الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد تنطق الحقائق قبل افواهنا ولكن ........؟

امتياز المغربي

2005 / 2 / 24
القضية الفلسطينية


نطقت الحقائق رغم زيف المجاملات, و نطقت الضمائر المكبوته قبل الافواه المكبلة , لكي تحدث ضجة في اوسط جمهور المستمعين , الذين توافدوا بشكل ملحوض لحضور المؤتمر الثاني حول مستقبل النظام السياسي الفلسطيني و الافاق السياسية الممكنة, و الذي اعده معهد ابراهيم ابو لغد للدراسات الدولية التابع لجامعة بير زيت , و مواطن المؤسسة الفلسطيينية لدراسة الديمقراطية , عقد المؤتمر في فندق البست ايسترن , في محافظة رام الله.

احد المحاضرين , علق بورقة عمله حول مستقبل علاقة فتح, و السلطة الوطنية الفلسطينية ,و الذي اكد خلال كلمته , على ان الفساد داخل فلسطين لم يصل الى الحد المطلوب , و اشار الى ان الفساد وصل الى ما وصل اليه بطريقة تراكمية, و من كثرة انفعاله حول شجب الحضور لما قاله ادراكا مسرعا فقال: لن يستطيع الاخ ابو مازن قطع دابر الارهاب.... , واستدرك مسرعا, اقصد ما يجري في الساحة من مقاومة فلسطينية .

محاضر اخر طالب خلال كلمته , بان يتم الغاء جميع الامتيازات , و ال VIP لجمهور المسؤولين, و دعاهم لرفض تلك التسهيلات بشده , لكي يقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي التسهيلات , لكل المواطنين الفلسطينين , دون قيد او شرط . ولكن وخلال وجبة الغذاء , كانت هنالك طاولات, حملت امتيازات VIP لجمهور المحاضرين , و كان من بينهم من طالب باسقاط تلك الامتيازات , عن الحواجز العسكرية الاسرائيلية . ترى اي دعاية كان ينشدها من طالب بسواسية المواطنين , على الحواجز العسكرية الاسرائيلية .


محاضر اخر قدم ورقة عمله, عن دور ومكانة القوى الاسلامية, في النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي , والتي كانت عباره عن خطبة من خطب الجمعة, القاها حسب راي جمهور الحضور , وغادر مسرعا لشؤونه , لكنه وكما قال: لحسن حظه انه عاد , لكي يرد على المداخلات التي اكدت على انه لم يلامس الواقع الفلسطيني لا من بعيد او من قريب . وانضم مرة اخرى الى جلسات المؤتمر, و لكنه انتقل في هذه المرة , من خطبة الجمعة الى درس في اللغة العربية, واكد خلال حديثه بانه لايعيش على المريخ , بانه مواطن فلسطيني من الدرجة الاولى .

لا اود احباطكم , ولكن من المحاضرين من يمتلك القدرة الكافية , على ان ياخذك الى البحر ومن ثم يعيدك لشاطئ في اخر حديثه عطشانا , كلام كثير, وافعال مغتاله , ولكن لاجوهر في المضمون . الخارطة السياسية الفلسطينية الجديدة , و وجهة نظر فلسطينية في اصلاح المؤسسات الامنية للسلطة الوطنية الفلسطينية , مواضيع لشعارات براقه, باتت مكروه للاذن الفلسطينية من كثرة تكرارها , الخطاب الفلسطيني الرسمي , بين الثوابت الفلسطينية و الضغوطات الدولية والعربية, كلام كبير جدا , و لكن حقا ما من جديد .

اما خلال عرض اوراق العمل المقدمة من المحاضرين الاجانب , وابرزها ورقة العمل, التي تحدثت حول افاق التنمية في فلسطين في اطار العلاقة مع اسرائيل , فقد طرحت حلولا سحرية , وادوية ذات مفعول قوي , لازالة الاحتلال الاسرائيلي, و كانت بدايتها كيفية ازالة الحواجز العسكرية الاسرائيلة المقامة, على مداخل بيوتنا , و من ثم مدننا . وصفات سحرية , حقا لا تنفع لنا كفلسطينين , لان من يديه في النار, ليس كمن يديه في الماء المثلج . هل كان ينقص القضية الفلسطينية, عرابين وعرافيين وهواة سحره ؟

التعالي على الحضور, و على المجتمع الفلسطيني بشكل عام , كان سمة لبعض المحاضرين, خلال جلسات المؤتمر المتدافعة , اذ كانت عقليات المشاركين باوراق العمل , اكبر برايهم من مستوى الحضور, حيث كانوا كمن اطل على قوم. من على سفحة جبل . بقى هنا الراي للمشاركين بان يختاروا, اما سماعهم لمن اطل عليهم من اعلى السلم , او الانسحاب من المكان , و هذا ما فعله عدد كبير من الحضور .


ووجدت نفسي اصل الى بعض الحقائق , خلال توالي جلسات المؤتمر, الذي عانا من مرض مزمن , يدعى التكرارالعقيم , في اوراق العمل . وتراني اتسائل هل وصل الامر الى ان نصبح نحن جمهور الحاضرين مجبرين على ان نكون كالة مستعده لتصفيق في اي مكان وزمان حتى و لو كان الكلام الحالي هو نفس الكلام السابق؟!! .

اذا كان المحاضر يتعامل مع الحضور كتلاميذ في صف واحد , ولا يسمح لهم بالانتقاد , او السؤال في احد المواضيع , كونه المحاضر الاوحد الذي يفهم طبيعة الدرس , فلا يبقى على جمهور الحضور, الا وضع سبابتهم, على افواههم لكي يعطوا الايمائات , و الايحائات , التي تقبع خلفها قناعة ازلية , بانه ما من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه