الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان

ابراهيم فيلالي

2012 / 9 / 8
حقوق الانسان


بيان
{ الشيء الذي يتسع ويكبر في حياتنا هو السجن.}
-عبد الرحمن منيف-

تعتبر ساكنة الأطلس الكبير على امتداد السلسلة من طوبقال إلى جبل عياشي مهمشة بشكل شبه مطلق و مطلق بالنسبة لعدد كبير من المناطق . نذكر على سبيل المثال لا الحصر : من امغران الى امكون و ايت عبدي و كوسر و تافراوت و انركي و زاوية أحنصال و تيلكيت و من املشيل الى أنفكو و تونفييت. هذه المناطق لا يتمتع ساكنوها بأدنى حق من حقوق الإنسان ( نحن لا نتحدث هنا بمنطق اقليمي أو جهوي و لكن نعتبر هذا المجال بالضبط أحسن مثال يمكن أن نقدمه لنفهم مفهوم الحكرة الذي لا يعني سوى التجريد من حقوق الإنسان. لا شيء هنا. لا بنية تحتية و لا طرقات و لا مستشفيات و لا مستوصفات و لا مؤسسات تعليمية .و إن وجدت فتكون عبارة عن حجرات غير صالحة للعملية التعليمية و التربوية .مدارس بقاعات و طاولات و سبورات غير صالحة و أدوات عمل غير متوفرة و صولا إلى طبيعة البرامج و توزيع الحصص حسب المواد إلى غير ذلك ،علاوة على العنف ضد التلاميذ و تغيبات الأطر أو انعدامها.

ثم في غياب شبكة طرقية تفك العزلة و التهميش فإن التنقل و سهولته كحق يعتبر مهضوما . الشيء الذي ينعكس على الأوضاع المعيشية و الحياتية للناس. ففي غياب الطرقات ووسائل النقل فان تلبية أبسط الحاجيات تكون عملية صعبة جدا. و أن أي طارئ تكون عواقبه وخيمة.
هذه المناطق هي مصدرة و ليست جاذبة و مستهلكة لما لا تنتجه و لا تستفيد من خيرات أراضيها التي يتم نهبها تحت يافطات متعددة .

يعتبر المغرب من الدول التي تمشي بسرعتين و تطبق من القوانين و المعاهدات ما تختار حسب رغبتها و ما يتماشى مع المصالح الأجنبية. على هذا الأساس تدخل الدولة في مشاريع كبرى كالميناء المتوسطي و القطار فائق السرعة و الطرق السيار و تعقد شراكات غير متكافئة و تنظّم مهرجانات و مباريات في كرة القدم مع فرق أجنبية... كل هذا يكلف ملايير الدراهم. و في نفس الآن هناك مناطق مهمشة تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة. إذ تعتبر المناطق الواقعة ما بين مراكش و مكناس مرورا بورزازات والراشيدية مغربا آخر بالرغم من تواجد خيرات و ثروات طبيعية كالمعادن والفلاحة والسياحة. و نحن ضمن هذا المغرب السائر بسرعة السلحفاة نعلن ما يلي:

تشبثنا بحقوقنا المشروعة و العادلة.-
إدانتنا الشديدة للإقصاء و التهميش و الحقرة.-
و سنناضل من أجل انتزاع حقوقنا و تحقيق المطالب التالية :

1 – إحداث قنطرة على الوادي و تعبيد الطريق.
2- إحداث مستوصف يحتوي على قسم الولادة.
3-إحداث ملحقة للجماعة القروية‘ اغيل نمكون ‘ بأكوتي.

4- بناء سور حول المدرسة المركزية و إضافة قاعات و أساتذة و حارس و توفير وجبات المطعم لجميع التلاميذ داخل المدرسة في ظروف إنسانية و ليس كما هو متعامل به، حيث كانت الوجبة تقدم بشكل غريب. ومراقبة المواد الغذائية ، لأن كثيرا من المواد التي تقدم تكون مدة صلاحيتها قد انتهت و رغم ذلك يتم الحفاظ عليها كما وقع هذه السنة حيث كوّن مدير المدرسة ما سماه باللجنة وهي مكونة من المدير و معلمين ومعلمات و ذهبوا إلى منزل المرأة المكلفة بالمطعم و أخذوا ما تبقى من الدقيق فأفرغوه في الساقية ، و هذه مسألة غريبة لأن الإتلاف لا يتم هكذا، فالدقيق المنتهي صلاحيته مسموم و إفراغه في الساقية يسبب التلوث و اللجنة المخولة بذلك لا يجب أن تتكون حسب رغبة المدير. إضافة إلى ذلك، يوجد المطعم ولا يستعمل. جميع المواد تسلم لامرأة فتحضر ما يسمى بالوجبة و هي عبارة عن ربع رغيف خبز بداخله قليل من السردين أو زيت بدون سردين لأن علبة واحدة توزع على جماعة من التلاميذ، وأحيانا إبريق من حليب النيدو وقطعة أو قطعتين من البيسكوي .أما طريقة التوزيع فتكون هكذا: كل منتصف اليوم تأتي المكلفة بكيس بلاستيكي- فتعطيه لأحد المعلمين ليفرقه بعد نهاية حصة الصباح داخل القاعة على التلاميذ - بداخله عدد أرباع الخبز الموافق لعدد التلاميذ اللذين سيستفيدون من الوجبة. هذه مسألة أخرى حيث لا يستفيد جميع التلاميذ. إذ يعين المدير عشرة من كل قسم بشكل تناوبي، يعني إذا كان القسم يحتوي على أربعين تلميذا فان كل مجموعة تستفيد مرة كل أربعة أيام. هذه اهانة حقيقية من جميع الجوانب، من حيث النوعية و الكمية و طريقة التوزيع و طريقة التعامل مع التلاميذ:

أ‌- لا يبتدئ "المطعم" حتى نهاية عطلة الطور الأول و ينتهي مع بداية عطلة الطور الثاني.

ب- يجب إحداث مطعم بمواصفات المطعم المدرسي و ليس كما هو معتاد: مرة ربع رغيف خبز و مرة بيس كوي ومرة أخرى فرماجة و قليلا من حليب النيدو. هذا كل شيء.أما طريقة التقديم فليس فيها أدنى احترام للتلاميذ وأحيانا يتم ممارسة العنف عليهم أثناء التوزيع.

ج- ما علاقة المعلم بالمطعم؟ و لماذا لا يتم توظيف مستخدمين عوض الترقيع بالمعلمين ؟ و لماذا يقبل هؤلاء القيام بأدوار لا علاقة لها بوظيفتهم ؟

على هذا الأساس نطالب بتقديم وجبات جيدة و في ظروف إنسانية لا تحط من كرامة التلاميذ وفي مطعم داخل المدرسة و من بداية السنة إلى آخرها . و توظيف مستخدمين يتحملون مسؤولية المطعم، من طبخ و تقديم الوجبات داخل المطعم، الخ.

5- إحداث ملحقة أو فرعية تحتوي على المستوى الأول و الثاني في أكوتي الغربية لأن فيضان الوادي يمنع التلاميذ من الوصول إلى المدرسة ما يفرض عليهم التغيب. ثم حذف الأقسام المشتركة لأن أكبر متضرر منها يبقى هو التلميذ. فكيف يمكن تربويا و بيداغوجيا و نفسيا و كيفما شئتم القيام بدرسين مختلفين لأكثر من 40 تلميذا و في نفس الحصة؟ نصف يهمه هذا الدرس ونصف آخر لا يهمه. إذن ليس التلميذ هنا هو مركز العملية التربوية و التعليمية. لأن الهاجس شيء آخر.
6-إحداث ملحقة لإعدادية ألمدون بأكوتي لأن ظروف التلاميذ بألمدون صعبة في غياب الداخلية و في غياب إمكانيات مادية لدى أسرهم .الشيء الذي يجبر الكثير على الانقطاع عن الدراسة.

7-التصدي للهذر و الفشل المدرسيين و ذلك بتوفير شروط الدراسة في ظروف عادية و سليمة.
8-حقوق المرأة : المساواة – حقوق الأمومة – الحماية من العنف و مناهضة التزويج القسري للقاصرات.
9-حقوق الطفل:حق التمدرس–الحماية من جميع أشكال الاستغلال والعنف.

أكوتي- قلعة امكونة - اقليم تنغير
المغرب
ملاحظة :

هذا البيان هو الأرضية التي نوقشت في لقاءات متكررة و جمع عام أولي مؤقت- منه انبثقت لجنة تحضيرية مؤقتة و هذه الأخيرة قسمت إلى أربعة لجينات على الشكل التالي: لجنة المرأة و لجنة الطفل و لجنة التعليم و لجنة الصحة.وكل لجنة اشتغلت على استمارة عبارة عن أسئلة مفتوحة و مغلقة و عبأتها خلال شهر غشت. هذا كي نناضل مدعومين بالأبحاث الميدانية و لكي نقرب التلاميذ من الميدان و أن لا يدركوا الواقع الاجتماعي كمعطى امبيريقي و نساعدهم على القطع مع الادراك الشائع أو الحس المشترك - قلنا هي الأرضية التي نوقشت مع نساء و شباب و تلامذة أكوتي و كانت من أجل التحضير لتأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، و من أجل ذلك عبأنا بطائق الانخراط (110) – بطاقة صديق الجمعية ( 49) و سلمناها لفرع تنغير باعتباره الأقرب، منذ يونيو المنصرم، و لدينا انخراطات أخرى . إلا أن لا أحد بمقدوره تأدية واجب الانخراط نظرا، ببساطة، للفقر و التهميش و البطالة و هي الأسباب التي دفعتنا أن ننهض من أجل حقوقنا في إطار منظم نحترمه و نتفق مع مبادئه الحقوقية و لأن الجمعية مفتوحة أمام أي إنسان مهما كانت جنسيته و معتقداته و لونه و جنسه، وذلك بناءا على كونية حقوق الإنسان. و رغم الفقر المدقع حددنا 20 درهم .لأن الدخل السنوي لا شيء. و كل أسرة نجد فيها أربع انخراطات أو أكثر. الأسماء تبين ذلك. فكيف نطلب من أسرة لا دخل لها أو هو دخل لا معنى له أمام تحديات الواقع، كيف نطلب منها واجب الانخراط ؟ و من أين ستأتي به؟ إذا كانت 100 أو 50 درهما شيئا بسيطا في مكان ما في المغرب فهنا في ايمكون عكس ذلك. فالتهميش و الحكرة هي مفاهيم مادية ملموسة و ليست خيالا ننسج منه الحكايات.
و كان جواب فرع تنغير بعد ثلاث أشهر أن 20 درهما غير كافية للانخراط خاصة أن عدد المنخرطين كبير و لأن الفروع الأخرى ستحتج و سيفهمها البعض بالاستعداد للمؤتمر.
بكل صراحة نحن نستغرب لهذا الموقف. لم تعد المبادئ ،إذن، هي المحددة بالدرجة الأولى للانتماء للإطار بل التوفر أو عدم التوفر على واجب الانخراط . تقول الجمعية إنها تولي أهمية قصوى للنساء و الشباب و الأطفال . و نقول إن هذا شيء جميل . ونحن الآن أكثر من 150 منخرط-ة- و الجميع نساء و شباب و أطفال. و لا يهمهم أن يكون المؤتمر باللون الأحمر أو الأسود أو المزركش أو... و لا يهمهم سوى حقوقهم و هي حقوق الإنسان التي تدافع عنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. و لجوؤنا إليها أو اختيارنا لها كإطار هو بالضبط اختيار حقوقي و ليس سياسي و هي إطار حقوقي و ليس سياسي. لأن رفض انخراطنا تحت ذريعة 20 درهم غير كافية و خوفا من احتجاج الفروع الأخرى و خوفا من اعتقاد البعض أن السماح لنا بالانخراط هو دعاية في أفق المؤتمر. كل هذا الكلام لا معنى له لأنه تأويل بالنسبة إلينا خارج عن الموضوع %









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟