الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الدجاج

مجتبى حسن

2005 / 2 / 24
الادب والفن


يحكى أن.. في إحدى القرى كان هناك رجل لديه (بايته) أي مدجنة للدجاج ليست كبيرة ..وكان الرجل يعتمد لرزقه على إنتاجها ..أولاها كل عناية واهتمام ..
ويحكى أن .. السلطة المحلية في الإقليم التي تتبع لها قريته عليها حظر اقتصادي من باقي الأقاليم ..وكان لهذه السلطة اليد العليا في جميع القرى التابعة ..وكانت لفرض هذه الهيمنة تمشّي إلى القرى يوميا دوريات تمثل النيابة العامة عن المجتمع في كافة جوانبه.... وكان لهذه الدوريات السلطة المطلقة ...لا يخفى على احد المثل القائل أطعم الفم تستحي العين .. ولم يكن شخوص الدوريات ممن يجهلون الأمثال وقيمتها الاجتماعية وقوتها في الحياة المعاشة..
ويحكى أن .. في إحدى زياراتهم التفتيشية على قرية الرجل صاحب المدجنة.. زاروا مدجنته طبعاً فهو احد الفعاليات الاقتصادية .. ولما لم يستطيعوا أن يضعوا أية ملاحظة لا من حيث الشروط الصحية وخلافه ..ولم ينتبه صاحب المدجنة إلى حيثيات المثل الدّارج بالمقابل .. كان إن سأله احدهم .. ماذا تطعم هذه الدجاجات ..فأتى الجواب سريعاً وكله ثقةً ..أطعمهم الحنطة .. انهار اثر رد الدورية على جوابه ..أتطعمهم الحنطة أيها العاق لمجتمعك والإقليم في حالة حصار اقتصادي ..إخوانك في القرية والقرى المجاورة لا يشبعون الشعير وأنت تطعم دجاجاتك الحنطة ...وأمروا بحبسه شهراً كاملاً .. قضى صاحب المدجنة مدة محكوميته .. وما إن خرج ببضع ليالٍ حتى كررت الدورية زيارتها التفتيشية ..فأصابه من الإحباط ما جعله متلبك في أمره ..وهو الذي لم يستطع إدراك الأمثال بعد.. وعند سؤالهم ماذا يطعم الدجاجات ..أتى جوابه سريعاً وكله ثقةً .. إنني أطعمها من الزبالة ومن بقايا الطعام المتعفن ..وانهار أيضاً لردهم على جوابه وهو الذي توقع أن ينجيه هذا الجواب ..أتطعم الدجاجات الزبالة تريد أن تسمم المواطنين أيها العاق لإنسانيتك ومجتمعك .. وأمروا بحبسه شهرين على فعلته الشنعاء هذه ... وما إن خرج من جديد ببضع ليالٍ حتى كررت الدورية تفتيشها على مدجنته ..وعند سؤاله السؤال الفخ الذي أضحى يشكل رعباً لصاحب المدجنة .. تأمل قليلاً هذه المّرة وأعاد الأحداث بذاكرته.. ويل لو قال هذا.. وويل لو قال ذاك .. وبعد برهة من صمت أتى جوابه رصيناً في أنّةٍ ...((لقد سمعت عن الديمقراطية من الإذاعة المحلية وأعجبتني فكرتها كثيراً فأحببت تطبيقها في حقل عملي )) وها أنا اليوم أعطي الدجاجات مصروفها وهي تأكل على حريتها ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب