الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجر مقرنص يا اخي حجر مقرنص

محمد الذهبي

2012 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حجر مقرنص يا اخي حجر مقرنص

كان جاهدا يلهث في الذهاب والرجعة، يناول الحجر المقرنص للاسطة في منطقة الكرادة خارج، قادني فضولي، بعد تكلس جسدي في مقعد ( الكية)، واضاف لي الجالس قربي هما مضافا فقد كان سمينا والقى بكتله اللحمية على جسدي النحيل والعليل، فصرخت من قرارة روحي... نازل، يدفعني فضولي والرجل الجالس قربي، وفكرت باني لم احظ يوما بجميلة تشاطرني مقعد الكية، وعدت بعدها الى قناعتي بان النساء في العراق صار يخيفهن الطريق، ولا يوجد ماكان قد درج عليه المجتمع، فالموظفات للخطوط، والطالبات لمدارسهن القريبة، ولم يعد يرتاد سيارات النقل سوى الرجال، اي ان الورود الحدائقية اختفت فاخفت معها الورود البشرية، المهم، وقفت الى جانب شجرة معمرة لاستظل بها من حرارة الشمس وفكرت بان اقتحم العامل الذي يجاهد في نقل هذا الحجر، وفعلا استطعت الدخول الى عوالمه وتجاذبت معه اطراف الحديث، فكان ان قال انه خبير بالحجر المقرنص لكثرة عمله فيه، فهو قد قلع ارصفة شارع السعدون لثلاثة مرات، واعاد رصفها ثانية وثالثة ورابعة، وهاهو قد وصل الكرادة خارج وهذه المرة في بدايتها بحجر يختلف، السابق كان احمر، والحالي هو رصاصي اللون ليتناسب مع الوان الشوارع ويقترب من التبليط، اردت ان اسأله: لماذا التبذير؟ وخفت ان ينقم علي ويقول لي : هذا حسد عيشة.
وكانت جريدة الغد قد نشرت في العدد 156 امس الاثنين خبرا مفاده ان اقالة امين بغداد تحكمها التحالفات السياسية، حيث تتبنى امانة بغداد مشاريع خدمية يتعلق معظمها بقلع واعادة رصف الطرق والارصفة ووضع اواني النباتات في الجزرات الوسطية، علما ان هذه النباتات لاتتلاءم مع الاجواء العراقية، واشارت الغد الى ان شوارع ابي نؤاس والسعدون والنضال قد شهدت حملات رفع الارصفة القديمة، على الرغم من عدم مرور اكثر من عام على اعادة اعمارها، وهذا ينطبق على الاسفلت ايضا، واضافت الغد ان سجالات تدور بشأن اقالة امين بغداد صابر العيساوي حيث تبنى النائب المستقل شيروان الوائلي عملية استجواب العيساوي منذ نهاية تشرين الثاني من العام الماضي، واتهم الوائلي امين بغداد بقضايا فساد اداري وسوء استخدام السلطة، وتعيين كبار الموظفين من اقاربه بشهادات مزورة وفساد مالي في العقود تجاوزت القوانين والشروط العامة.
الى هذا الامر قادني فضولي، لاطلع على الحجر المقرنص عن قرب، وكنت افكر في ان اخلد هذا الحجر في قصيدة، والعنوان الذي وضعته في الاعلى، هو مشروعي للقصيدة التي ستضارع قصيدة الجواهري يادجلة الخير، والتي خلد فيها الشاعر النهر العظيم، والتي قال فيها:
يادجلة الخير من كل الذي خبروا بلواي لم الف حتى من يواسيني
وتذكرت على لسان الجواهري بلوى الانسان العراقي المسكين الذي سلبه الحجر المقرنص مبالغ كبيرة اقتطعت من جلده، ومن ميزانيته التي يطمح ان يغير بها وجه بغداد كي تأخذ مكانها الطبيعي بين عواصم الامم الاخرى.
حملت افكاري وغادرت مكان العمل، وانا ابحث عن سيارة تقلني الى مكان عملي، حيث التقي هناك باخبار جديدة ربما تتجاوز اعمال الفساد فيها قضية الحجر المقرنص والنباتات المستوردة، والتي لاتلائم اجواء العراق، وانما اجبرت على العيش فيه تحت صفقات قامت بها امانة بغداد، لتسير اعمال الفساد وتبقى الديمقراطية سيفا بيد المفسدين والافاكين من الذين رأوا ان يقتطعوا حصتهم من العراق بناب وظفر، ويبقى فقراء العراق يتعالجون بالادوية من الدرجة الثالثة والرابعة، في حين ان صداعا بسيطا يدعو الى القلق لدى المسؤولين فيعالجونه في اميركا او بريطانيا، اما صداع الشعب المزمن فلا احد يضع الخطط والقوانين لعلاجه لان الشعب خارج نطاق التغطية كما يقولون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في هذا الموعد.. اجتماع بين بايدن ونتنياهو في واشنطن


.. مسؤولون سابقون: تواطؤ أميركي لا يمكن إنكاره مع إسرائيل بغزة




.. نائب الأمين العام لحزب الله: لإسرائيل أن تقرر ما تريد لكن يج


.. لماذا تشكل العبوات الناسفة بالضفة خطرًا على جيش الاحتلال؟




.. شبان يعيدون ترميم منازلهم المدمرة في غزة