الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الصمت المريب!!!

احمد علي

2005 / 2 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ولأن الجميع صمت صمت القبور، لمحاولة اغتيال فوزي شنكال، أحد كوادر الوفاق الديمقراطي السوري، والتي جرت بالقرب من ديريك (( المالكية)) ،في 18/12/2004 ، تابع القتلة مخططهم ونجحوا هذه المرة في اغتيال الشهيد كمال شاهين ، المنسق العام للوفاق ، وسيستمرون فيه ما زال الصمت سيد الموقف .
الصمت عن إدانة جريمة قتل انسان، جريمة بحد ذاتها ، فما بالك إذا كان القتل بدافع سياسي ، وليس بأي دافع آخر. وعندما يكون الشهيد صاحب مشروع سياسي ديمقراطي ينبذ العنف أساسا، لتجربة مريرة مع العنف ذاته. تكون الجريمة اكبر ، ويكون الصمت اكثر إجراما.
الصمت الذي يقابل به اغتيال كوادر الوفاق، إدانة للجميع، لكل كردي سوري ، للحركة الكردية السورية، للمثقفين الكرد، الذين سطروا مئات البيانات لمناسبة، لا تقارن بأي شكل من الاشكال مع هذا الدم المراق.
هذا الصمت إدانة لنا جميعا. لأن الصمت جريمة ، ولأن الوفاق، مشروع سياسي سلمي نابذ للعنف عن تجربة وليس ادعاء، وهو كذلك حتى بعد الجريمة، انه مشروع رغم حداثته ، لكنه ناضج إلى حدود بعيدة. فأن يكتب الوفاق في بيان نعي الشهيد بدل دعوات الثأر والانتقام، أن يكتب : نرفض أن ننجر إلى متاهات التصفيات الجسدية التي يراد لنا أن ننجر إليها.....ونطالب حكومة إقليم كردستان ... بضرورة إجراء تحقيق شفاف وعادل ومعاقبة المجرمين علنا..... ونعاهد شعبنا الكردي في سوريا على التمسك برؤيتنا الديمقراطية وبذات الاسلوب السياسي المنافي للعنف والقمع ...
ولأن هذا هو موقفهم بعد الجريمة ، فانه موقف يستحق التحية والتقدير ، لأناس يصرون أن لا يضيعوا الاتجاه الصحيح ، رغم الألم المضاعف ، ألم جريمة الاغتيال وألم جريمة الصمت.
هل الدم الكردي مباح إذا كان القاتل كردياً؟!.
سؤال برسم الأحزاب الكردية في سوريا.
سؤال برسم الكتاب والمثقفين الكرد فرداً فرداً .
سؤال برسم كل كردي سوري.
الوفاق مشروع سياسي خارج من نار التجربة، وحريق المعاناة، وآهات الضحايا، برؤية سياسية واضحه، تحاول ان تضع نفسها في خدمة مجتمعها، ولا تفرط بدماء آلاف الشهداء والضحايا ،الذين سقطوا في الدروب والمسالك الخاطئة ..إنها طاقة لابد أن تلتفت لها وتحتضنها الحركة الكردية، والشعب الكردي في سوريا.

تخطأ الحركة الكردية حين تعتبر إن الأمر لا يعنيها، وتخطأ اكثر حين تعتبره صراعاً بين أجنحة ال
Pkk
الوفاق لم يقدم نفسه مشروعاً، ضد pkk على الساحة الكردية في تركيا ، فقط هو تعلم من قسوة التجربة ، من الثمن الغالي ، درسا كبيراً الا وهو : لكم ساحتكم ولن نتدخل فيها، ولنا ساحتنا وليكن الصراع الديمقراطي حكماً بيننا فيها. ولأنهم كذلك ، ولأنهم يعلمون بأن شعبهم الكردي في سوريا يحتاجهم اكثر من أي وقت مضى، فكان لا بد للقتل أن يبدأ مساره فيهم .
يخطأ المثقفون الكرد حين يصمتون عن إهدار الدم الكردي ، لأن القاتل هو الآخر كرديا، ولو بالاسم ، كاشفين عن بؤسهم وخوائهم، وعن حبل الصرة الذي ما يزال يربط الكثير منهم بالماضي التليد.
عزائي لكم في الوفاق، وأسفي لأني لا اعرف أي واحد منكم ، ليكون عزائي هكذا عبر السطور، وعزائي لعفرين ولحاج خليل. وإدانتي للمجرمين القتلة ولكل الصامتين.
ومرة أخيرة ، الصمت جريمة .

المانيا 21/2/2005 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس