الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرض السورية تلد بعد عقم!

فلورنس غزلان

2012 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الأرض السورية تلد بعد عقم:ــ
حمل رحم الأرض السورية سفاحاً بالقهر والظلم والعسف...ولد أجيالاً تأكل وتنام وتتناسل وهي مُغَيَّبة عن الحياة إلى أن جاءها الحيض مرة واحدة بعد سن اليأس ..فاستعادت شبابها وحلمت كما العذراء بمسيح ينقذ أولادها..ويخيط كل فتوق الولادات القيصرية الماضية...يعيد لأمومتها..حساً مختلفاً...لأن من بنى فيها بعد هذا العمر.. كان حباً جديداً...هائماً في سهوب تركت بوراً أعواماً عديدة، تائهاً كما تاه بنو إسرائيل أربعين حولاً ونيف..غضب إلهي ولعنة أرضية لاحقت أرحام نسائنا وأرضنا....وفجأة وكامرأة زكريا بشرها الرب بعد عقم طويل بولد سماه " آزاد، حرية، ليبرتي، فريدوم...الخ" مسيحها المنتظر يكبر وينطق ويمشي ويقاتل...يشد على فرس أبيه العرجاء ويدق بحوافرها أعتاب الطغاة...يفتح أمام عينيها سجلات السلالة السورية الآرامية، ـ التي أراد البعث لها أن تندثرـ..فجأة خفقت القلوب المرتعشة واتكأت على أوجاعها الطويلة لترش على جراحها ملحاً وتنتفض من رماد النار...محلقة في فضاء ومحيط يعيش جنائزه ويجتر هزائمه ..ولايرى في عالمه سوى الدنانير تفتح الأبواب والأسواق ، تطلق الأبواق وتمنح النعوت الكبيرة ..حتى لو خلت من المعنى...فوهم العظمة يكفي ويفيض عن الحاجة..لكن صوت الصهيل وصداه الخارج من أودية الشام لعلع في الكون أثار غباراً وأنذر بخطر يُعيد لرحى التاريخ دورة نسيت فيها بوصلة الشرق منذ عقود وعصور خلت..وهذا لايتناسب وترتيبات المراكب والأحمال التجارية العابرة للقارات أو المارة بمسارح أجندات العم سام وأبناء فارس وعثمان...والمتقاطعة مع سلاطين النفط من أخوتنا العربان، والمتناغمة مع أحفاد صموئيل وصهيون!!، ودون أن ننسى ورثةَ ستالين وماوتسي تونغ ومنتجي القهوة وهز الخصور من تجار العبيد في أدغال برازيليا وفنزويلا..وعراقستان ، كله ينسجم ويتعافى حين تكبر مساحة موتنا..فيصول ويجول سلاح نصر الله ويهدد بإبادة سوريا ولبنان..لأن وجوده منذور لحلم الفقيه بجمهورية إسلامية تمتد أطرافها من الأبيض حتى الأحمر والخليج وعربستان.. فما العمل وقد انفتحت عليهم حِمم ينسبونها للجحيم والشيطان؟!...فراحت عقول المندوبين الساميين المنتشرين في بقاع الأرض من الشرق حتى أقاصي الغرب تضرب على موسيقى الصداقة وحقوق الإنسان! ترسل الوفود ..من أصحاب القدود التي تعرف الهز والحسم ورسم الحدود..وكلها نائم في العسل متناسي موت أصحاب الأخدود..تمر فوق جثثنا شفرات الذبح وتنهال الأتربة فوق رؤوسنا ..وأبو جهل يلطم الخدود فوق شاشات التلفزة ..وعلى قرع طبول ابن الأسد يختال متبختراً بأنه السيد..مبدع الإصلاحات والمبشر بإقامة الدويلات وبناء السدود بين الأخ وأخيه ...بين الجار والصديق..بين مسيحي ومسلم ..بين سمعولي ودرزي...فهَمُهه ينحصر بالبقاء رئيساً لوطنٍ يعمل على مسحه من خارطة الأرض السورية، ومن كتب الآلهة قبل المسيح وبعده...قبل تاريخ اسماعيل وداوود..
عليكم السلام يا أهل الشام..فقد قمتم ..فلا تراجعوا..لاتدعوا مراكبكم تعود...البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس والله لكم سوى الموت أو الحياة والنصر الموعود.
ــ باريس 2/9/2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني