الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية..والحاجة الى المبادرات الواقعية

جمال الهنداوي

2012 / 9 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما زال العراق,وهو البلد الذي استل حديثا من هاوية العتمة الداكنة التي عاشها في ظل تعاقب الانظمة المستبدة على كاهله,يتلمس خطاه نحو تأسيس النظام الديمقراطي الحر التعددي الذي يحرص فيه على تطبيق الحريات العامة,ولا سيما الحريات السياسية فكرا واعتناقا ودعوة وترويجا فيما لا يعد الاختلاف فيه استثناءً, ولا يحسب الخوض فيه من المحرمات,والذي يكون فيه التناقض-افتراضا- نوعا من القوة الداعمة لمبدأ فصل السلطات ضمن المناخ التعاضدي الشفاف المحكوم بآليات دستورية مقننة بوضوح ومعبرة عن اولويات الشعب ونابعة من سياقات المنظومة الفكرية والاجتماعية للامة..
وبالرغم من كون الديمقراطية تتيح لجميع المتصدين للشأن السياسي وحق الاختلاف والمراقبة والاعتراض والمساءلة..ولكننا نجرؤ على القول ان كل هذا الاسراف في اشعال الحرائق السياسية واختلاق الازمات والتصعيد في المواقف الذي نشهده في الراهن المعاش من ايام العملية السياسية لا يعد من التقاليد المرعية في الانظمة الديمقراطية بشئ..ولا يرتقي الى ادنى مستوى من القيم الاخلاقية والروحية التي تدعو لها الديانات السماوية السمحة والتي تتكئ على تجذرها في الذات العراقية الكثير من الرموز والقوى السياسية المتصدية للشأن الانتخابي..
لا يمكننا ان نعد الاختلاف السياسي اجتهادا,ولا بدعة,بل هو في صميم اي عملية سياسية تتخذ من التعددية والتنوع اسلوبا للتداولية السلمية للسلطة,ان لم يكن من ضرورات ترصين الحراك السياسي وادارة التنوع الفكري والعقائدي للمنظومات المجتمعية الانسانية..ولكن الخلاف في المنطلقات الفكرية والعقائدية وفي وجهات النظر تجاه القضايا السياسية.حتى ما يمكن ان يصل لمستوى الازمات يجب ان لا يصل الى حد الدفع باتجاه الخلاف المؤدي الى التقاطع مع انجازات العملية السياسية التي تحققت بسواعد ابناء العراق البررة الشرفاء المخلصين,ويجب ان لا تكون الرغبة في التموضع على قمة الخارطة السياسية العراقية في مدياتها العليا مبررا لنكئ جراح الشعب ووأد نضالاته وتضحياته الكبرى على مذبح الحرية والتقدم والنماء ..
لا جدال في وجود حالة من الاختلاف المنهجي والتقاطع السياسي الحاد بين القوى السياسية العراقية,ولا خلاف في مفصلية هذه الفترة الحرجة الممهدة لمرحلة ينظر اليها ,وعلى نطاق واسع,كنقطة تحول حتمية في تاريخ العراق والمنطقة.. لا ضير ولا غضاضة في ذلك,لا سيما مع التباين الكبير في توجهات تلك القوى ومنطلقاتها الفكرية,وكون الاختلاف من اشتراطات وطبيعة الممارسات التي تتعلق بالشأن الوطني العام,ولكن محاولة استدراج الدعم الشعبي يكون من خلال طرح المبادرات الواقعية والمتماسكة والمدعومة بسجل من الاداء السياسي المطمئن والمتمتع بالمصداقية والواعد بالمزيد من الشفافية والادارة الحكيمة لموارد الشعب وثرواته..وليس عن طريق النيل المتشفي القادح بالمنجز الحضاري والامني والذي دفع الشعب ثمنه فادحا من ارواحه ودمائه ومقدراته وثرواته الوطنية,ولا من خلال ادخال البلاد في متواليات متناسلة من الازمات.
ان الشعب العراقي..والذي اثبت تمسكه بحقه في الحياة والمصر على ترسيخ العملية السياسية وآلياتها الدستورية ..والذي تجاوز (وعيا وايمانا) القوى والاحزاب الناشطة على المشهد السياسي العراقي,اختار الى غير رجعة طريق التحرر والتعددية والشرعية والالتفاف حول الدستور والقانون والوحدة الوطنية,وهو مصمم على الذهاب في الديمقراطية الى منتهاها دون ان ينظر للخلف غير آبه بقوى التخلف التي تنشد اعادة عقارب الساعة الى الوراء.,ولن يلدغ من جحر الديكتاتورية مرة اخرى,ولن ينسى او يغفر لمن يرقص على آلامه ودمائه وشظايا عظامه المتناثرة على ارصفة الشوارع المحترقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ