الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- اكبس- ..لفك الضغط على الحكومة

نورالدين المباركي

2012 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


" اكبس" ..لفك الضغط على الحكومة !!
نورالدين المباركي
أن تكون حملة " اكبس" (أي اضغط) ، مبادرة من داخل حركة النهضة أو من خارجها، ذلك أمر غير مهم ، المهم هو هل أن هذه المبادرة لدعم الحكومة أم للضغط عليها من أجل انجاز أهداف الثورة.
جاءت حملة " اكبس" في فترة تزايدت فيها الانتقادات لأداء الحكومة وخاصة ضعفها في التعاطي مع ملفات التنمية وكشف ملفات الفساد و فرض الأمن ، وربما أكثر هذه الانتقادات رمزية ما جاء على لسان رئيس الجمهورية ذاته الذي حذر من ثورة ثانية في مناسبة أولى و لمّح إلى خطورة هيمنة حركة النهضة على مفاصل الدولة في مناسبة ثانية.
و المتابع لأداء الحكومة يلاحظ أن أغلب الانتقادات الموجهة إليها ، لم تأت من فراغ ، فالوقائع الميدانية تؤكد أن هذا الأداء مازال لم يرتق إلى ما انتظره أبناء الجهات الفقيرة والمحرومة و شهداء وجرحى الثورة و إلى ما انتظره ضحايا الفساد ..الخ.
حاولت الحكومة في أكثر من مناسبة تبرير ضعف أدائها مرة بـ" الثورة المضادة" وبإرباك المعارضة لأدائها ، وأخرى بحجم الملفات التي ورثتها عن النظام السابق وأيضا عن الحكومة التي سبقتها( حكومة السيد الباجي القايد السبسي) ، وأحيانا بالقفز إلى الأمام والقول - رغم ذلك- أن الحكومة الحالية هي الأقوى في تاريخ تونس منذ الاستقلال ، دون أن تقدم ما يؤكد ذلك باستثناء أنها حكومة شرعية ومنتخبة.
ولا يبدو أن هذه التبريرات وجدتها صداها القوي لدى عموم الشارع في تونس ، فأبناء الجهات الداخلية المحرومة الذين لم يكفوا عن الاحتجاج رفضوا أن تفسر احتجاجاتهم بأنها من أفعال الثورة المضادة ، والمعارضة رفضت دائما أن يتم تفسير كل ما يحدث من حراك في الشارع بأنه مؤامرة منها لإسقاط الحكومة .
مثلت هذه العومل عناصر ضغط حقيقية على الحكومة ( بالتونسي نقول "كبسة" ) ، ثم أنضاف إليها عنصر آخر لا يقل أهمية ،هو اقتراب موعد 23 أكتوبر الذي تعتبر عديد الأطراف أنه موعد انتهاء الشرعية الانتخابية للحكومة حسب المرسوم الذي نظم انتخابات المجلس الوطني التأسيسي.
في هذا الإطار وفي هذا التوقيت جاءت حملة " اكبس" رافعة شعارات المحاسبة و التطهير وفتح ملفات الفساد ، وهي من الشعارات الرئيسية للثورة ولايمكن معارضتها ، إنما من المفروض دعمها و الانخراط فيها من المعارضة التي رفعت هذه الشعارات لمحاججة الحكومة.
لكن دائما بين الشعارات و الأفعال مساحة ، فشعارات المحاسبة و التطهير التي رفعتها حملة "اكبس" ، اثبت الأفعال ( وقفة الجمعة 31 أوت في العاصمة- وقفة السبت 1 سبتمبر في صفاقس) أنها في جانب منها لا تختلف عن التبريرات التي كانت تقدمها الحكومة من كونها عرضة للمؤامرة من المعارضة و من الثورة المضادة..بل أن عديد الشعارات التي رفعت في هذه التظاهرات كانت موجهة للمعارضة وتدعم الحكومة و حضور بعض المسؤولين الحكوميين ضمنها هو دليل قوي .
فهل الحكومة الشرعية في حاجة للانخراط في حملها تحثها على فتح ملفات الفساد ؟ وهل الحزب الحاكم ( حركة النهضة) في حاجة للنزول للشارع للضغط على الحكومة التي شكلتها؟
حملة " اكبس" قد تكون فكرتها تتماشى و أهداف الثورة ، لكن أدائها يشير أنها لدعم الحكومة و الضغط على الشارع ليدعمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس