الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقامة الدمشقية

فيحاء السامرائي

2012 / 9 / 3
كتابات ساخرة


المقامة الدمشقية 1/3
حدثني مظلوم ابن متعوس التعباني، عن أزمان طاف بها في دمشق الحدائق والحرائق، فصرت أروي له من ذاكرتي، عن أيام حللت فيها وحقائق، حتى خنقتني العبرات وأثقلت صدري الحسرات، وأفضتُ بشرح مبين من عام خمسة وسبعين
1975
دمشق، شامة الدنيا ومدينة الياسمين، أعرق مدينة حضرية تقترن بذاكرة البشرية، أشجار غوطة نضيرة زكيّة، وشاح أخضر لعروس"صبيّة نبية"، بردى وقاسيون وربوة عليّة، متّة وميرامية وحواضر عصرونية، نمّورة وحلاوة جبنة ونابلسية، قدود هيفاء شامية وحلبية، ربات وجوه صبوحة أسيلة نديّة...وسائحة عراقية مبهورة بلطافة ولباقة سورية، المرجى والسروجية وسوق الحميدية و...يعمّ ذعر ولغط مفاجئ لنزول دورية، يجري باعة متجولون الى حواري خلفية، ويهبّ إعصار من شوارب وأحقاد وسباب، رجال سلطة زعران وسرسرية، تقلب عصيّهم صواني حلوى وألعاب، تدوسها أقدام وقسوة غير آدمية، وفي ركن قريب ترتعد فريصة بائع غير شاري، يقايضه رجل أمن على حرية وكرامة بمصاري، ويا مال الجيب يلاّ يمالي، طال الظلام ياحلوة تعالي.
1979
أحياء وقصور منيفة بهيّة، سيارات ومطاعم عصرية، محظورة عن آكلي حمّص وفلافل وساكني عشوائية، أطفال وأحداث بملابس طلائعية، وجوه صفراء ودود وسوء تغذية، مخيمات وفصائل فلسطينية...خطى وملامح تائهة لوجوه عراقية، غد مجهول وعيشة غير مرْضية، لا بقعة تأويهم لا كرامة لا هوية، فرع أمن لشؤون عراقيين وقيادة قُطْرية...ويا أخوة يا عرب، سمّعونا عراضة دمشقية: آويها...البعس حزب وحدة وحرية، آويها...بالروح بالدم نفديك يا قومية، آويها...وحافز راعي وقائد الامة العربية، آويها...يحرّر جولانّا من الصهيونية...لللللللش... وعيش يكديش، لينبت الحشيش.
1984
على وجهها ندب وآثار بربرية، من أجلاف سرايا دفاع دموية، ذاكرة وجع وجروح حموية، مخابرات ومقرات أمن سريّة، ربطات خبز تأكل رواتب شهرية، والمدرّس وائل، يبيع البطيخ عصراً، وليلاً، يعمل سائقاً بأجرة يومية، عراقيون يتسكعون في منفى وحارات دمشقية، تُعصر جهودهم في جني زيتون أو فواكه حمضية، في السيدة زينب، مهجّرون بأحوال مأساوية، يصلحون لأمثال شاميّة "طلعنا من الدلف لتحت المزراب"( يا خطيّة)، في الحجّيرة أم حسين الحجيّة، تخفي وجهها وتبيع أكلة شعبية، تعيل ثلاث أطفال وصبية...معارضون أحرار في زنازين تحتأرضية، وفي الحجر الأسود حي المساكن الشعبية، يتعفن أحياء أموات خارج ضمير البشرية، والكل يتاجر بالقضية، والتهريب شغاّل، وحيّوا الشام يارجال، والشام ميّة الميّة.
1988
واجهات محلات دمشقية زاهية، يتأملها أطفال عراة حافية، جلود فوق بطون خاوية، هذا وحده مدعاة لكفر دون أسباب وافية، وحكم على عدالة عادل أو طاغية، دون رجوع الى أحزاب وسياسة وثرثرة (فاضية)، والى أديان ورسالة أمةّ ماضية، تلك هي رذيلة أمّة قاضية...
باطل، كل نظام حاكم لبلد، يجوع ويُحرم أطفال على أرضه
باطل كل نظام حاكم لبلد، يستخدم صفعات وصعقات لإخماد صوت معارض أو رأي آخر مختلف
باطل وعارعلى الانسانية، قمع شعوب وإذلال بشر وتركيع ناس
باطل وطن "تعرق فيه ناس بحثاً عن رغيف ولبس، وتعرق فيه ناس من تخمة ورقص ولعبة تنس".
فيحاء السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال