الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع من؟؟

سامي العباس

2012 / 9 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لنتكلم بوضوح : حوار بين من ومن؟ العمود الفقري للمعارضة هو الاسلام السياسي بطرفيه الرئيسيين : الاخواني ووالوهابي . هل يمكن لسوري عاقل ان يسمح بادخال دبين الى بيت للخزف؟ سورية يااستاذ عادل محمود هي هذا البيت الجميل والهش . يحب ان يديره العقلاء . يجب ان نعترف ان نظاما بقي لاربعين سنة ونيف يدير هذا البيت بمستوى مقبول من تصريف الازمات هو نظام عاقل . اما معارضته فقد زاودت عليه من يساره "بتعميق الاشتراكية " -ونحن نرى الآن ما آل اليه اعلى المزاودين صوتا حينها " حزب رياض الترك "- ..ووضعه من يمينه امام الحرب الاهلية الطائفيه مرتين حتى الآن"الكوكتيل الاخواني – الوهابي " . هل يمكن لمعارضة عاقلة ان تفعل ذلك ؟ لقد شقت الازمة الراهنة المعارضة اليسارية الى ثلاثة تيارات : الاول قرر التخندق مع النظام دفاعا عن وحدة سورية . والثاني جلس على التلة منتظرا الى اين تميل الريح . والثالث باع نفسه للاسلام السياسي ومموليه الاقليميين والدوليين . لاطاولة حوار الا بين طرفين من جدلهما تشق سورية طريقها نحو الأفضل بالتدريج نحو مزيد من علمنة الدولة والمجتمع ليصبح الاخيرقادرا على المشاركة في انتاج السلطة وفي العمل السياسي خارج انقساماته الدينية والمذهبية ....ينبغي الاعتراف أن ما يجري في سورية بالاضافة للبعد الداخلي المتصل بالفساد وبتمركز الثروة وبالعجز عن استيعاب التطور الكبير للقوى المنتجة " اصبحت سورية من اكبر مصدري العمالة الاكاديمية او الماهرة ونصف الماهرة " اننا جزؤ من صراع دولي تحاول الولايات المتحدة الامريكية كسبه بالاستثمار في الاسلام السياسي الاخواني – الوهابي لوضع الاكثرية السنية في العالم الاسلامي في الجيب الامريكي .وهي قد حققت نجاحات في هذا الاتجاه منذ غياب عبد الناصر وهواري بومدين وموديبو كيتا واحمد سوكارنو ..عندما نضع ازمتنا في الدائرة الاوسع تصبح الحسابات مختلفة ويعاد النظر في الاولويات ... هل تفعل المعارضة العاقلة ذلك ؟؟؟
امتلكت مدننا على مدار التاريخ الاسلامي بنية تحتية للتدين لم يكن في الريف ما يوازيها " ينقل صقر ابو فخر عن المفكر السوري الراحل ياسين الحافظ- ابن دير الزور- اللذي كتب المنطلقات النظرية لحزب البعث ان مسجدا واحدا
كان كل ما هو موجود مابين دير الزور والبوكمال في اربعينات القرن الماضي . هذا يفسر الدور المقلوب للمدينة الاسلامية لجهة مالعبته المدينة الاوربية كمكان وبيئة عقلية انطلقت منها الحداثة . وهذا يفسر الانقلاب في الادوار بين المدينة والريف الذي حصل بدءا من منتصف القرن الماضي " تحول الريف الى خزان للحامل الاجتماعي الذي انجز ماعجزت عنه النخبة الحديثة المدينية : تعميق التحول الراسمالي على حساب الخلطة الخراجية- الافطاعية الموروثة " ويفسر ايضا ما يجري الآن تحت راية الربيع العربي من تصدر الاسلام السياسي كادلوجة استعادت هيمنتها على الرأي العام بفضل الضخ والانفاق الهائل على توسيع البنية التحتية للتدين لتطال الارياف الشاسعة والذي غطته ماليا الوفرة النفطية الوهابية/الخمينية. ادلوجة تعيد لحم ما فرقه الطابع الطبقي للصراع الذي امنت له احتياجاته الايديولوجية " ادلوجة القومية - الاشتراكية " التي نهض بها كولونيلات الارياف "من جزائر بومدين الى عراق احمد حسن البكر . التحالف الظاهر بين العائلات المقاطعجية التي يتحدر معظمها من أصول غير عربية وبين القاع الاجتماعي الذي انهكته فأخرجته السياسات النيو ليبرالية , لم يكن ليحدث بدون غطاء نسجته ادلوجة تعيد لحم التشققات الطبقية داخل الطوائف والمذاهب ..
بخصوص من يضطر جيشنا لقتلهم من- الارهابيين . لقدوضعنا الاسلام السياسي -الذي أعار كتفه للولايات المتحدة الامريكية ومخططاتها للبقاء على رأس نظام دولي ظالم للمجتمعات المتخلفة -أمام خيارين أحلاهما مر : الاستسلام والانضواء تحت راية السيد الامريكي وما يستتبع ذلك من احتراب طائفي وديني يفضي في احسن الاحوال الى التقسيم وفي اسوئها الى التطهير الديني والطائفي .أو المواجهة المفتوحة مع عدو يستخدم ضدك في حربه جزءا ممن تربطك بهم اواصر التاريخ والراسمال الرمزي والمصلحة المشتركة في الانعتزاق من نظام الهيمنة الامبريالي .نحن نعلم ان من يقتل على الهوية -منيما ضميره بهتاف الله اكبر - قد غسل مخه فقهاء الناتو أو من وضعتهم مشاربهم العقلية في وضع الحمير تحمل أسفارا . لاشك أن عدد من يقتل من "المجاهدين" ينعكس سلبا على قدرة البروبغندا الجهادية على جذب مزيد من المقاتلين للزج بهم في الحرب . نلمس ذلك بوضوح في البيئات المحلية المنتجة أو المتعاطفة مع الارهاب الطائفي .في كل الاحوال السرعة في الحسم العسكري ستقلص الفاتورة على مقلبي المواجهة . حينها وحينها فقط يمكن البدء باصلاح سياسي تحتاجه القطاعات العاقلة من الشعب السوري , بعيدا عن الضغوط الدولية ووفقا للمصالح الوطنية التي تحفظ ما انجزته سورية على طريق التفتح العقلي والتطور الاقتصادي والسياسي . لا ارى سبيلا للوصول الى ذلك بغير النصر ودحر التدخل العسكري الخارجي بشكليه المباشر اوغير المباشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها