الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الاستجمار...!؟

جهاد نصره

2012 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


صار بالإمكان تشبيه تظريطات بعض كتاب ( الربيع ) السوري بترهات الفقهاء والمشايخ على اختلاف تموضعاتهم الدينية والمذهبية..! لقد انتظر السوريون طويلاً فداهمهم ربيع من خارج الفصول وروده لحى ويافطات سوداء وكتائب تجيد سفك الدماء بكل الطرق التي شرعَّها دين السماحة حتى بات بعض السوريين يجاهرون بخجلهم وعارهم بعد أن عاينوا كماً من الدعارة الثقافية والمعرفية لم يسبق أن أنتجته أية معارضة أو معارضين في التاريخ السياسي الحديث...!؟
وإن كان الفقهاء والدعاة أفلحوا في تعمية جمهور المتدينين فإن منظِّري ومثقفي الاستجمار السياسي نجحوا بجدارة في كشف المستور من أحوالهم وحالاتهم حتى أن بعضهم بدا وكأنه يكتب عن مجتمع آخر وبلاد أخرى و( ثوار ) آخرين..!؟
على سبيل المثال يرفض جهابذة هيئة التنسيق التدخل الخارجي في الوقت الذي يمنحون فيه الشرعية لما يسمى بالجيش الحر ( نستثني هيثم المناع ) وهذا اللاجيش بعلم الذين لا علم عندهم مجرَّد أداة شكلَّها وأدارها ولا يزال الخارج الإقليمي والدولي فهل يمكن تصور أن يكون مثل هؤلاء الجهابذة رجال دولة المستقبل...؟
وحين يكتب فقيه المنبر الديمقراطي السوري عن الدولة الحديثة التعددية الديمقراطية التي يريدها متجاهلاً أوغافلاً عن ميزان القوى على الأرض ويشرح في جريدة السفير مواصفاتها مدغدغا بأوهامه أحلام السوريين الذين يرون بأم عيونهم سيطرة التنظيمات الجهادية التكفيرية على الأرض فبأي خانة يمكن أن توضع تخريفات هذا الفقيه المتقلب المتفذلك...!؟
وحين يجترح بعض الذين ثبت انتفاء نضجهم السياسي بالرغم من طول تجربتهم وكثرة معاركهم الخاسرة وتحالفاتهم الفاشلة طريقاً سلمياً آمناً للخروج من الأزمة لتبدو قفزة خلّبية من فوق حقائق مكونات وبنى ومراتب المتحاربين وكأن المسألة مجرَّد صراع سياسي محتدم بين قوى وأحزاب وسلطة في حين أنه تندلع حرب حقيقية بين الجيش الوطني السوري وكتائب وتنظيمات مسلحة بغالبيتها دينية وهي أذرع إقليمية ودولية فكيف يستقيم الحديث عن مخارج سلمية من دون القول بضرورة حسم المعركة أولاً والتي بات مستقبل سورية والسوريين يتوقف على نتائجها وما ستسفر عنه من تغيرات ومعطيات لا يمكن احتسابها مسبقاً...!؟
هذه حال بعض النخب السياسية والفكرية والثقافية والفنية وهي كما هو حال المجتمع السوري نتاج خمسة عقود من الاستبداد البعثي الأمني المافيوي وهي أحوال تنبئ بأزمة مستدامة بما يعني أنه من غير الممكن أن ينتج الحوار المفترض والذي يجري الحديث عنه ليلاً نهاراً أكثر من تأجيل مؤقت لمفاعيل الأزمة ذلك لأن الحل الناجز يكمن في مكان آخر هناك حيث البيئة الاجتماعية التي كشفت عن هول الفشل النهضوي البعثي كما فشل منظومته الفكرية..! لقد هزم حزب البعث الذي انشغل بذاته لذاته تاركاَ المجتمع وقضايا ثقافته وتعليمه ونهضته بين ايدي الفقهاء والمشايخ الرسميين فكانوا معبراً آمناً لتطييف المجتمع، ووهبنته، وعرعرته راهناً...!؟
ثم لقد حظي السوريين بكوكبة من الكتاب والمنظِّرين الذين يجيدون تعداد موبقات السلطة التي يعرفها الصغير قبل الكبير لكن حين يتعلق الأمر بموبقات (الثوار) المجاهدين الجهلة فإنهم يغدون طرشان عميان حالهم كحال فقهاء الاستنجاء والاستجمار المعاصرين الذين يشددون على ضرورة التقيد الحرفي الكامل بسنة ـ محمد ـ باعتبارها كاملة الصلاحية في كل زمان ومكان لكنهم على حين غرة أفتوا بجواز استعمال المحارم الورقية عوضاً عن الأحجار التي كان يستعملها نبيهم..! عن سلمان رضي الله عنه قال: ( نهانا رسول الله صلعم أن نستجمر بأقل من ثلاثة أحجار).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح