الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومراحل الحكم / 3

هادي حسين الموسوي

2012 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت فترة حكم الزعيم عبد الكريم (14تمز1958-- 8شباط 1963) صراعا مريرا وداميا بين جبهتين سياسيتين برزتا بعد الثورة.... الاولى يسارية يتصدرها الحزب الشيوعي العراقي وكل التوجهات اليسارية ........... الثانية قوميه ممثلة بحزب البعث والقوى القومية .......... هاتان الجبهتان اضرتا ضررا كبيرا بالثورة الفتية . حيث تخندقت كل جبهة واربكت تقدم العراق الذي كان يحلم به عبد الكريم ..........الشيوعيون احاطوا بالزعيم وقدسوه اعلاميا وجماهيريا ....... فتأججت في قلوب القوميين الحمية العربية ..... جبهة تنادي بعراق ديموقاطي يحيا فيه العرب والاكراد والتركمان والاقليات على مسافة واحدة في الحقوق والواجبات ... وجبهة تنادي بعروبة العراق وضرورة الوحدة مع شقيقتيه مصر وسوريا بزعامة جمال عبد الناصر وشمول العرب بخيرات العراق ........ والهب الاعلام المصري مشاعر الكره ضد الزعيم .... فجرت محاولة اغتياله من قبل القوميين في شارع الرشيد ببغداد فاصيب قاسم بيده ... فانتهزها الشيوعيون فرصة لسب ومحاربة القوميين ... وفي الموصل حدث انقلاب عبد الوهاب الشواف 1959 ... ورافقت تلك الفتره الكثير من الفتن والاضطرابات مثل : قطار السلام ....... ومجزرة الموصل كما سميت في حينها واحداث كركوك ...
قبل ذلك عبد الكريم اختلف مع عبد السلام عارف حول قومية الثورة او وطنيتها ....... عارف قومي ... قاسم وطني ... ولكل منهما جمهوره ... توسع الاختلاف واقيل عارف من منصبه وبعدها حوكم بتهمة اغتيال الزعيم . ثم عفا عنه قاسم... فاصبح العراق لعبة الاحزاب الناصرية والشيوعية والوطنية .. وتعثرت الديموقراطية اذ لم تكن هناك انتخابات ....... بل مجلس للسيادة برئاسة نجيب الربيعي ........ وهو مجلس فاقد الفاعلية لان الادارة بيد الزعيم قاسم ...الذي كان رئيسا للوزراء ..... كان قاسم يحمل فكرا عسكريا يؤمن بالقيادة وكان لا يراها الا له فهو مفجر الثورة وعبد الرحمن كان ضابطا تحت امرته ... في حين اعلن عارف في خطبه بالمدن العراقية انه مفجر الثورة .........
في اواخر حكمه ابعد الزعيم كل اليساريين من حوله ونحا منحى تقرب فيه للقوميين واكد انتماء العراق لوطنه الاكبر ..... لكن ذلك لم يجدي الضباط البعثيين ........... وتحركوا بدباباتهم نحو معقل الزعيم بوزارة الدفاع وحامت طائرة حربية ....... واعلنوها ثورة لم يستطع الحزب الشيوعي من التصدي لها ... واستسلم لهم قاسم وقتلوه في دار الاذاعة العراقية بالصالحيه لكنه مات مرفوع الراس لانه لم يحاكم ولم يتوسل الى رفاقه بالسلاح ان يعفو عنه ... كان مقتله اول النذر لانحدار العراق الى مهاوي الفوضى والضياع ... كان صباح يوم الجمعه الثامن من شباط / الرابع عشر من شهر رمضان المبارك بداية رحلة العراق نحو الفوضى والتمزق.......... حيث بدأ البعث في ادارة العراق ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟