الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارجوحة ٌ بينَ نَخلَتين ..

ابراهيم البهرزي

2012 / 9 / 9
الادب والفن



تلكَ الارض ُ لم تعُد ْ مَعقولة ً !
الحَشرات ُ تدبُّ على ترابها
مَسبوقةً بالصنوجِ
مشفوعةً بالمباهلين َ ,
حَشراتُ ماضٍ ضَربته ُ الصاعقة ُ
فاستشاطَ زهوا ً...



بيَنما يَمرُّ الصبيُّ الصغيرُ
بسروالِ الطفولة ِ الغريب
تصابُ الحشرات ُذواتِ العيون ِاللئيمة ِ
بنَوبة ِ تحديق ٍ عَدائيٍّ :
الصَبي ُّ الصغيرُ الجاهل ُ
لا يفرّقُ بين َالحجارة ِ والبكارة !


منذ ُ خمسين َعاما ًوهذا الصبيُّ الصغير ُ
يُبعثرُ ترابَها عَبثا ً
هو ترابَه ُ الشخصيُّ المَحض ُ
وَجدَ ابا ً يركضُ فركضَ خلفَه ُ
رأى أُمّاً تَحثو
فَحَثى خلفها
رأى رفقةً يحفرون َ
فحَفرَ مَعهُم
لا يسأَلُ عن فائضِ الغلّة ِ وموسم َ الاثمار ِ ,
كفافَه ُ
عَرَقُ العَبَث ِ الدائبِ بالتراب ِ
يَكدح ُعابثا ً
وياكل ُعابثا ً
ويرفضُ الرحيل َ
أيماناً
بأَنَّ العَبثَ من حُبِّ الاوطانِ
كما أَنَّ
مِنَ العَبَثِ حُبُّ الاوطان !



مَوسمُ ,الحَشرات ِ الطويل ِ لم يعُد مَوسما ً
الترابُ الذي كانَ نعناعَ الخطى
صارَ لا يأنسُ الا لدبيبِ الحَشراتِ
زَخاّت ُ المطر الحميم ِ
تلك َ التي كانت تعبّد المماشي لصولة ٍجديدة ٍ من العبث
صارت تكف ُّ عن العبث مع التراب
وتتوقفُ قبلَ الهبوط ِ
عندَ مستوى الصبيِّ الناظر ِ
دَمعةً دونَ مغزى ...


ترابُها
صارَ يعطسُ من ملمسِ ابهامِك َ الكبير ...
المشيُ في دروبها لم يَعُدْ مَرَحا ً
ولا مَحبّة ً
ولا مسيرة َ رفقة ٍ آمنتْ بأَنَّ الحياة َ
أيقاعٌ جَميلٌ على الترابِ
يُرهّفُ قبضة َ الموت ِ الاكيدة ِ ,
ترابُها
صارَ طروبا ً
لمارشِ الحشرات ِ الصادع ِ
حنينها المزمنُ لايقاع ِ السنابك ِ القديم
يُوهمُها
أَنَّ للحشراتِ فُرسانا ً
وأَنَّ هذا الدبيب
استعادة ً مُباركة ً لدواليبِ الدمِ والفتوح ..




يا لثاراتِ الحمقى !
ايتها الحياة ُ الخُلاعيّةُ الممشوقة ُ
ياذات َ الربلتينِ الانيقتين ِ
مثلَ ابتسامةِ تفاحة ٍ
يامَن رسَمْتكِ على ترابها
بابهام ِ قدمي الكبير
ما صِلتي انا حاملُ الخصيتين ِ المرحتين بهذه ِ الثارات ؟



انت ِ تدرينَ انني ما اقمتُ على ترابك ِ حُبّا ً
انما عبثي على الترابِ
وطبولي التي كنتُ اجرّها خلفي
احتفاءا بهباتِ اللذة ..
انما عُنصريّتي الحقودة ُ تجاه َ كلب ِالموت ِ
وغضبي حَيفا ً
لكلِّ عظمٍ بشريٍّ ينهشَه ُ..
انّما رغباتي الوقحةُ التي
لم أُهَذّبَها نفاقاً ...
أنّما
السَليقةُ والطريقة ُ
التي اقودُ بها الحصانَ الى الهاويةْ
شغفا بالميداليه ْ!
انّما ..
انتِ تدرينَ انني لم احبكِ لخصوصيةٍ يَتَغنّى بها الآخرونَ :
تمنحيني عبثي
فَأُحبُّ
وألّا
فاني الصبيُّ الصغيرُ
بسرواله ِ يتبوّل ُ
أنْ ضاقَ عنهُ الحزام ...



صارَ من سابع ِ المستحيلاتِ أنْ تطأ الارض َ
صارَ من سابعِ المستحيلاتِ أَنْ تتركَ الارض َ ..
هذه ِالارضُ
ايها الصبيُّ الصغيرُ
بخمسينَ عاما ً وبضعَ نكات ٍ
احتملتَ خطيئة َ من اورثوكَ مَحبّة َ هذا التراب
وما كانَ عدلا ً
ولا كان َعدلاً
وليسَ بعدلٍ دوام َ الخطى فيه ِ
ليس َ بعدلٍ تناسيهِ
ليسَ بعدلٍ
ولستَ جديراً لتحكم َ.....



بخمسين َ عاماً
وبضعَ نكات ٍ
تكونُ جديراً
بارجوحة ٍ
تترنّحُ مابين َ نخلتينِ
فلا تطأ تلك الارض التي ....
ذلك الترابُ الملعون ُ المتطايرُ مَرَحاً
بخطى الحشرات ِ ,
بين نخلتين ِ مُتأَرجحاً
تصعدُ غروبا ً
لتلك َالانثى البعيدة ِ البعيدة ِ
من البلدِ القريب
والتي غدَت ْ طريقكَ من قبلِ أنْ تراها
بينَ نخلتين ِ
ذاهباً آيبا ً
لا تطأ تلك الارضَ الملعونةَ أبداً ...
وأنْ كان َ قسْراً مكوثكَ فيها
فما من سبيل ٍ
ايها الصبيُّ راكبَ السعفة ِ
غيرَ أنْ تسكنَ تلك َ الارجوحة َ أبَداً
لا تلسعك َ الحشرات ُ
ولا تدوسُها عبثاً ....
ثمّةَ في الجوارِ أمرأةً
تأخذُ َّ الصبيَّ الصغيرَ بسروالهِ الغريب
لمماشٍ ترابيّةٍ دونما حشرات ٍ
ليعبث َ
لاغيرَ يَعبث ....

7-9-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا