبيرة وعلينا أن نتسابق في إيجاد الحلول الحقيقية لا تلك الترقيعية لنباشر بحل تلك المأساة التي يكابدها من يمرون في تلك المنطقة .. وما اكثرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ثريد
حمورابي سعيد ( 2012 / 9 / 2 - 18:13 )
خويه زاهر ...الزلم مشغوله باكل الثريد وانت تريدهم يهتمون بالشورجة ,صدك بطران .تحياتي

اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية