الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضياع وإنتهاء، أم نجاة وبقاء؟

فلورنس غزلان

2012 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


أضع روحي وقلمي فوق دفتر ملقى بإهمال على طاولة الأيام المرتعشة..العارية ..من ثياب الحس البشري.. أيام تحمل كل الأخطاء وتهرب طريدة أمام جزار لايرحم ..لديه شهوة الذبح هوساً ، شبقاً يصل حد المرض..زفيره دماء وشهيقه موت ..كل الفضاءات تسدها الغيوم السود دون مطر..تسكنها الأشباح دون نهار..تنعق في خرائبها الغربان ..وتهجرها العصافير والسنونو...فلا مكان إلا للحرائق ورائحة الشواء البشري..أضيع بين القلم والورق..في زحمة أيام تطاولت وامتدت على مساحة روحي وغطت كيان الزمن الماضي والحاضر ..بعثت في قلبي رهبة تغرقني من أخمص القدم حتى قمة الرأس..تسحقني ..تشل قدرتي على التفكير الصائب..الأيام رجراجة لدرجة لانعرف مسير ريحها..لدرجة لا وميض ينبعث من ثناياها ولا نهاية في نفقها الطويل ..أعد خطواته فأجدها أكبر من كل الأرقام المتوقعة...لأن جبل التَحَمُل يغوص معي اليوم ويدخل في عمق سلسلة الموت..لاتسمع فيه سوى فحيح الأفاعي وغطرسة الذئاب وتسلل الثعالب...فلم يبق في حقولنا دجاج ولا في زرائبنا خراف...ولا في جرارنا زيت أو دقيق...فقد جاء الجراد الأسدي على كل الغلال...وقضى حتى على طين الجدران وسقوف البيوت الواطئة والمرتفعة...فقط ..لأنها ملكت الجرأة لرفضه ملهماً وريثاً ..إنما تحميه قطعان أخرى من ذئاب غريبة ربطت مصيرها بمصيره...فغيبوبتنا تمدهم بصحو التاريخ المندثر وبدماء زكية تعيد لهم ألق شباب ضاع على شطآن البحر والبر..

تلقي المصابيح الغريبة حممها المكتشفة حديثاً فقد استباحت حرمة أرضنا وجعلت منها حقلاً لتجارب أفخاخها..كي تستعيد مجد فارس والفقيه وأسلافه...فهل تخرس الدماء الآرامية بعد أن انتفضت من موتها؟ هل يمكن لوضاعة الموقف العربي وخذلان الموقف العالمي أن يُضعف قوة الطرق السورية؟ القضية لم تعد قوة إرادة وحزم وتصميم ، بل انحباس منفذ وانسداد أفق لاتريد له مفاتيح القرارات الأممية أن يدخل في خرم الباب المسؤول عن الذبح المستمر..إنها إذن وقفة في المكان..انحباس للرحيل أو الترحيل...إلى أن ينهي طرفاً على الطرف الآخر..أو أن ينتهي الوطن...
مع كل هذا الإحباط...مازال لدي بعض إيمان بالإنسان..بعض إيمان بابن الوطن ...بقدرته على اجتراح المعجزات..على الاقتحام وتعديل موازين القوى لصالح سوريا الوطن لكل أبنائه ...رغم مايُبيت له....فهلا يعقل العاقلون وتصحو نفوسهم فيبحثوا عن الممكن لديهم لايقاف حمام الدم وإنقاذ الوطن من جحيم الفناء؟.
ــ باريس 4/9/2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له