الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن هو الحل

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2005 / 2 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


- تبدو قضية الأمن معضلة حقيقية للحكومة العراقية الحالية ، التي تقوم بتمشية الأمور بإنتظار تشكيل الحكومة المقبلة . وهذه المعضلة ستظل قائمة لتواجه الحكومة الجديدة ، ما لم يجر إعتماد سياسة ومنهج جديد ، يكون المواطن حجر الزاوية فيها .
- فبعد سقوط الصنم ، وتزايد اعمال الارهاب والتخريب ، صرح الكثير من الساسة ، من أعضاء مجلس الحكم ، بأن العلة تكمن في أن الأمن ليس بيد العراقيين ( يقصدون الحكومة وليس المواطنين ) ، وأن عدد منتسبي قوات الشرطة والحرس الوطني قليل . وبعد تسليم السلطة للحكومة في 30 حزيران 2004 ، ووفقا لما اعلن حينها ، تحولت مسؤولية الأمن الى (العراقيين) ، وعقد إتفاق مع قوات التحالف حول التنسيق في العمليات الكبرى ! كما إرتفع بإضطراد عدد قوات الجيش والشرطة ، ومن بينهم الكثير من منتسبي أجهزة النظام البائد ، الذين أعيدوا للخدمة في الأجهزة الجديدة بل وقيادتها ! وقطعت أوصال الشوارع بالمزيد من الكتل والحواجز الاسمنتية ، بصورة دائمة أو مؤقته ، وأعلن قانون السلامة الوطنية ، وجرى إقتحام عدد من الأحياء والمدن العراقية ، وتم تسيير دوريات في المدن ، وعلى طول خط الحدود ، واحيانا اغلاقها . فما هي النتيجة ؟ لا يزال الوضع على ماهو عليه إن لم يكن أسوأ ، حتى إن المواطن لا يأمن الدخول لشوارع وأحياء في مدينة بغداد العاصمة نفسها . فإلى متى تبقى المبادرة بيد الارهابيين فيضربوا متى شاؤا في وسط بغداد وبقية المدن ، في وضح النهار ، ثم يختفوا من دون أثر؟ وهل من المعقول أن تظل مسافة لا تتجاوز الكيلومترات المعدودة عصية على السيطرة حتى اصبحت تسمى ( مثلث الموت ) !؟ هل هم بهذه القدرة الخارقة على العمل ؟ ولماذا تبدو السلطة عاجزة عن وضع حد لأعمال العنف والقتل والإرهاب والتخريب ؟
- أن الحكومة في الدول الديمقراطية تستند في سياستها الامنية لمبدأ الحفاظ على أمن المواطن والمجتمع ، وتجسد هذه السياسة بإجراءات متنوعة وحقيقية يشعر بها المواطن ويساهم فيها . اما الانظمة الشمولية والمستبدة ، فعلى العكس من ذلك ترى ان المبدأ هو في الحفاظ على أمن الحاكم ، وبقاءه على كرسى الحكم ، وإن الخطر الأكبر يأتي من المواطن ، فتسخر كل امكانياتها لسحق هذا المواطن وتهميشه . وكان هذا حال المواطن العراقي في ظل نظام الطاغية المهزوم صدام .
- لقد انتظر العراقيون خيراَ واستبشروا بالحكومة التي جاءت على أنقاض النظام البائد ، إلا انها لم تقدم لهم غير زَبَدْ الوعود ، وتخبطت في الفوضى التي ساهمت فيها ، مع قوات التحالف ، وتوالت الأزمات واستمرت من دون حل ، وتفشى الفساد الاداري وخرج الى العلن ، وسعى كل طرف في الحكومة للحصول على أقصى قدر من المكاسب ، فأصبحت في وادٍ والمواطن الذي ظل مهمشاَ أعزلاَ ووحيداَ في مواجهة مجرمون لا يترددون في ارتكاب ابشع الجرائم وأكثرها دموية ، ومن دون أي اعتبار ، في وادٍ آخر . فكانت هذه هي الهوة التي سقطت فيها الحكومة ، ومهدت الارض للارهابيين ، ودفع المواطن ، ولا يزال ، ثمنها غالياَ .
- ولا يتوقع للحكومة القادمة ان تنجح في المواجهة مع الارهابيين ما لم تردم هذه الهوه ، وتعتمد رؤية أكثر نضجاً وواقعية ترى بأن مسؤولية بناء الوطن ومواجهة التحديات والمخاطر ، في كل بلدان العالم المتحضر ، تقع على عاتق الجميع ، المواطن ومنظمات المجتمع المدني والحكومة ، وغياب أي طرف يؤدي الى خلل في المواجهة . فلا يمكن للارهابيين ان ينفذوا جرائمهم ، مالم يلمسوا هذا الغياب والتغييب للشارع العراقي . وهم ليسوا بهذه القدرة على التحرك لو لم يجدوا من يغض الطرف عنهم ، أو يوفر لهم المستلزمات اللوجستية وبقية الخدمات اللازمة للعيش والعمل والاختفاء ، وإن كان رغم إرادته .
- ولابد للمسؤولين أن يغتنموا فرصة خروج المواطن وتحديه للارهابيين في 30 كانون الثاني/يناير ، فينطلقوا منها للأخذ بزمام المبادرة ، ويمنحوه المزيد من الثقة والمسؤولية . فهذا هو الحل ، الذي ينبغي ان يترجم ، على الارض ، بخطة تتضمن اجراءات ، ملموسة ، سياسية واقتصادية واجتماعية مترافقة مع خطة أمنية تبدأ بتطهير الأجهزة من أتباع النظام السابق والمجرمين المتعاونين مع الإرهابين . خطة تؤسس لعلاقة إيجابية جديدة بين المواطن والأجهزة الامنية ، وفي الصميم منها تشكيل ( لجان شعبية ضد الإرهاب) تساهم في حماية الشوارع والأحياء والمؤسسات ، بعيدا عن الاساليب القمعية لأجهزة النظام البائد وجلاوزته ، التي سخّرت للدفاع عن القائد الضرورة ! بل وفق ضوابط محددة تضمن عدم التجاوز على الناس والممتلكات ، وتمنح المواطن دورا في أن يحمي نفسه ويدافع عن حقه في الحياة ، وهذا بالطبع ... اذا الشعب يوماً أراد الحياة ... !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا