الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاصيل إختطاف مخابرات الديكتاتور محمد السادس بالمغرب للطالبة الجامعية فوزية أزوكاغ

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2012 / 9 / 7
حقوق الانسان




هذه رسالة... بل صرخة من الطالبة الجامعية المغربية فوزية أزوكاغ التي تروي فيها مأساتها... ، فهي تعيش ظروفا كارثية في سجن سلا بحي النساء برفقة الدكتورة المخنطفة أيضا - ضحى أبو ثابت –
: "لا شك أن قانون المسطرة الجنائية رقم : 01ـ22 يعد قفزة نوعية في مسار تطور دولة الحق و القانون و المؤسسات, و يحمل أجوبة لكثير من انشغالات الحقوقيين و القانونيين و مطالبهم بشأن احترام حقوق الإنسان و إقرار المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. و حيث أن قضيتي منذ بداية "اختطافي" إلى الأمر بإحالتي على غرفة الجنايات الابتدائية بملحقة محكمة الاستئناف بسلا إلى النطق بالحكم علي بـ 6 سنوات سجنا نافذا, عرفت عدة خروقات قانونية و إنسانية تفند كل ادعاءات أعداء الحرية.../...


الاختطاف:

لقد تم اختطافي من طرف عدة أشخاص لم يقدموا إلي أي أمر كتابي أو شفوي باعتقالي. كان ذلك في حدود الساعة السابعة مساء يوم الخميس 18 فبراير 2010 عندما كنت عائدة إلى منزلي من الكلية حيث وجدت شخصين في انتظاري عند نزولي من الحافلة. كانا بزي مدني. أمسك أحدهم بيدي و قام باقتيادي نحو سيارتين. كانتا مليئتين بعدد من الأشخاص. تم تعصيب عيني و تقييد يدي إلى الخلف. عندما سألت عن شخصية هؤلاء تلقيت جوابا ستعرفين فيما بعد. أما الوجهة فكانت مجهولة, المسافة من المكان الذي اختطفت منه إلى المكان الذي وضعت فيه تقريبا 10 ساعات. توقفوا في عدة أماكن حيث كان أشخاص في انتظارنا. كانوا يتبادلون الأماكن داخل السيارة التي كنت فيها. أجلسوني في المقعد الخلفي عن يميني شخص و عن يساري شخص. كان يلمسان جسدي و وجهي بطريقة استفزازية ثم يسألاني عن معنوياتي ثم ساد صمت رهيب إلى أن وصلنا إلى مكان مجهول. سلموني إلى أشخاص آخرين و أخبروهم بانتهاء مهمتهم. أخذني أحدهم ممسكا يدي من الخلف و سار بي مسافة ثم قال لي انحني قليلا و كأننا سندخل مبنى تحت الأرض و هذا ما كان فعلا. سألني أحدهم عن هويتي ثم نزع القيود من يدي لكي أبصم على أوراق لم أعرف ماهيتها لأنني كنت لا أزال معصوبة العينين. بعدها بدأ أحدهم في نزع ملابسي كلها بدعوى التفتيش و لما رفضت لمسه لي صفعني و قال لي من تظنين نفسك. تحرش بي أحدهم جنسيا حيث لمس فرجي وقبلني من فمي، بعدها مررنا بعدة ممرات أشبه بمتاهة إلى أن وضعت في زنزانة انفرادية صغيرة جدا بها مرحاض و غطاءين و كاميرا مراقبة بالإضافة إلى شباك صغير. كانت أرضية الزنزانة لونها أخضر. قضيت كل تلك الفترة داخل تلك الزنزانة المشؤومة و الضوء مشغل 24 ساعة على 24 ساعة حيث كنت أسمع صراخ أحدهم كأنه يعذب بالإضافة إلى سماع تدريبات رياضية و عسكرية و صوت طلقات نارية فأكد الأمر عندي أنني موجودة في ثكنة عسكرية.


الاستنطاق:

كان يتم و أنا معصوبة العينين و مقيدة اليدين. في أول استنطاق لي كان في وقت متأخر من الليل يوم بعد اختطافي. أخرجت من الزنزانة إلى غرفة بها عدة أشخاص تلاعبوا بأعصابي كثيرا حيث كانوا يتعمدون لمس وجهي و مناطق حساسة من جسدي و هددوني بالاغتصاب إن لم أسايرهم في الإجابة عن أسئلتهم. أرجعوني إلى زنزانتي و أنا جد مرهقة جسديا و نفسيا لأن طريقة جلوسي على الكرسي لمدة طويلة و أنا مقيدة اليدين من الخلف و معصوبة العينين كان يسبب لي ألما فظيعا. صباحا تم اقتيادي إلى غرفة و هي عبارة بحسب ما استنتجت أنه مكتب رئيسهم الذي كانوا يقولون له "مون كولونيل" كلما دخلوا عليه. كانت له طريقة خاصة في التحقيق معي حيث اعتمد على إرهاقي جسديا حيث كان يتركني جالسة عدة ساعات مما كان يسبب لي ألما فظيعا في ظهري و ذراعي و عيني. كان يطيل مدة الاستنطاق أو بالأحرى تعذيبي الجسدي و النفسي بصمته مدة طويلة قبل أن يطرح علي سؤاله. أما مضامين الاستنطاق فتركز على هويتي و هوية أفراد عائلتي و دوري في النشاط النقابي داخل "منظمة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" ليتحول الاستنطاق إلى الأوضاع التي تعرفها العديد من الدول و على رأسها العراق و أفغانستان و رأيي في العمليات التي تشنها المقاومة العراقية و الأفغانية على المحتل الأمريكي و أعوانه ثم انتقل يسألني على الوضع السياسي المغربي و رأيي في المؤسسة الملكية و الأحزاب السياسية و الجماعات الإسلامية المنتشرة على الساحة الوطنية ثم ركز أسئلته حول البحث العلمي الذي كتبته حول موضوع : "الصحراء الغربية" و الذي كان تحت عنوان "هل يمكن لمشروع الحكم الذاتي أن يشكل خطرا على الوحدة الوطنية ؟" و بحكم جرأته و علميته و ذلك بشهادة الأستاذ المشرف و الأساتذة الذين ناقشوه معي في رحاب مدرجات الكلية المتعددة التخصصات بتازة. فجميع أسئلته كانت بخصوص مضامين هذا البحث و ليفاجئني بسؤاله عن قضية المسؤول الأمني الذي التقطت له صورة و هو يضرب زوجة أحد المعتقلين بملف ما يعرف بـ "السلفية الجهادية" و بعض الأسماء التي كنت أسمعها لأول مرة.

كانت هذه كل مضامين الاستنطاق طيلة المدة التي قضيتها عندهم و التي دامت 17 يوما بنفس الطريقة و على نفس وتيرة المعاملة ليتم مساء يوم الأربعاء 3 مارس 2010 نقلي بسرية تامة إلى ولاية أمن الدار البيضاء الكبرى بنفس الطريقة التي تم اختطافي بها مقيدة اليدين و معصبة العينين رفقة عدد من الأشخاص إلى وجهة مجهولة.


تسليمي إلى الشرطة القضائية:

حوالي الساعة 8 ليلا وجدت نفسي في غرفة أسوأ بكثير من الزنزانة التي كنت فيها (غرفة مظلمة و متسخة بجوارها مرحاض تنبعث منه روائح كريهة) و يحرسني شرطيان. سألت عن مكان تواجدي فلم أتلق أي رد بدعوى أنهم ممنوعون من الحديث معي.

في صباح اليوم التالي علمت أنني في ولاية أمن الدار البيضاء الكبرى من طرف شخص لم يحدد هويته. تعرضت لتحرشات جنسية من طرف بعض أفراد الشرطة المكلفين بحراستي خصوصا ليلا حيث كانوا يتقاسمون معي تلك الغرفة كانوا يتعمدون الحديث في مواضيع ساقطة تخدش بالحياء. بتاريخ 7 مارس 2010 تعرضت لمحاولة اغتصاب ليلا عندما كنت نائمة من طرف شرطي لكن محاولته باءت بالفشل لحضور زميله الذي ذهب لإحضار كما قال قهوة. سبب ذلك لي صدمة كبيرة و تأكدت أنني لم أخرج بعد من النفق المظلم للمخابرات المغربية.


خروقات قانونية و إنسانية :

قانونيا :
ــ لم يتم إشعار عائلتي بمكان تواجدي و هذا يخالف المادة 67 من ق.م.ج (قانون المسطرة الجنائية).

ــ لم يتم إخباري بالتهم الموجهة إلي و التي لم أسمعها إلا عند السيد قاضي التحقيق.


إنسانيا :
ــ الوضع في غرفة قذرة حاطة بكرامة الإنسان.
ــ تعرضي لتعذيب جسدي و نفسي.

ــ تعمد إبقائي أطول مدة ممكنة بدون نوم بسبب الضجيج الذي كان يسببه رجال الشرطة المكلفين بحراستي.

ــ كنت أنام على بونجة (اسفنجة) و غطاء في وقت كان فيه الجو باردا جدا.

و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على أن المخابرات المغربية هندست المحضر على طريقتها الخاصة و ما مروري بالضابطة القضائية ما هو إلى إجراء شكلي بغية توقيعي على المحضر الجاهز و فعلا وقعت عليه تحت الإكراه و التهديد و فعلا وقعت على محضر لم أعرف محتواه.


خروقات قاضي التحقيق:

يوم 11 مارس 2010 تم نقلي إلى محكمة الاستئناف بسلا, تحت حراسة أمنية مشددة, وصلنا على الساعة الخامسة مساء كنت مقيدة اليدين و يحرسني أربعة من رجال الشرطة و لم يتم نزع قيودي إلا عند بوابة قاضي التحقيق. كنت مرهقة نفسيا و جسديا و هذا الذي لم يأخذه قاضي التحقيق بعين الاعتبار إذ فتح المحضر و بدأ في سرد التهم الموجهة إلي ثم يأمر باعتقالي في خرق سافر لكل المساطر القانونية و يمكن تسجيل جملة من الخروقات :

ــ عدم إشعاري بتواجد أشخاص معي في نفس الملف.

ــ عدم إشعاري بأن لي الحق في تنصيب محامي أو يعين لي محام بصفة تلقائية.

ــ خرق البند المتعلق بحضور محامي أثناء الاستنطاق الأولي مع العلم أني من منطقة بعيدة "مدينة طانطان" و كان قاضي التحقيق تعمد في الإسراع في التحقيق معي حتى تضيع عني فرصة وضع محامي.

ــ أثناء المواجهة جمع مجموعة من المحامين المتواجدين في تلك اللحظة ببهو المحكمة حتى يضفي الصبغة القانونية على أطوار المواجهة و تغطية منه لخرق المسطرة.

ــ فأطوار التحقيق كان فاقدا لكل صبغة قانونية.


إيداعي السجن:

سلسلة الخروقات لم تنتهي عند قاضي التحقيق بل تعدته داخل أسوار السجن.

عند دخولي السجن و ذلك يوم 11 مارس 2010 أول ما تم هو تجريدي من كل ملابسي بطريقة مهينة مع وابل من السب و الشتم و وضعي بعد ذلك في زنزانة مع أصحاب الحق العام إذ قامت رئيسة حي النساء بتحريض سجينات الغرفة ألا يقدموا إلي أي مساعدة من (أكل, لباس...) مع الإشارة هنا أن عائلتي لم تعرف مكان تواجدي لحد هذا التاريخ فأنا لا زلت مختطفة.

كما قامت بتحريض المسؤولة على الغرفة أو ما يطلق عليها بالمصطلح السجني "الكابرانة" بمنع أي أحد من الحديث معي أو حتى الاقتراب مني و كل من يخالف الأوامر كان يتعرض للعقوبة.

و بأوامر منها "رئيسة الحي" كانوا يتعمدون ممارسة شذوذهم الجنسي أمامي ناهيك عن الكلام الساقط و غيرها من الممارسات اللأخلاقية أما النوم فكنت أنام بجانب المرحاض بغطاءين واحد أفترشه و الآخر أتغطى به مما كنت لا أقدر غلب النوم من شدة البرد و الرائحة الكريهة التي تنبعث من المرحاض و رفسي من طرف سجينات الغرفة عند قيامهن إلى المرحاض أو رجوعهن منه.

فممارسة سياسة الترهيب و التجويع الذي مورس علي لم يقف عند هذا الحد بل تعداه إلى :

ــ ضربي و صفعي و سبي و شتمي أمام مرأى و مسمع كل سجينات الحي.

ــ كما تم منعي من دخول القسم من أجل المطالعة باعتباره المتنفس الوحيد لي.

ــ كما تم منعي و ذلك منذ دخولي السجن من استعمال هاتف المؤسسة السجنية من أجل التكلم مع عائلتي و إخبارهم بمكان تواجدي.

ــ تم هذا المنع ما يقارب 9 أشهر و بالرغم من إعطاء قاضي التحقيق الإذن بالحديث في الهاتف تم التماطل من طرف رئيسة الحي و لم تمنحني هذا الحق.

ــ و حتى عند انتزاع هذا الحق لم أسلم من سياسة التنصت و التضييق و لا زال لحد الآن يمارس علي إرهاب نفسي حاط بالكرامة الإنسانية من تفتيش مستفز و تحريض السجينات و تنصت على كل مكالماتي الهاتفية و كأني لا زلت في مخفر من مخافر المخابرات المغربية. فهذه السلسلة التي تبدأ من الثكنة العسكرية بتمارة مرورا بمخفر ولاية أمن الدار البيضاء الكبرى وصولا إلى يدي قاضي التحقيق عبد القادر الشنتوف الذي بارك مرور المحضر المزور إلى القضاء بإبقاء ما هندسته المخابرات المغربية كما هو رغم تفنيدي لكل التهم المنسوبة إلي لينتهي بي الأمر إلى مخفر آخر من مخافر المخابرات المغربية ألا و هو السجن.

الطالبة الجامعية فوزية أزوكاغ.
تخصص قانون خاص.
بالكلية المتعددة التخصصات بتازة.
المغرب".
الرسالة كما توصلت بها من المدافعين عن برائة وحرية الطالبة المختطفة.
علي لهروشي
مواطن مغربي مع وقف التنفيذ
أمستردام هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كتائب القسام تنشر صورة تتهم فيها نتنياهو بتعطيل مفاوضات صفقة


.. سلمان أبو ستة للميادين: الصهاينة تتبّعوا اللاجئين خارج فلسطي




.. هل يمكن للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤ


.. اعتقال ثلاثيني قام بعملية طعن بسيف في محطة مترو شمال شرق لند




.. الكونجرس يجهز تشريعا إذا أصدرت الجنائية الدولية أوامر اعتقال