الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهرة التوليب

حيدر تحسين

2012 / 9 / 9
الادب والفن


أبدأ..

أجدني ماسكاً ً قلم، أريد أن أكتب
لابد أن أكتب،
حيرة أزلية أمام بياض... متجاهلا ً حتى رائحة الهواء و أصوات السيارات التي تمرّ من جانب نافذتي، وقرصة برد صغيرة
مقبلين على الخريف..
ومزاجي اليوم!؟
لا أحب الاقلام التي تدوّر أو تفتح أغطيتها كي نكتب بها،
أحب تلك التي تفتح بضغطة واحدة،

أنوه،
ماكنة القلب عادت تعمل، وان الكدمات التي تعرّض لها الحب، لم تكن سوى رضوض مشاعر... فسرت كمن يطلق لا مبالاة لجسمه، يزجّه في زحمة سير سريع، وتلك الشوارع المليئة بالمحلات التي لا يعنيني منها غير مشاهدة النساء، ولعبة أن أحزر مقاسات الأشكال المكوّرة والأشياء المدوّرة،
ربما هكذا نعشق أحيانا ً
نترك ذلك الانتباه، وتلك الملاحظات من العادات سابقة، وقد لا نحتاج للتفكير بماذا نحتفظ وماذا ممكن أن نترك، في حقيبة الذاكرة
فأحصي عدد الاشياء الغير مهمة وأنا أجر ّ بذاتي باحثاً ً عني فيها،
في الوقت الذي سئمت معطف القصاصات القديمة، سئمت تلك المجادلة الطويلة عن ماهيّة الحب، وفارق الحب الحقيقي عن الحب الوهمي، بين تصديق كذبة وعدم الايمان بالخيال
أنتقل بين حالة أجتماعية تخص مجتمع متلبس به جن الرومانسية الذي يحاول طرده شيوخ اللعق من موائد التقاليد، وتلك التجارب التي لا تمت بالحب أيّ صلة،
مزاج قلم أُنزع غطائه كلما أردت ان أضيف جملة،
أكرهه ثم أكره ذلك التواطئ بالذهاب بكل بساطة لمدة عشر دقائق فقط، كي أشتري قلم أحلامي


أعود..
أذكر ذلك الصوت وتلك الياقوتة التي لا تشبه الا نفسها، كما قالتها مرة اليّ، فرأيتها هكذا حجر مصقول في طبيعة لا يريد شكله أن يحمل إسم هندسيّ كي لا يشبه الأخرين
إنها المرأة العالم، الكون، والنجوم
السماء، والمطر،
الندى،
أوراق الربيع
آلهة
أشجار
غزلان
وردة (لالة)
أشياء كثيرة
هي..
ما زالت هي…
كالعشب الأصفر او الاخضر، لا تمل إطلاقا ً،

معها عدت باحثاً في أواصر التخاطر عن تشابه لهجة لا تتبع زقاقا ً معين أو شارع،
إنما لهجة اهتمامات، تلك التي أهملتها،
لا لأنها لم تعني لي شيء وانما سئمت اللا حديث عنها، لم أجد بعد من يشاركني الحديث

في يوم لم تتعدى أعتيادية ساعاته، سوى ملل اضافي
في يوم اجازة مرضية كاذبة
تأتي إمرأة..
في يوم ما…… كانت هنا، في وقت…مضت مدة صلاحيته …أعجبني التقرّب منها

تتحدث هي بنفس الطريقة
طريقتها الناعسة قليلا والغير مقصودة
مع تلاشي حروف اخر كل جملة حين تندمج في الحديث او حين تضحك، كدت اكتب جميع الملاحظات عن صوتها، لكن ما شغلني اكثر، انه كانت تمضي ساعات ولا ينهي حديثنا غير النعاس او اقتراب وقت العمل..
عداها فنحن نسبح في بعضنا، كالأرض والسماء في كل لحظة مطر
وكثير ما يكمل احدنا حديث الاخر، حتى لو انتهت الجمل بنسيان

خصرها تحدث!
هي التي تكلمت عن محور الكون، عن خصر كل إمرأة تجيد أنوثتها،
وهي تتحدث كانت تكتشف ظاهرة التلوّي حين دخول رجل قلبها في لمحة إعجاب، تأتي في بطنها حالة لا تشبه المغص إنما إنكماش ممتع في المنطقة التي تلف رحمها،
كأنها تلقي محاضرة علمية وهي تكتشف أعضاء جسدها بالقشعريرة
أوقف حديثها بأنانية كاتب يريد أسترجاع ملاحظات قديمة والاشارة الى بعض مسودات الذاكرة، فتنتظر...
لم تكمل، دخلنا خصر اخر من شغف ليلة وليلة..
أطلب منها ان تتعدى حدودها، ان تطالب بحقوقها بالكامل، فأنا رجل يجيد التأمل بالنساء

كأن الموت يأخذني سوية معها والحياة...
ذكريات على طريق السماء تغرقني، أنوثتها ندية كقطرات الصباح فوق الزهور،
هي أرادت يوما ً أن يفهمها رجل
وجئت حيث هي،
أراها تبحث في داخلي عنها، تبحث عن مرآتها الصقيلة تبحث عن بسمتها يوم فارقت الجديلة،
قصت شعرها لكي تهزم شيء امام ذاتها باعلان التمرد ضد أنوثة كادت تضيع منها
وكالعادة رجل شرقي آخر هو السبب، مرّ من جانب خاطرها فعبث به .

أشم رائحة المحيط، بزبده واشتعال المدى فوق نهايته... أنا هناك حيث هي
اصوغ افكاري لأجدها هناك.. هي
حيث سئمت كل البحارة وكل صياديّ الصدف
تنتظرني أنا، ذلك الأمير الغريق
أنا القيثارة، تسمعني وتبكي....


كانت تراني..
ذلك الذئب الكبير، الدب الاسمر المتوسط،
وهي!
ساحلي الأنيق هذا اليوم
اتذوقها،
لذيذة
كأنني أزورها، واكتشف آثارها هي
ركنا ركنا ً
مدينتها..
متناسيا ً تماما ًمعرفتي بتلك الدولة التي تحتويها، لغتها وقيمة عملتها
دولة تحضنها
اكتشف اني كنت مسافر إليها واني كنت أزورها هي، وليس شيء اخر
تشبهها كثيرا ً تلك المدينة،
بطيشها المتحرر، بأنوثة اثارها الذابلة، كل شي أراه على قياسها كامرأة،
رغم الوجوه المريبة الي تتمشى على طول الطريق، الا ان الكنيسة تأخذ طابعها في القرون الوسطى، كانها تحكم ما تبقى من الإدراك،
تتحدث هي عن تلك البنايات الرفيعة والطويلة، واقفات معا كعلبة الوان
تهدأ الاشرعة ويلبس السكون والجنس ليل المدينة، فيصمت البحر وترقد أمواجه تحسّبا ً لمجيء لهاث من محلات التي تبيع المراة كقطعة شكولات يلبسها قطعتان صغيرتان من الملابس،
فاتعلم درسا جديدا في الجنس، واكتشف اني كثيرا ما اكتب عن جسد المرأة، لا لأني اتقن لغة الجسد جيدا، وانما استفز من لا يحترم حقوق الجنس المدنية، ويعتبر ان لكل غريزة عقوبة،


وهذه الصديقة، التي تشبه الحب،
امراة تلامس المشاعر بنبرة صوت، ونظرة تكاد توقف دقات القلب، فأذكر وجهها وهي تراقب مدينتها، تراقب اعجابي بها بعيونها اللذيذة
لااعلم لماذا كنا متفقين معا على ان لا يجعمنا غير الشبق، وصداقة لن ننجرف تجاه شي اخر غيرها،
اعترف بمذاق قلبها
ذقت كثيرا منها دون ان اتكلم
تلك المرة الاولى التي احترف فيها السكوت، ليس خشية ان يعاود القلب نوبة حب، وانما حفاظا على تلك التلقائية،
أجزم انها كانت تتجاوز عفويتي، أحساسها امام الاشياء كان تلقائيا، وأحيانا ً أراها كرقصة كيتاربكعب عالي وخفة شبه حزينة،
أشم فيها رائحة (لالة)
وأعترف ايضا كي لا ابدأ..
تنمية المشاعر معها كانت في كثير من اللحظات كنظرة إعجاب عميقة تتسلل اليّ منها او التفاتة الى ان ما تقولة حقا جميل، وان كلامها شهي ككل قطع الحلوى الفاخرة،
مختارات موضوعاتها، بالنسبة اليّ تأثيث أفكاري، كمزهرية ورد أين ما أضعها تكون جميلة، واين ما اكون في المنزل، اشمها من على بعد الف سكوت
يرفضنا حالنا في الرضا واللا رضا والتسميات المبتذلة، وأعتقد ان الحب هو الشيء الوحيد الذي يلبسنا حد النخاع
الحب لديها، ليس أن أشتهيها كل ليلة أو ألتقيها بعواطف هائجة، لم تكن بحاجة لترى أوجه القلب المتعددة ، كأنني أدور ببلورة أمام عينيها
وتعلم جيدا ان قلب المرأة دائما يحمل شحنة حب ساكنة، وانها شحنة تحتاج الى موصل رجل، كي تكون تلك الطاقة
طاقة اسميناها... الآن

صرخت،
مرة... مرتان
شهقت،
يا الهي... اتنفسها
اقطع كلماتي كل جملة على حدة كي أفهم لماذا اعجبني حديثها وأنا اشتهيها
أصاب بالخيال،
يا ضحكة الخيال والامل
احبها اختطافا كي لا تراني
كي لا تراني أراقب راحتي فيها
وأدخلها
تزورني كضحكة حزن طويل، واكتشف سر دمعتها
في سكوتي، نختلط معا مثل اوراق الخريف،
نذبل كي لا يسمعنا البحر..

اترك ملاحظة على بوابة الفوضى، "على الخريف ان ينتظر لقائنا الثاني"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟