الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الاغلبية السياسية في العراق

جاسم زندي

2012 / 9 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نسمع كثيرا بعض الاصوات التي تطالب بتشكيل حكومة اغلبية بدل حكومة المحاصصة واحيانا يقارن المطالبون بحكومة الاغلبية الوضع السياسي في العراق ببلدان عريقة في الديمقراطية كبريطانيا وفرنسا ففي بريطانيا يحكم احيانا حزب المحافظين واحيانا حزب العمال والحالة مشابهة في فرنسا حيث الاشتراكيون والديغوليين اما في العراق فالوضع مختلف حيث يشارك كل الكتل الممثلة في البرلمان في الحكومة ويتقاسمون الكعكة؟ واود ان اوضح بعض الحقائق لهؤلاء --هناك فرق شاسع بين الحالة العراقية وحالة البلدان الديمقراطية حيث ان الناس ينتخبون الاحزاب على اساس البرنامج وليس على اساس طائفي او عرقي وجميع الاحزاب في البلدان الديمقراطية هي احزاب وطنية وتضم في صفوفها اناسا من مختلف المكونات والاديان والمذاهب فحزب العمال وكذلك حزب المحافظين يضمان في صفوفهما الانكليزي والويلزي والاسكتلندي والايرلندي وكذلك الكاثوليكي والبروتستانتي والمسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والهندوسي والمتدين والملحد ولايحصران قيادة الحزب في طائفة محددة اما في العراق فالوضع مختلف جدا ؟ الاحزاب الممثلة في البرلمان هي اما احزاب طائفية او قومية اما الاحزاب الوطنية العراقية فلقد تم اقصاؤها باساليب اقل مايقال عنها بانها جائرة وتم سن قانون جائر للانتخابات شرعن سرقة اصوات هذه الاحزاب الوطنية لصالح الاحزاب الطائفية ؟ ولنحاول القاء نطرة على توجهات الاحزاب الممثلة في البرلمان العراقي -------1- التحالف الوطني يتكون من احزاب طائفية شيعية وبرامجها وانظمتها الداخلية تتحدث فقط عن مظلومية الشيعة وليس هناك في صفوفها اي عضو قيادي او عادي من خارج المكون الشيعي 2- القائمة العراقية تتكون من احزاب عربية سنية رغم ان القائمة مطعمة بعدد قليل من الاعضاء ذات الانتماء الشيعي او الكوردي وهؤلاء منبوذون من قبل مكوناتهم واوضح مثال على مااقول هو ارشد الزيباري الذي كان وزيرا في في عهد صدام ويشارك في عمليات الانفال فهل من المعقول ان يكون مقبولا في الشارع الكوردي 3- ائتلاف الكتل الكوردستانية والذي يمثل بالدرجة الاولى الامال والطموحات القومية الكوردية وليس له اي ثقل جماهيري خارج الساحة الكوردية 4- احزاب تركمانية واحزاب كلدو اشورية ---مما سبق نستنتج بان اية كتللة من هذه الكتل عندما تشكل حكومة اغلبية فانها سوف تقصي الكتل الاخرى التي تمثل المكونات المختلفة وهذا مايدفع الاخرين الى الاحساس بالتهميش والاقصاء وبالتالي الى محاربة الحكومة واتهامها بانها تمثل طائفة واحدة حتى لو قامت الحكومة بتوزير بعض العناصر المنبوذة التي ترضى باذلال شعبه مقابل الحصول على بعض المكاسب الشخصية مثلما كان يحدث في زمن الديكتاتور السابق صدام حسين حيث كان هناك وزراء من الشيعة ومن الكورد ومن المسيحيين الا ان كل هذه الاطراف كانت تتعرض للقمع والتهميش وبالتالي برزت احزاب طائفية وقومية رفعت راية انهاء الممظلومية والحيف ورفعت السلاح لتحقيق اهدافها؟ في ظل هذه الحالة المزرية ماذا بامكاننا ان نفعل ؟ فحكومة المحاصصة هي حكومة تقسيم الكعكة والمغانم وحكومة فساد تترسخ قوتها باشعال الفتنة الطائفية والعنصرية وربما يؤدي الامر الى تقسيم البلاد وحكومة الاغلبية تعتبر انتصار لطائفة على الطوائف الاخرى والامر يؤدي ايضا الى الاقتتال والحرب الاهلية ؟ برائي المتواضع ارى ان الحل يكمن في تغيير وعي الشارع العراقي الذي يسيطر عليه الجهل والتخلف ودفعه نحو الوطنية والمواطنة وتثقيفه بضرورة انتخاب الكتل السياسية التي تمثل تطلعات وامال كل الجماهير العراقية وليس طائفة او دين او قومية واحدة وبالتاكيد فان المهمة الملقاة على عاتق الوطنيين صعبة ولكن مع اكتشاف فشل وفساد ودجل الساسة الطائفيين والقوميين الذين تاجروا باسم الدين او المذهب او القومية لخدمة مصالحهم ولم يقدموا اية خدمة للمواطن اصبحت عملية اقناع المواطن العراقي بضرورة انتخاب القوى الوطنية النزيهة اسهل مما مضى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا