الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسية الأمريكية وتواصل نموذج رعاة البقر

سهر كوسا

2012 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يتوجب على مراقب سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة ان يتجاوز معطيات "الوضع الراهن" وآليات السببية البسيطة لفهم السلوك السلطوي الأمريكية،
ذلك لأن هناك عدداً من التعقيدات النفسية والأنماط الثقافية التي غدت "أساطير" أمريكية تلعب دوراً لاواعياً في تشكيل ذهنية صانع القرار هناك.
ان عملية أدراك هذه (المولدات) النفسية وغير المرئية يمكن ان تقود المرء الى سبر أغوار هذه الذهنية كما انها يمكن ان تفاجئ أصحاب القرار الأمريكي الذين يمررون تحت وطأة عدد لابأس به من الذكريات الجماعية اللاواعية والتي يمكن رصد نواتجها في الأحداث خارج الولايات المتحدة وداخلها.
ثمة جانب خطير في هذه الأطروحة وهو نزوع الإدارات الأمريكية الى تقمص شخصية رعاة البقر, ورجال العصابات وغيرها من الأشكال التي تعكس أنماطا سلوكية يتفرد الأمريكي بالتفاخر بها دون غيره في حضارات العالم الأخرى. ان عملية ممارسة دور الرجل القوي المتهيئ دائماً للمواجهات القتالية ودائم التلويح بمسدسه (قوة الانتشار السريع هي احدى تعابير هذا السلوك), وعمليات السطو على أرصدة الآخرين الذين يأبون الانصياع والتدخلات الكثيرة في شؤون الآخرين وبتبريرات مبتكرة كل هذه أصوات تنبع من مولدات سلوكية دفينة لابد من رصدها وتحليلها.
فعلى الصعيد الداخلي والتاريخي لا تخفي العقلية الأمريكية السائدة شيئاً عن مصائر سكان البلاد الأصليين فيعكس اعلامها تفاصيل ازالة الجنس من الوجود مترنما ببطولات الرجل الابيض الذي ابقي على إعداد قليلة من الهنود الحمر رمزاً لتوفقه! وتأتي قصة كوريش وأتباعه المأساوية تعبيراً جديداً عن عدائية اليانكي,الرث .
لقد ادعى كوريش انه تجسيد للمسيح وجمع اتباعاً كثيرين ولكن, وبالرغم من تشبث الحضارة الامريكية بشعارات حرية المعتقد والأديان وغيرها احرق كوريش وجميع اتباعه في سويعات داخل معبدهم . وكما فتح الأمريكيون أمس ملفات قتل جون كندي و11 سبتمبر الغامضة لتتكشف لهم جوانب سوداوية من تاريخهم الحديث واليوم يحاولون فتح ملفات النووي.
وليس للمرء ان يدعي سبر اغوار هذا الجانب المبطن في عقل السياسة الأمريكية مرتكزاً على أسس رملية .
لقد أماط المفكر الأمريكي لسلي فيدلر اللثام عن واحدة من اخطر الأساطير الأمريكية العاملة في توليد السلوكيات الشخصية الأمريكية المعاصرة, وتأسيسا على ملاحظة سلوك الكاوبوي وتقاليد رجال العصابات, يمكن للمرء الرجوع الى نمط ثقافي شعبي أمريكي شائع. يتجذر في لعبة العصابات و مطاردات الهنود التي يمارسها الصبيان الأمريكان إذ تسود هذه الألعاب تصرفات فرض القوة وقهر المستضعف والاستحواذ على ما للآخرين من ممتلكات وغيرها. ولا تخفق الأعمال الثقافية التراثية الأمريكية في عكس وترويج دلالات هذه النظرية إذ ان روايات كبيرة من نوع (موبي دك) و(مغامرات هكلبري فن) تقدم من خلال مرآة الأدب الصادقة وعلى يؤول الى تمازج وتعاطف شديد بين أفراد المجموعة . ويخشى منقذو نظرية فيدلر من دلالات الشذوذ الجنسي التي يمكن للنظرية ان تقود إليها . ولكن معطيات السياسة الأمريكية المعاصرة لا تعارض فرضيات فيدلر ان قرار الإدارة الأمريكية بقبول خدمة الشواذ في الجيش. وتعابيرها المتكررة عن التعاطف الإنساني مع هذه الحال إضافة الى إعلانات عدد لا باس به من الشخصيات المهمة في المجتمع الأمريكي(رياضيين,فنانين,كتاب وغيرهم ) عن ميولاتهم الشاذة بصراحة , لا تؤيد أفكار فيدلر فحسب بل تعمق ملاحظتنا بشأن سيادة نموذج الكاوبوي اللاهت وراء حفنة من الدولارات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا