الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطلب الحكم الذاتي للريف

كوسلا ابشن

2012 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مطلب الحكم الذاتي للريف
الاحساس بالاختلاف الاثنو-ثقافي لدى ساكنة الريف ومقاومتها للاضطهاد والعبودية , ساهم بشكل اوبأخر في طبيعة الرفض للاجنبي وولوعها للاستقلالية عن الاخر , يمكن في هذا الصدد الاستناد بثلاثة محطات مهمة في تاريخ منطقة الريف , امارة نكور , جمهورية الريف , انتفاضة الريف .
امارة نكور ( من القرن 8م الى القرن 11م ) , دولة مستقلة سياسيا واقتصاديا في مجال الترابي للريف , شكلت من مجموعة قبائل ريفية , بقيت صامدة الى ان قضى عليها المرابطين امازيغ صنهاجة.
استمرت عملية التصادم وعدم التعايش بين الريف والمركز وخصوصا اثناء سيطرت المخزن العروبي على اجزاء من الماروك ( ما يعرف باراضي المخزن مقابل اراضي ّ السيبة ّ ) حتى استقدام الحماية الفرنسية .
جمهورية الريف , تأسست الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف سنة1921 كدولة مستقلة حديثة بدستورها وقواننها المنظمة للمجتمع الريفي , الى غاية 1926 , اسقتها التحالف الاستعماري الثلاثي الفرنسي-الاسباني-المخزني العروبي .
انتفاضة الريف الفاشلة 1958-1959 ,جاءت نتيجة الاقصاء والتهميش و تعبيرا عن ارادة اهل الريف في تسيير شؤونهم اليومية بانفسهم , وكانت النتيجة ابادة جماعية , انتهاك الحقوق الجماعية والفردية لاهل الريف, قمع ممنهج , اقصاء وتهميش , تجويع وتهجير وحصار و ..... .
بموازات الاضطهاد الشامل الممارس ضد الريف نشطت حملة سياسية وايديولوجية لتشويه ما حدث وما يحدث في الريف وهذا ما زاد في تناقضات النظام المخزني باهل الريف .
اكثر من نصف قرن من الاضطهاد استحال التعايش بين النظام المخزني واهل الريف , وما ينطبق على الريف ينطبق كذلك على كل المناطق الامازيغية المضطهدة , وبالتالي فازالة اسباب الاضطهاد يكمن في انهيار النظام الكولونيالي , واقامة نظام يحقق السيادة السياسية والاقتصادية وتقرير مصير الشعب الامازيغي , مبدأ استراتيجي .
غياب التوافق العامل الموضوعي والعامل الذاتي في العملية الثورية للاطاحة بالنظام الكولونيالي , لا يمنع بالتفكير في اساليب نضالية مرحلية مرتكزة على الجزء قبل الكل , كمطلب الحكم الذاتي او النظام الفدرالي , استراتيجية اولية لفك الارتباط المباشر بالسلطة الكولونيالية.
منطقة الريف بخصوصيتها الحضارية والتاريخية واللغوية وتصادمها الطبيعي مع القوى الخارجية جعل من التعايش بين الطرفين من المستحيلات ولذا استوجب اساليب جديدة للتعامل وخصوصا ان المنطقة عاشت ويلات الظلم والاضطهاد المخزني .
مطلب الحكم الذاتي للريف هو ضمان جزئي للسيادة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية , هو ضمان وضع حد للتمييز العنصري والاضطهاد ووقف نهب ثروات المنطقة , اعادة و تجديد نمط حكم انفلاس في الممارسة الديمقراطية المحلية والتسيير الذاتي.
الاستقلال الذاتي مكسب تحرري سيغير اساليب التعامل الاضطهادية والاستغلالية السائدة بين السلطة الكولونيالية ومواطني الكنتونات المهمشة والمحاصرة , تغيير سيكون لصالح الريف ولو جزئيا , باقاف نهب خيرات المنطقة ووضع حد للاضطهاد السياسي والثقافي واللغوي وللاذلال اليومي الممارس ضد اهالي الريف .
الريف يملك كل المقومات والشروط للتسيير الذاتي , موارد طبيعية , ثقافة متجدرة في التاريخ ومكون بشري ملتزم بقيمه الحضارية وجغرافيته المحلية , الفاعل السياسي والثقافي والجماهيري الملتزم بالقضايا العادلة لمنطقة الريف قادر على تحقيق امال الساكنة المحلية ليس في العيش الكريم فحسب وانما كذلك في تحطيم سيادة ثتائية العبد والسيد المتجلية في الواقع المعاش , السلطة الكولونيالية تنهب خيرات النمطقة وتضطهد اهلها , وفقراء محليين يكدحون في سبيل اشباع رغبات السيد .
الريف منذ اسكاس ن يقبرن 1958-1959 وهو خارج المشاريع المخزنية , منطقة محاصرة بالسياج الفولاذي , لا تعرف الا النهب والتجويع والقمع والمصادرة, منطقة محرمة على الاعلام المحايد والديمقراطي .
مادامت شروط التحرر الكامل من نير الكولونيالية غير متاحة حاليا , فالحلول المرحلية وباشكال ديمقراطية ثورية قادرة على انهاك المركز الكولونيالي من الاطراف , اذا استطاعت الحركة الامازيغية المناضلة تحقيق الحكم الذاتي في كل مناطق تواجدها ( وحدة الارض الامازيغية في تعدد مناطقها ) , القضية الاساسية في محور الصراع حاليا , هي قضية الوجود اولا , اما ان نكون جزء من التاريخ او نكون خارجه , منبوذين , مرتزقة بهويات الاخرين , مواطنين من الدرجة الاولى والثانية و .... .
المطلب المرحلي الحفاظ على الوجود الاثنو-ثقافي , رفع الحيف على المكون الحضاري ومصادرة المنتوج المادي والفكري .
الاستقلال الذاتي لا يعني الانفصال على مجموع التراب الامازيغي وتشكيل دولة مستقلة , بقدر ما يعني التسيير الذاتي للمنطقة المحددة ترابيا ,اي تسييرها من اهلها الحقيقيين ( الامازيغ المناضلون وليس النخب الخيانية ) بدون التدخل المباشر لسلطة المركز .
الريف المختلف المتحرر هو وحده القادر على توفير قيم العدل والمساواة والديمقراطية وبناء الوعي الذاتي الامازيغي للحفاظ على الهوية , الحكم الذاتي المعتمد على الاساليب الديمقراطية في التسيير هو وحده من سيجعل الادارة اقرب من المواطنين وجعل الثروات المحلية في خدمة ساكنة الريف , وبهذه الاساليب تحدد السياسة الاقتصادية والاجتماعية المتلائمة مع المكون الثقافي والحضاري للريف , فلا عرقية ولا تمييز عنصري مع فك الارتباط المباشر بالسلطة الكولونيالية.

كوسلا ابشن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | طائرة مساعدات إماراتية ثالثة تصل إلى مطار رفيق الحرير


.. حزب الله يقصف قاعدة رامات ديفيد بصواريخ -فادي 1-




.. طواقم إسرائيلية تعمل على إخماد حريق بمنحدرات صفد


.. مظاهرة ألمانية في برلين مناهضة للحروب في الشرق الأوسط




.. بلا قيود يستضيف أسعد درغام النائب في مجلس النواب اللبناني عن