الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جداً الدب والكرم

فايز مشعل تمو

2012 / 9 / 4
الادب والفن


الدب والكرّم

كان هناك مزرعة وكانت تحوي على الكثير من الأشجار والأزهار، وهذه المزرعة كان لها أحد عشر حارساً، وكانت تشتهر بجودة العسل المستخرج من رحيق أزهارها، حيث كان الحراس يعاملون النحل المنتج للعسل بأقسى العقوبات ويسخرونهم للعمل ليل نهار، وحتى جاءت اللحظة التي اجتمع فيها النحل وأنقض على الحراس ولقنهم قرصً لن ينسى، ففقد الحراس عقولهم غضباً من تصرفات النحل، وقرروا عدم السكوت على مثل هكذا أفعال، فعقدوا اجتماعاً استثنائياً، وشرعوا بتطبيق مقررات الاجتماع التاريخي، فكانت نتائجه واضحة بعد تدمير جميع الأزهار بما فيها تلك المتساقطة والذابلة،بهدف الضغط على النحل والنيل منه، ولكن النحل أسرع إلى الأشجار وصار يتغذى منها، طبعا هذا التصرف من قبل النحل حتم عقد اجتماع طارئ للحراس، فتناقشوا وتداولوا الموضوع من كافة الجوانب، حيث رأى احدهم ضرورة قطع جميع الأشجار، ورأى آخر الإسراع بتسميم النحل بالمبيدات الحشرية والتخلص منها، ولكن رحب الجميع بالفكرة التي طرحها أكثرهم ذكاء.
اولا اصدار بيان تنديد واستنكار لتصرفات النحل، وثانيا إحضار الدب الكبير إلى المزرعة حيث سيعيش بين الأشجار، وبما أن الدب يحب العسل، والنحل يكره الدببة، إذا ستكون حرباً بين الدب والنحل،أما نحن، نقف موقف المتفرج.
وهذا ما تم فعلاً حيث تم التعاقد مع الدب على أساس التخلص من النحل مقابل العيش في المزرعة، بدلاً من الجبال والبراري.
ومنذ اليوم الأول استطاع الدب تحطيم إحدى خلايا النحل بضربة واحدة من مخالبه، فصفق له الحراس كثيراً فرحين بنجاح فكرتهم، فما كان على النحل سوى الارتفاع بخلاياه وبنائها على أغصان الأشجار بحيث تكون بعيدة عن متناول يد الدب، ولهذا السبب أمضى الدب عدة أيام بدون طعام.
لم يفكر الدب كثيراً عندما انقض على الحراس مطالباً إياهم بإطعامه، لكنهم عارضوه بحجة إن إطعامه ليس ضمن الاتفاق الموقع بينهم، ولكن الدب أطلق صرخة، غاضبة،رافضة ووصف الاتفاق بأنه حبر على ورق.
ومنذ ذلك الوقت والدب يعيش في نفس الغرفة مع الحراس الأحد عشر، حيث لم يقتصر الأمر على الأكل بل أصبح في كل ليلة ينكح أحد الحراس، أما النحل ظل يعيش على الأشجار، عاليا ويشمت كل يوم من الحراس، وأن ما يجري معهم هو جزاء من يجلب الدب إلى كرمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل