الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكاظمية مدينة العلم واثقافة

ابراهيم المشهداني

2012 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ناقلت الصحافة العراقية إن مدينة الكاظمية تواجه حملة تستهدف تحويلها إلى مدينة للحزن ومتشحة بالسواد بدلا مما تميزت به من موزائيكية الزائرين ,مدينة منطوية على ذاتها بدلا من كونها مدينة منفتحة كانت لزمن طويل قبلة للوافدين إما بهدف زيارة الأضرحة المقدسة اوالتسوق مما يعج به سوقها من كل ما يحتاجه الزائر وروادها ليس فقط من الإحياء القريبة والبعيدة بل ومن القرى والأرياف القصية .
هكذا عرفت هذه المدينة التي ألهمتني بأجمل الذكريات فقد أكملت دراستي الثانوية في مدارسها وتعلمت فيها أوليات العلم والمعرفة والأدب والسماحة فقد وجدتها حتى منتصف الستينات حيث أنهيت الدراسة فيها مدينة الشعر والأدب والانفتاح وكانت بحق مدينة للعلم دون الاكتراث بآي شكل من الإشكال ما كان عليه الطالب شيعيا أو سنيا فقد كنا فريقا من الأصدقاء من الريف والمدينة سنة وشيعة من الدجيل وبلد والضلوعية من المحمودية واليوسفية ومن الديوانية وغماس ومن المنطقة التي يرقد بها جثمان الصحابي الجليل سلمان الفارسي نرسم برامج حركتنا اليومية بعد انتهاء الفصل الدراسي ومن بين فقراته زيارة الإمامين الكاظمين بمنتهى القدسية والاحترام لعظمة الإمامين وجلالهما بعدها نتجه لنقضي بقية يومنا الخميسي أما لرؤية إحدى الأفلام الرومانسية حيث كانت دور السينما على أعلى درجات الانتعاش آو التجوال في متنزه 14 تموز قرب جسر الأئمة الذي كان واحدا من أجمل متنزهات مدينة بغداد للتمتع بمنظر حدائقه ورواده من الرجال والنساء عوائل وأفراد رجال بمختلف الأزياء الحضرية والريفية والنساء المحجبات والسافرات اللواتي يرتدين أجمل الملابس فلا احد يتحرش بهن رغم جمالهن الأخاذ ولا احد يسخر من مما يرتدين ولا شرطة تمنعهم من دخول المتنزه أو السوق هكذا كانت مدينة الكاظمية قبلة للجميع .فما الذي يدفع بالبعض من تحويلها إلى مدينة متقوقعة على ذاتها والى سجن لأهلها وروادها .غادرناها وقد تطبعنا بطباعها الجميلة ولا زلنا عندما نلتقي بالصدفة نتذكرايامها الجميلة وطيبة أهلها .
فوسائل لإعلام نشرت صورا للافتات معلقة في مواقع سيطرات مدينة الكاظمة مذيلة باسم أهالي المدينة تمنع دخول غير المحجبات إلى المدينة في تمويه لا ينطلي على احد فمتى كان أهالي المدن يمنعون دخول الناس للتسوق أو زيارة الأقارب أو الأصدقاء أو لأي شان أخر بهذه الشروط المجحفة؟ ولكن الأقرب إلى الوثوقية ما قيل أن احد القادة العسكريين الذي زار المدينة اتخذ هذا القرار, وإذا كان الخبر صحيحا فان هذا القائد قد تجاوز على الدستور لان الممنوع يدخل ضمن مفهوم الحريات الشخصية وتجاوز على صلاحيات الجهات المختصة وهو لا يملكها كما انه تجاوز رجال الدين في المدينة ومنهم على سبيل المثال السيد إسماعيل الصدر وهو ابن المدينة واعرف بأدق تفاصيلها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كان المفروض استفتائه وغيره من عقلاء المدينة قبل الإقدام على هذه الخطوة .ومحافظ بغداد حسب التصريحات لم يتخذ قرارا بهذا المضمون وهنا ينهض التساؤل التالي:أذا كان السيد المحافظ لم يصدر هذا القرار فإما إن يكون معه أو ضده فان كان معه فذلك يعني إنه موافق على إصدار القرار وان لم يصدره بنفسه وان كان ضده فعندئذ يتعين إلغاء القرار حسب الصلاحيات الممنوحة له وإنزال اللافتات المعلقة في السيطرات . إذا كان من مبرر لمنع السافرات من دخول حضرة الإمامين ,وهذا إجراء لا مجال لمناقشته في هذا المجال مع انه يحتمل المزيد من الجدل فالعفة لا تقتصر على الحجاب ولا فساد الأخلاق مقترن بالسفور ,إلا أن إلزامية الحجاب للداخلين إلى المدينة أو ساكنيها سواء بغرض التسوق حيث تمتلك هذه المدينة واحدا من أفضل أسواق بغداد أو لغرض الدراسة من المناطق القريبة ولا يمكن افتراض إن هؤلاء جميعا من لون واحد في العقيدة أو الثقافة أو التقاليد أو العادات ,توجب على من قرروا رفع هذه اللافتات اخذ هذا الواقع بعين الاعتبار قبل إصدار قرارات عشوائية مبنية على إيديولوجية ثقافية وحيدة تدفعهم لمصادرة حقوق الآخرين أو انتهاك حرياتهم الشخصية التي كفلها الدستور .
همسة في إذن صاحب القرار هل إن أوضاع البلد الأمنية والسياسية تحتمل قرارات تزيد من التوترات في الشارع العراقي ؟ السيد القائد صاحب القرار إمامه مهمة شاقة في حفظ الأمن وتصفية الإرهاب الذي يزهق أرواح الناس بدم بارد كل يوم. أخر الكلام إن اتركوا المدينة محتفظة بتراثها وتاريخها مصدرا للعلم والثقافة والتآخي ولا تطوقوها بالكبت والجهالة وتفصلوا حياتها على مقاساتكم أيها السادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب