الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الاغتراب في الشعر العراقي

جابر السوداني

2012 / 9 / 5
الادب والفن


شكلت البيئة العراقية بكل تنوعها وتجليات مشاهدها اليومية المختلفة في المدينة أو الريف مدادا سخيا، استقى منه المبدعون العراقيون عموما والشعراء بشكل خاص الغالبية العظمى من مفردات صناعة منجزهم الإبداعي الوطني قديما وحديثا والأمثلة على ذلك كثيرة جدا لا يسعها مقال،
وعلى الرغم من تأثر رواد حركة التجديد العراقيين في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي وحتى الان بتجارب الشعر العالمية ونزوعهم إلى الابتعاد عن المألوف والقديم ونجاح مسعاهم في مجال تطوير شكل ومضمون القصيدة الحديثة بقيتْ عرى التلاصق المصيري بين الشاعر العراقي وبيئته الوطنية متواصلة لم تتأثر بهذا التغيير الهائل الذي أحدثه المجددون ولم يكن بمقدور الشاعر العراقي الاستغناء عن حالة التواصل الوجداني والعشق المتبادل بينه وبين بيئته الأم حتى وهو يعيش بعيدا عنها في المنافي
وعلى سبيل المثال لا الحصر فأن الشاعر محمد مهدي الجواهري في قصيدته العصماء (يا دجلة الخير) وهي من الروائع التي يشار لها بالبنان كتبها بعد غربة طويلة في العاصمة الجيكسلوفاكية (براغ ) عام (1962) ستحضر فيها كل معاني التلازم الوجداني بين الشاعر وبيئته الأم ورغم إن الاغتراب كان قد قلع جذوره عنوة من منابتها الأولى وسد عليه طريق التواصل اليومي نهائيا معها لكن هذا الاغتراب عجز تماما عن أن يشل قدرة الشاعر على التواصل الروحي والوجداني مع منابته الأولى لم يتمكن أن يمنعه من استحضار الصور الجميلة المخبأة في ذاكرته ووجدانه ليستغني بها عن ما حوله من يوميات المنفى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو