الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناقد العراقي بين ضبابية الفهم والتسرع في الحكم (قصيدة الى ولدي الجواهري للشاعرحسين القاصد)انموذجا

رؤى جعفر

2012 / 9 / 4
الادب والفن


الناقد العراقي بين ضبابية الفهم والتسرع في الحكم..{قصيدة إلى ولدي الجواهري للشاعر حسين القاصد } انموذجا : قد يستدعيك العنوان لأن تضع أصابعك في أذنيك عند سماعه لأول مرة أو قد تغمض عينيك متذمرا عندما تقرأه لأنك تشم من هذا العنوان عطر النرجسية التي يحملها شاعر القصيدة . نعم يحصل لك كل هذا عندما تكون ناقدا ضبابي الفهم ,متسرع الحكم ,مثلما حصل لنقادٍ كثر ممن تناولوا هذه القصيدة بالنقد وتحول بعضهم من ناقد إلى ناقم على القصيدة وشاعرها . ودارت إشكاليات كثيرة حول هذه القصيدة وكانت وما تزال مثار جدل كبير. بسبب الفهم الضبابي والعجلة في إطلاق الأحكام من قبل النقاد ,الذي أدى بهم إلى إطلاق أحكام سلبية على نصوص إبداعية غاية في الجمال والرونق. إذ نعاني في العراق وللأسف الشديد من أزمة النقد الموضوعي ,فالنقد عندنا منقسم على شطرين أما نقد مجامل يكون إلى جانب النص الإبداعي لأن الناقد صديق منتج النص أو تربطه علاقة ودية به بشكل من الأشكال .أو نقد عدائي نابع عن موقف سلبي مسبق من منتج النص .وقليلا ما نجد نقد وسط بين الاثنين وبالتالي يكون النقد موجه إلى المُنتِج بكسر التاء لا إلى المُنتَج بفتحها .وبين طغيان الذاتية في النقدـ والتي لا نريد تجاهلها تماما عند الحكم على النص الإبداعي بل نريد التقليل منها أو بالأحرى تحقيق التوازن بينها وبين الموضوعية ـ وبين ضبابية الفهم والتسرع في الحكم حصل الكثير من اللغط النقدي حول قصيدة {إلى ولدي الجواهري }هذه القصيدة التي تعتمد على عنصر المفاجأة الذي يحدثه العنوان إذ ينأى بنا بعيدا حال سماعه لنؤسس لقراءة نقدية ظالمة ومجحفة بحق النص وبحق منتجه ,إلى أن تتحقق المفاجأة الأكبر للقارئ الواعي حين يصل إلى البيت السادس من القصيدة والذي يعلن فيه الشاعر إن المتكلم هو العراق بقوله :{أنا عراقك يا ابني مر في جسدي .......} تتكشف جمالية النص وتتوضح إشعاعاته البهية ,فظاهرة استنطاق الجماد قديمة في الشعر العربي والحديث عن لسان الأزهار والمدن أيضا. لكن ما يحسب للقاصد التعامل مع هذه الظاهرة بروح العصر وهو ما اعتدنا عليه في الكثير من قصائده شكلا ومضمونا إذ منح القصيدة العمودية حياة جديدة لم تكن لتستساغ بدونها بعدما استحوذ ت قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر على الساحة الشعرية وسحبت الأذواق إلى جانبها ,فأعاد الشعر العمودي وأحياه من جديد بلغة شفيفة وكساء أخاذ يجبر المتلقي على تلقفه والانجذاب نحوه حتى لو كان من محبي الشعر الحر . ومما يحسب للقاصد توضيفاته وتضميناته الراقية إذ يضمن المعنى القرآني {علم بالقلم .....} في موضعين من قصيدته في البيت الخامس والبيت الثالث والعشرين {عن سر من علم الإنسان بالقلم } ,ولا ينسى من وجه العراق إليه خطابه أبا فرات الشاعر الجواهري ,فيخاطبه بخطاب الوالد المؤدب الذي ينادي ولده بكنيته أبا فرات : {أبا فراتي يا ابن النخل يا ولدي .....},هذا الخطاب الجميل الذي لاشك أن الجواهري لوكان حيا وسمعه لعاد فور انتهاء الشاعر من قراءة القصيدة .وأضاف الشاعر رونقا للقصيدة حين استعان بالجواهري واستعار منه ما نادى به دجلة {أم البساتين........} ولم يكن اختياره هذا عبثيا إنما هو ينم عن ذكاء معهود عرف به القاصد . وكثيرة هي تضميناته فتارة يضمن التراث الديني وتارة يستل من التاريخ صوره {من سورة الطف قرآنا من الديم} ,وأخرى نجده لايغادر موروثه الشعبي {يامهيوب .....} . لكن الخصيصة التي تميز بها القاصد دون غيره من الشعراء هي تمسكه بزمام اللغة وتطويعها في خدمة نصه كيفما يشاء إذ يوضف الكثير من المصطلحات اللغوية والنحوية في أغلب قصائده فضلا عن ظاهرة النحت التي تلحظ في شعره في أكثر من مناسبة ومنها ماجاء في القصيدة التي بين أ يدينا {تأمركت حين نام البحر عن حطمي } . بعد هذه القراءة أين يمكن أن نجد الإخفاق والركة في هذه القصيدة وأين تكمن نرجسية شاعرها ذلك الشاعر الذي صاغ عتبا محبب عن لسان محب والدٍ إلى ولده, العراق إلى الجواهري وما أ جمل العتب بين الأحبة نقول : وبكل موضوعية لسنا مدافعين عن شاعر القصيدة إنما هو دفاع عن الإبداع العراقي شعرا ونقدا فضبابية الفهم أساءت للإبداع العراقي وما زالت تسيء والأحكام الانفعالية المستعجلة أضعفت النقد العراقي والنموذج المتقدم ماهو إلا واحدا من مئات النصوص التي كانت ضحايا النقد اللاواعي .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي