الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{ موعدٌ ...... معه }

حسناء الرشيد

2012 / 9 / 5
الادب والفن


يستفزني اللونُ الأبيضُ للأوراق ....

ذلك الذي رغم صفائه الشديد ورقته ولكني أجدهُ حيادياً للغاية

فأنا ورغم حياديتي في بعض الأحيان ولكني لا أحبُ الحياد الذي يكونُ لهذه الدرجة

تستثيرُ مشاعري الأشياء الباهتة ... تُحرّضني للتحايل عليها ومحاولة إغراءها بتجديد نشاطها من جديد ...لا أن تظل ساكنةً على الدوام ومن دون إبداء حركة أشبهَ بمريضٍ يشارف

على الموت ملازماً للفراش وكأنهُ سيموتُ فعلاً إن غادره رغم أنه يعلم جيداً أن الموت يحيط به ويملأُ أجواءه أينما التفت ولكنه يصرّ على البقاء بلا حراك منتظراً ذلك الزائر الذي قد يأتي بين لحظةٍ وأخرى وقد يتأخرُ لسنوات ولكنه لا يملّ أبداً ويبقى هناك قابعاً في مكانه ....متناسياً أنه قد يموتُ ايضاً إن هو خرج وتواصل مع الآخرين وهو يجلس في حديقةٍ

عامةٍ مثلاً محاطاً بأنواع الورود بين أناسٍ قد لا يعرفهم أبداً ولكنهم تواجدوا هناك عن طريق الصدفة لا اكثر كي يشهدوا موت أحدهم فيترحموا عليه حينها أو قد يتعظوا بموته
فيغيروا طريقة حياتهم واعتقاداتهم ببعض الأشياء

نعم ... فكل ما يحدث في حياتنا لا بد له من أسباب قد تكون ظاهرةً او باطنه لا فرق في ذلك فهي أسبابٌ على أي حال


كنتُ قد بدأتُ كلامي بالحديث عن تلك الأوراق التي يستثيرني لونها ... تلك التي لا زالت تنتظر بصبرٍ عجيبٍ قدرها المحتوم ...فقد يحدثُ أن أهجمُ عليها في إحدى لحظات تمردي تلك التي لا يمكنُ إلا لتلك الأوراق أن يتحملها

يعجبني منظرُ الدمِ الذي يسيلُ على جنباتها ... يروقُ لي التلذذ بالنظر إليه وتأمله ... ليست ساديةً مني ولكني فعلاً أمقت الرتابة والتكرار

ألتذّ برؤية بعض الأشياء وهي تبدو في زيٍ غير مألوف لها , فقد أجعلُ الشمس تشرق في الليل بخيالاتي حتى لو كان ذلك لبعض دقائق في محاولةٍ مني للخروج عن المألوف ... لا أكثر

أما القمر , فأنا لا أتوقُ إلا لجعله يسكنُ معي


كيفَ ستكون عليه حياتي مثلاً لو نهضتُ صباحاً لأجد أن القمر كان ينام إلى جانبي طوال الليل .. !!

لا أنهضُ من فراشي إلا بعد أن يوقظني بقبلةٍ يطبعها على جبيني ليخبرني حينها أن النهار قد حلّ

يرغبُ في مغادرتي ولكني أتعلقُ بأذياله ... أطالبهُ بعدم الرحيل ... فلا زال لدينا متسعٌ من الوقت نقضيهِ سوياً

لا يصغي لكلامي ويهمُّ بالخروج فأركضُ قبله كي أوصدَ الأبواب وأقفل كل الشبابيك ... أسدلُ الستائركي أجعل أجواء المنزل توحي بأن المساء قد حلّ

تنطلي عليه الحيلة برغبته هو ...... فقد كان دوماً الخبير بأوقات اليوم ولكنهُ يتحججُ بتلك الحيلة كي يوهم نفسه أنه المساءُ فعلاً

نفكّرُ سوياً في نفس الفكرة ..... فكيف سيكون يومنا إن كنّا سنقضيه معاً من الصباح الباكر حتى يوم الغد ......؟؟

ما الذي سنفعله حينها ....؟؟

تتلألأُ عيوننا بفرحٍ طفولي يغمرنا لدرجة أننا نضحكُ بطريقةٍ لم ندركها من قبل وبفرحةٍ تملأ قلبينا لدرجة أنها تنعكسُ على كل تصرفاتنا

أرتمي في أحضانه ........ أتعلقُ برقبته كطفلةٍ مشاكسة وأنا أنظرُ لعينيه ... أتاملهما بكل حب ... وأخبره حينها أني أحبه

تلوحُ لي دمعةٌ هناك ... تغالب نفسها كي لا أراها ... تسقط على خده رغماً عنه ... ولكني أمسحها بيدي عن وجهه الباسم دوماً .. يخبرني حينها أنها دموع الفرح لا أكثر ....ففرحته ببقاءنا معاً جعلت دموعه تنهمر

أمسكُ بيده حينها وأطلبُ منه أن يمنحني وعداً بأن يبقى إلى جانبي طوال العمر

يمسك يدي بكلتا يديه المرتجفتين شوقاً والمليئتين بحب لا يوصف , أتشبثُ بيده .. أشدّ عليها بقوةٍ قليلاً كي أمنحه الشجاعة للكلام ..... يركّز نظره في عيوني ......... ثم يخبرني أنه يحبني قبل أن ينطقها لسانه .......... نقولها سويةً لبعضنا وبدون اتفاق مسبق ... توعز إلينا أرواحنا أن نتكلم في نفس اللحظة ثم نعدّ بعضنا بأن لا يكون للفراق مكان بيننا

أنظر إليه بشغف وأنا أبحر بين شطآن عينيه ... أرى هناك كل ما لم أعرفهُ قبلاً

كل الماضي الذي ذهب ولن يعود يوماً .... بذكريته وأحلامه الجميلة

ولكني رغم هذا أجد أملاً وتفاؤلاً كبيراً ...

كلامه يشجع روحي ويملؤها بالثقة .. فقد أخبرني أن القادم سيكون أفضل بكثير وأن أجمل اللحظات هي تلك التي لم أعشها بعد ...... ولكني وأنا معه سيكون لحياتي معنىً آخر وطعم خاص لم أتذوقه من قبل ....... ولن أفعل

سيكونُ هو بوصلتي ودليلي إلى أجمل أيام عمري تلك التي كان القدر يخبئها لي لا لشيء بل لأحياها مع من دخل حياتي كي يرشّ حبه الذي كان كقطرات المطر التي تحيي الأرض بعد جفافها


يحييني حبه ........ ويبعث في روحي رغبةً شديدة ومشاعر لم أعرفها قبلاً

أحب الحياة من جديد ... وأحب نفسي أيضاً فمنذ أن عرفته وأنا أهتم بها إلى درجة أني قد أنكر اهتمامي الزائد في بعض الأحيان

ولكني معذورةٌ في هذا ... فمن كان لها حبيبٌ مثله . فلها الحق في أن تفعل أي شيء كي تثبت لنفسها وفي كل لحظة أنها لم تكن لتنتظر كل تلك السنين سراباً وأن كل شيء كان مخططٌ له منذ البدء

نعم ........ أحبه ... وسأبقى كذلك

سأعيش بحبه .... أتنفسه .......... وسيشاركني كل طقوسي

نأكل ... نشرب ........... ونفعل كل ما يحلو لنا ... معاً

المهم أن يكون لي نصفٌ آخر لا أحيا إلا به ....... أختنقُ ببعده

ولكني أعيش ......... وأتنفس وكأن لي رئتان في صدري .................. حين يكون معي









( حسناء )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس