الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 9 / 6
كتابات ساخرة


الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
ها هو الحلزون يلحس لُعابه الأخير و يشرع في التكلّس..فتراه مصرّا على البقاء حتى في قالب حجر متجمّد ..حذار من الانزلاق ..سيكثر الحلزون من اللعاب و الألاعيب و سيحوّل لُعابه المؤقت الى ألاعيب للسطو على مصيرك المؤبّد ...
حينما تأتيك آخر الأخبار من أحد الوزراء اللامعين في الحكومة ، بأنّ هذه الحكومة المؤقّتة ستعمّر طويلا ،عليك أن تحدّق مباشرة بأفق الاستبداد الأسود و العهد البائد و المؤبّد الذي سقطت فيه بشعبك و حلمك و بؤسك و جرحك .. هل في ذلك التصريح الحكومي الواثق من استمرارية هذه الحكومة و استطالتها واستماتتها في البقاء طولا و عرضا ، رغم أنّها مؤقتة، عودة لزمن النبوّات السعيدة أم هو الحلزون يلحس آخر ما تبقى من لُعابه القديم ؟ أم هي التنهيدة الأولى في الأنفاس الأخيرة ؟ و اذا كانت هذه" الحكومة المؤقتة نابعة من الارادة الشعبية" ، مثلما صرّح بذلك عضوها البارز المدلّل ، فكيف يسهل عليها أن تتنبّأ بارادة الشعب،قبل وقوع الانتخابات ؟ و كيف ينتصرون قبل الانتصار؟ بل كيف ينتصرون و الجميع يقرّ بانهزامهم في أكثر من ملفّ سياسي حارق ؟ من الشهداء الى الحرية ومن المعطّلين الى أسعار اللحوم و من تدبير فوضى المساجد الى السيطرة على فوضى القمامة ؟ لماذا تبدو الحكومة واثقة من أنّ هذا الشعب سينتخب نفس الحكومة و نفس الحزب الحاكم ؟ هل في الأمر مغازلة لارادة الشعب أم مزايدة عليها أم سطو على مستقبل هذا الشعب ؟ و من أدراها أنّ الشعب الذي انتخبها لازال هو نفس الشعب بعد سنة كاملة من سياسات العطش و الاعتداءات السلفية و تأجيل مستمرّ لبؤس الجياع و آلام المهمّشين ؟ لقد بدأنا نشتمّ رائحة الصناديق المزوّرة المتعفّنة للعهد البائد و بدأت رائحة الاستبداد المقرف في الانتشار في باحة هذه المدينة الكبرى المثقلة بصناديق القمامة و بخيبات الأمل ..
انّ ما يحدث هذه الأيام حول غموض مواعيد استكمال كتابة الدستور و و موعد الانتخابات القادمة و مواعيد محاسبة قتلة الشهداء و تصفية ملفّات الفساد المالي ..الخ..هو من باب التلاعب المفضوح بتاريخ هذا الشعب و بثورته .. تأجيل مستمرّ لأحلام من حلم حلما و صدّقه..و من صدّق أنّ الثورة ستمنحه لونا جديدا لحياته ..فاذا بلون السماء الأزرق يميل نحو صفرة اللاهوت الأسود .ثمّة في الحكاية أكثر من زمن برزخي ..
لكن ما الذي يجعل العضو المؤقّت للحكومة الحالية ، واثقا من استمرارية هذه الحكومة المؤقتة طويلا ؟ و كيف يجمعون بين الرغبة المحمومة في العودة الى الماضي و طمع مفضوح في السطو على المستقبل؟
في هذه الحكاية المضحكة ألف سبب كوميدي للجمع بين الرغبتين :علينا فقط أن نحصي جملة الأخطاء العفوية وجملة العطالات اليومية و جملة العطوب التكتيكية ، و جملة الانهزامات وجملة التعثرات الاستراتيجية وحتّى جملة الهانات اللغوية التي أصابت جهاز الدولة بمكنته الكبيرة و ترسانته السياسية المثقلة بالولاءات .. فهل ستدوم هذه الحكومة اذن " بفضل" انقطاع الكهرباء و الماء و سياسات العطش في صيف ثقيل ؟ أم "بفضل " الاعتداءات على الثقافة و الصحافة و الابداع و الفنّانين و على الحريات ؟ ؟ أم" بفضل "التلاعب بمبدأ المساواة بين المرأة و الرجل؟ "أم "بفضل " تأجيل مستمرّ لقضايا انصاف الجرحى و الشهداء ؟...
..تلك أسئلة نابعة أيضا من" ارادة الشعب " نوجّهها الى الحكومة المؤقتة بوزاراتها و رجالاتها و مركّباتها دون استثناء" للمرأتين الوحيدتين الوزيرتين " في تشكيلتها الذكورية الواسعة النطاق ..
انّ هذا الاستباق على انتصار لم يأت بعدُ هو علامة صريحة على انهزام بصدد الحدوث ، و انّ التلويح باستمرارية هذه الحكومة انّما هو مؤشّر على ديكتاتورية ناشئة لا أحد من أبناء الشعب سيرحّب بها بعد ثورة لا تزال مخضّبة بدماء الشهداء و بالجراح غير القابلة للنسيان و لا للمساومة في شأنها . ....
انتهى .............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأستاذة أم الزين بن شيخة
لطفي قاسم ( 2012 / 9 / 7 - 16:30 )
إنهم باقون في السلطة ما بقي في تونس الجهل و الفقر , فلن يستفيق الشعب التونسي من تخميرته إلا بعد أن تنصب المشانق و يردّد على مسامعه قول سفّاحهم : إني أرى رؤوسا أينعت و حان قطافها . سيعاد السيناريو الجزائري في تونس و ستملأ السجون و المقابر بالمثقفين و الفنانين و الصحفيين و الخارجين عن طوع الخليفة الله قدّس الله لحيته ,,, أتوقّع أيام الجمر في تونس فلنتهيّا لذلك

اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس