الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنغير سلوكنا

إدريس الغزواني

2012 / 9 / 8
حقوق الانسان


للأسف نجد بعض الأشخاص قد تمادوا في استغلال طيبة أو بالأحرى سذاجة الآخرين الذين لهم شخصية طيبة سخية لا يعرفون الشر و لا يريدونه لأحد, بينما من يتمادى في فعلته هته ولا يؤنبه ضميره يعتبر شخص شرير,لا يعرف قيمة الخير و لا يحبه ,فهذا أمر طبيعي لأننا في زمن المتناقضات فلابد من خير و شر, أبيض و أسود, كبير و صغير.هذه المتناقضات تتطلب نوع من التوازن و التنوع في كل المجالات و ميادين الحياة, حتى لا نمل من رؤية الأشياء هي نفسها, فكما يقال لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع . فحتى هذا التنوع ضروري جدا لاستمرار الحياة و توازن المنظومة الشمسية إذا لم نقل الكون و سأعطي مثالا صغيرا. في منظومتنا الشمسية توجد قوتان القوة الطاردة و القوة الجاذبة فإذا لم تكن الأولى ستخرج الكواكب عن مسارها الطبيعي و بالتالي نهاية الكون و العكس صحيح . ولكن يبقى السؤال المطروح لماذا هذا الحقد و التلاعب بالآخرين و جرح عواطفهم و أحاسيسهم مع العلم إننا جنس واحد خلقنا من ذكر و أنثى لأعمار الأرض و بناء الحضارات و تطويرها و نكون لحمة واحدة إخوان و أخوات لا يكون هناك حقد و لا ضغينة و نعيش في سلام و نتقاسم الحلو و المر...؟ لكن الإنسان بطبيعته هكذا لابد من التخريب و جرح الآخرين سرقتهم و قتلهم ليعيش هو سعيدا و غنيا لا ينقصه شيء ,وكل هذا يعتبر اختلاس أو سرقة مجهود الأخر و لكي لا أخرج عن الموضوع فاستغلال طيبة الآخرين من اجل تحقيق مبتغى ما هو في حد ذاته إلا تلاعب و حقد, و كل هذا ليعيش الأخر في بؤس و حيرة وليظل باحثا عن جواب شافي لماذا فعل هذا لي, ماذا فعلت حتى يحدث لي هذا الخ... و كل هذا لا يخرج طبعا عن الطبيعة الإنسانية, فمعرفة مكوناتها،هي التي تستطيع أن تحدد لنا المفهوم المتكامل للشخصية الإنسانية .. ذلك أنه مهما يكن شأن السمات التي تؤلف الطبيعة الإنسانية، فإن من أبرزها قابلية الإنسان للتغير والمرونة تجاه الشروط الاجتماعية والثقافية التي ينمو فيها ويتفاعل معها,و هنا تطرح مسألة الطبع و التطبع في حياة الإنسان,بمعنى التنشئة الاجتماعية للأشخاص .ومعنى ذلك أن ما يتعلمه الفرد سيكون له تأثير واضح على سلوكه،بل ويحدد نمط شخصيته ،وأسلوب حياته، أي طريقته الخاصة في معالجة أموره وفي كيفية التصرف في المواقف المختلفة وفي حل مشاكله وفي تعامله مع الناس..فبطبيعة الحال الشخص هو نتاج لتفاعل أو تعارض أو صراع بين عوامل غريزية من ناحية، وعوامل اجتماعية و ثقافية من ناحية أخرى.وهناك من يؤمن بوجود طاقة غريزية جنسية موروثة عند الفرد،تدخل في صراع محتوم مع المجتمع الذي يعيش فيه .ذلك أن علاقة الفرد ببيئته علاقة ديناميكية ؛بمعنى أن الآثار التي تلحق به في أثناء تفاعله مع المجتمع الخارجي تؤثر في شكل سلوكه مستقبلا ..... فانا أوجه رسالة واضحة لا داعي لكل هذا الكره و الحقد و التلاعب فنحن بشر تجمعنا أشياء مشتركة فلا داعي إن نجرح الأخر بأقوالنا أو أفعالنا فلنكن طيبين وأخلاقيين نحترم الأخر و نقدره كيفما كان, ففي النهاية نحن إنسان ولكل أحاسيسه ولا ننسى أن لا نحكم على الآخرين من مظهرهم لأن المظاهر خداعة لا يجب أن نحكم بالبصر وحده فكم من مرة تخدعنا حواسنا و ابسط مثال على ذلك هو انكسار القلم داخل الماء فهو في حقيقته شيء و في ظاهره شيء أخر. يجب إحكام العقل و القلب معا, لأنهما عنصران مستقلان و غير متداخلان, فإن بدا أن هناك تداخل, فيجب تغليب العقل على القلب. و كل حر في تغيير ما في داخله فنحن لا نريد إلا الخير للناس. فلنغير سلوكنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق