الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبقت سوريا الجميع فتأخرت هذه الدورة

عمار طلال

2012 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كل نصف قرن، يدور التاريخ العربي حول محوره، مخلخلا ثوابت يئست شعوب الدول العربية من تزحزح كابوسها عن الصدور.
الدورة السابقة، ولنفترض تسمية واقعية لها، دورة الخمسينيات ابتدأت بسوريا مطلع الاربعينيات، وامتدت الى العراق نهاية الخمسينيات، طاوية بين بداية عقد ونهاية التالي عليه، دولا عربية مؤثرة في السياسة العالمية.
ولأن التاريخ محوري؛ فقد اعاد نفسه، ابتداءً بإسقاط صدام حسين في 9 نيسان 2003، جاعلا العراق اولا، بعد ان كان الاخير، في الدورة الاولى التي تصدرتها سوريا العام 1943.
وها هي الدورة تكتمل، باسقاط آخر المتمسكين بالكرسي على مضض، في سوريا، التي اعطوها ترتيبا أخيرا.. هذه المرة.
فقد قال الشاعر:
دارت على قلبي الرحى
لكأن في صمت الرحى
كان الطريق
خصرا وزنارا يضيق
حتى امحى.
فهل ستمحي الدول العربية.. واحدة واحدة، برعاية قطر، مثلما تأسست بالتتابع، ام يتاح لها ان تؤسس نفسها، من دون تدلخل للاجنبي على الاصيل؛ لاننا امة تبدأ من الصفر كلما خسرت قضية، من دون ان تستفيد من التجربة؛ اذ تسقط بالاخطاء نفسها.. مرة واخرى.
تخلخلنا فهل لدينا من العقول ما يؤهلنا لحسن التأسيس بعد عشرات الانتكاسات الفاصلة بين هزائم، نظراؤنا في الانسانية، يتحررون من ذواتهم منعتقين يسبحون في المطلق اللانهائي من الوجود، بينما العرب ما زالوا يتقاتلون: هل التشطف بعد التغوط باليد اليمنى ام اليسرى، والدخول الى المساجد بالقدم اليمنى ام القدم اليسرى ام حجلا بطبق القدمين معا.
ما احال الربيع خريفا اذ ولج رأس الثورات بذيلها، واستدارت (تتدهرب) سائبة من دون هدى، تسحق شعوب الدول التي تطيح بطغاتها، في معادلة غير قياسية لا تخضع لمنطق واقعي.
وها هو موسم الثورات الحالية، يبتدئ بالعراق ويختتم بسوريا بعد ان ابتدأت الدورة السابقة بسوريا واختتمت بالعراق.
ما يعني ان ارادة فائقة القوى تتحكم بمجريات السياسة وقدر الشعوب العربية، من خارج ارادتها، قوى عملاقة لا تعنى بنازلة في قرية نمل، والعرب بنظرها ليسوا اكثر من عقارب تعشوشب آبار النفط.
فهل العرب اكرم من عقرب على هامش ارض نفطية، ان لم تسحقه امريكا والعالم الغربي، لن تأمن اللدغات خلال استخراج النفط، وهذا سبب كافٍ بالاضافة الى اسباب اخرى، معظمها مفتعل، وبعضها يمت بصلة غير جدية الى الواقع!
وهكذا اطاحت القوى الكبرى، بطغاة ربطوا الدول الى ذواتهم، ما ان تهاووا حتى تهاوت الدول بشعوبها معهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد إقراره بالذنب.. القضاء الأمريكي يطلق سراح جوليان أسانج و


.. طفلان فلسطينيان يخرجان من بين نيران مدرسة قصفت من قبل الاحتل




.. غانتس: حماس فكرة لا يمكن تدميرها ولكن بإمكاننا القضاء على قد


.. أول مناظرة في فرنسا بين الكتل الانتخابية الرئيسية في خضم حمل




.. وساطة إماراتية تنجح بتبادل 180 أسيرا بين موسكو وكييف