الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف: تطورات خطيرة

ساطع راجي

2012 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


منذ عدة أيام يشهد الملف الامني في العراق تطورات خطيرة وتعديلا في مسارات العنف تتجه الى تصعيد لافت مع إزدياد الملمح السياسي لهذا العنف وكشفه عن رؤية أكثر مركزية تتعلق بالسعي لاضعاف المؤسسة الامنية واحيانا التحريض ضدها عبر توجيه ضربات مباشرة للاجهزة الامنية وقياداتها وعناصرها، فقد شهدنا خلال الايام الماضية عمليات اختراق إرهابي لمقرات أمنية ومواجهات مباشرة فضلا عن تزايد الاغتيالات للقادة الامنيين وكذلك عمليات إغتيال رجال الدين بالاضافة ما يتم تداوله من حملة منظمة لشراء الاسلحة في المحافظات الجنوبية وشائعات تشكيل ما يسمى بـ"الجيش العراقي الحر".
رغم إن عدد الضحايا في العراق ما زال دون ما شهدته البلاد خلال الفترة 2004-2008 كما تريد القيادات الامنية والسياسية التذكير دائما، الا ان خطورة التطورات الامنية الاخيرة تأتي من التداعيات الاقليمية وتزايد حالة العداء الرسمي المعلن من أكثر من نظام في المنطقة ورغبة التدخل في الشأن العراقي الذي قد يكون من علامات المرحلة المقبلة في سياق التوازنات الاقليمية ومحاولة اطراف المحورين المتصارعين في المنطقة الضغط على بعضهما البعض حتى ولو كان عبر الايذاء بالانابة.
التطورات الامنية الخطيرة تجري بمعزل تماما عن الاهتمام السياسي، فالقيادات منشغلة بأشياء كثيرة أو انها احيانا مبتعدة عن اي انشغال جدي، لكنها في النهاية مجمعة على تجاهل المخاطر الامنية المحدقة بالعراق، داخليا وخارجيا، باستثناء رواد الفتنة والتطرف الذين يعتبرون التدهور الامني فرصتهم الكبرى لتغيير قواعد اللعبة في العراق، وهؤلاء لايترددون في تهويل الاخبار ونسج الحكايات المصطنعة وممارسة التحريض والشحن وكل ذلك طبعا في سياق مناخ طائفي مستعر.
القادة في العراق تتقاسمهم مشاعر متضاربة، صحيح ان هناك قلق مشترك من انهيار المعبد وخسارة كل شيء لكن في عقل كل واحد منهم تنمو أمنية قديمة، هي أن يكون الناجي الوحيد بعد الخراب وبالتالي يكون الوريث الوحيد الذي يجني أرباح المعركة أو مخلفاتها، وهكذا مشاعر تؤدي الى مواقف سلبية عمادها الانتظار لما ستنجلي عنه المعركة رغم الضجيج الكثير عن الوحدة والتماسك والتصدي لمثيري الفرقة والفتنة والابتعاد عن المحاور المتصادمة في المنطقة.
في العراق قلق شعبي حقيقي مما يجري يصل أحيانا الى حد الارتباك، والمنهج الرسمي في التعامل مع الاحداث الامنية الخطيرة والقائم على التجاهل أو التقليل من أهمية الخروقات، قد يكون مريحا في التخفيف من الضغط على القيادات السياسية وإحاطة النفس بوهم الامن والطمأنينة لكنه منهج ذا نتائج تدميرية لانه يقلص القدرة على الشعور ببلوغ مرحلة الخطر التي بلغناها فعليا في العراق منذ شهر تموز الماضي وفقا للاحصائيات الرسمية التي توثق أعداد ضحايا العنف، حيث سجلت البلاد عودة أمنية الى عام 2010.
لقد شهدت منطقة الشرق الاوسط الكثير من الانظمة التي تستهزئ بالخطر وتستهين بخصومها وتعتبر تجاهلهم هو الاحل المثل، لكن النهايات كانت موجعة ففي غفلة من الزمن حطم الخصوم الابواب وتسوروا الجدران واستولوا على خزائن القادة حتى المهرب منها الى الخارج، كانت النهايات موجعة الى درجة تستحق من القادة في العراق التنبه إليها والاستفادة منها، واذا كانت هذه القيادات لاتستشعر بالخطر من حملات جمع الاسلحة واقتحام مقرات للجيش واغتيال القادة الامنيين فمتى ستشعر؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص