الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب، تأبط شراً

أحمد زكارنه

2012 / 9 / 6
القضية الفلسطينية


عزيزي فياض.. هنا فلسطين مش باريس هذه واحدة من ابرز اليافطات التي رفعت خلال المظاهرات التي انتشرت في اليومين الماضيين في اغلب محافظات الضفة وتأتي تلخيصاً لما لا يلخص مما وصل إليه حال المواطن في ظل غلاء المعيشة الذي تصاعد إلى حد غير مسبوق.مرة واحدة وبشكل ليس ببعيد عن حالة الغليان التي يكتوى بها الشرق الأوسط، طفح كيل المواطن الفلسطيني فخرج عن صمته وصبره، معترضاً على الحالة الاقتصادية المزرية التي يمر بها منذ سنوات عدة، وأدت إلى ما يُعرّفه البعض بـ “ جنون الاسعار “ الأخ غير الشقيق لـ “ جنون البقر “ أجلكم الله.ووجه الشبه بين هذا وذاك، أن الأخير مرض يصيب الخلايا العصبية الدماغية للإنسان ويتلفها، وأما الأول فهو مرض يصيب عصب الحياة الكريمة للإنسان بالعطب فيقتلها لا أن يتلفها فقط.هنا فلسطين، مش باريس، قالها المواطن للدكتور سلام فياض، غاضباً من سياسة اقتصادية وضعت السواد الأعظم من المجتمع الفلسطيني تحت خط الفقر, مع علمنا المسبق باستمرار تحكم الاحتلال في كافة مناحي الحياة ووضع المواطن تحت خط النار، رغم مرور ما يقرب من عشرين عاماً على توقيع اتفاقية سلام لم يتحقق.هنا فلسطين، مش باريس، قالها المواطن للدكتور سلام فياض، ساخطاً على الزامه دفع قيمة ضريبية تتساوى والمواطن الاسرائيلي رغم الفارق الشاسع في متوسط دخل كل منهما، فضلاً عن التزامنا باتفاقية اقتصادية قصف الاحتلال كل معالمها واسبابها السياسية.هنا غزة يا هنية لا تونس ولا ليبيا، شعار لربما يصبح قريباً جداً الشعار الابرز للمواطن في الشطر الآخر من الوطن، بعد وفاة البائع المتجول، المطارد، الشريد, الذي بات شهيد الفقر والعوز والبطالة "ايهاب ابو الندى"، الذي قضى متأثراً بجراح فقره حيث طاردته مجموعات شرطية غبية لم تسمح له بمحاولة العيش الكريم، فاشعل النار في قلوب الالاف من ابناء فلسطين اينما وجدوا، بعد أن اشعلها في جسده الغض، ليحاول آخر تم انقاذه في اللحظات الأخيرة في بلدية دورا جنوب الخليل، الالتحاق به في ركب المشتعلين ناراً لا يطفئها إلا التراب.موجة الغضب هذه والتي تجتاح البلاد طولاً وعرضاً، لم تكن وليدة اللحظة، ولكنها بنت دواع سياسية واقتصادية وقفت ولا تزال حائلاً بين المواطن والحياة الكريمة، فبدلاً من تثبيت صمود الفلسطيني ودعمه، عبر سياسات تعمل على تقليص حجم الاعتماد على المساعدات الخارجية، بات المجتمع برمته رهن مساعدة الخارج، وعوضاً عن التخفيف من اعباء المواطن عبر دعم الصناعة الوطنية وفتح مجالات جديدة للتخفيف من آفة البطالة، ذهبت بنا هذه السياسة الاقتصادية باتجاه ممارسة الاستيراد على أوسع نطاق ممكن أن تتحمله دولة كاملة السيادة، وتوسيع مساحة الاقراض، وزيادة حجم الضرائب، مما ادى إلى ارتفاع اسعار السلع الغذائية الاساسية بنسب قياسية لم يتجرع مآسيها المجتمع الفلسطيني من قبل، فضلاً عن الارتفاع الخيالي في اسعار المحروقات جراء التزامنا بالشراء من اسرائيل.ما ذكر اعلاه يجيب بوضوح كامل الدسم، عن سؤال: لماذا خرج المواطن عن صمته، وإلى اين قد يصل في ظل حالة الإفقار التي طالت الأغلبية العظمى من المجتمع الفلسطيني الذي لم يعد امامه في مواجهة الفقر والبطالة والغلاء إلا أن يتأبط شراً، “ فاعتبروا يا أولى الألباب “








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران