الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طعنات في جسد الديموقراطية

رحمن خضير عباس

2012 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الوطن بعيون مهاجرة ..
طعنات في جسد الديمقراطية
رحمن خضير عباس
كان اقتحام النوادي الأجتماعية والثقافية ومنها اتحاد الأدباء العراقيين , من قبل قطيع من عساكر حكومة المالكي ,ماهو الاّ وصمة عار في جبين الحكومة العراقية . تلك الحكومة التي من المفترض انها قد ولدت من رحم الصندوق الأنتخابي . ذالك الصندوق الذي يؤمن بالتنوع والتعدد واختلاف الرأي والمزاج والعقيدة والدين والقومية . ذالك الصندوق الذي تكون من اضلاع المتعبين من العراقيين , الذين عانوا من الدكتاتورية والحروب والحرمان والحصار ثم الغزو , وما تبعه من حروب الأخوة والأعداء والغرباء من السلفيين والطائفيين وتجار الحروب . ثم ما تلى ذالك من رعب الموت اليومي للأنسان العراقي الذي اصبح هدفا للمفخخات اليومية وكواتم الصوت والخطف على الهوية . ورغم كل هذه الأوجاع فقد ادى العراقي واجبه الأنتخابي . وانتج هذا الأنتخاب حكومة وبرلمانا . وهذان الأخيران اديا القسم في خدمة مصالح الشعب بمختلف اطيافه وفئاته واتجاهاته . لقد نسيت هذه الحكومة انها اتت من خلال آليات العمل الديمقراطي , والتي تفترض بداهة المحافظة والدفاع عن الحقوق المدنية , ومنها حرية الرأي والمعتقد وطريقة الحياة . مع العلم ان المجتمع العراقي متخم بالتنوع والتعدد . وليس لأي جهة عرقية او دينية او مذهبية الحق بالوصاية على الجهات الأخرى . فالعراقييون – دستوريا - متساوون امام القانون .
لقد كان نادي اتحاد الأدباء العراقيين في بغداد حاضنة للفكر والشعر والأبداع .حاضنة للشعراء والأدباء والمفكرين والفنانين . هؤلاء الذين استحضروا عبَق التأريخ واستلهموا القيم الحضارية من الماضي لأشاعتها في الحاضر .لقد كانوا ومازالوا يتنادمون بهمس , ويتحاورون بحكمة . فانتجت همساتهم اجمل القصائد كما انتجت حواراتهم خزينا هائلا في الرواية والقصة والمسرح والنقد . من خلال هذا النادي خرجت اغنيات عذبة اشاعت الفرح بين القلوب المعذبة من الناس . ماالذي ارتكبه هؤلاء , لكي يلاقوا هذا الهجوم الهمجي من قبل رجال الداخلية ؟. لقد تم التعامل مع هؤلاء الأدباء – وهم عيّنات من المجتمع- بمنطق متوحش من الضرب والترويع باحدث الأسلحة الى التركيع والتخويف والشتائم بحجة ان النادي يقدم الخمور الى رواده ! هل نحن امام حملة ايمانية اخرى شبيهة بحملة صدام حسين ؟ وهل ان حكومتنا قد انجزت كل شيء للمجتمع ( الأمن والرفاه والكهرباء والتوظيف والصحة ...الخ ) ولم يبق لها سوى انتهاج مبدأ النهي عن المنكر . متناسية ان المنكر الحقيقي هو الفساد الذي تفشى في مفاصل الدولة وتسرب حتى الى المدارس والمستشفيات . ومن ناحية اخرى ليس من مهمات الحكومة ان تفصّل معنى الأخلاق على مزاجها , فتغمض عيونها عن البغاء المبطن والمشرعن والذي يجتاح المجتمع . فهناك صرخات استغاثة عن تفشي مرض الأيدز حتى في مدن مقدسة . كما ان نوادي الترفيه موجودة في كافة الدول العربية والأسلامية من المغرب حتى تركيا , مرورا بالجزائر وتونس ومصر وسوريا . وحتى السعودية التي تمنع الخمر في بلادها تسمح لأفواج من السعوديين يذهبون في عطلة نهاية الأسبوع الى البحرين لأداء مباهج لهوهم . اما ايران الأسلامية فان فيها من النوادي ووسائل اللهو اكثر من عصرالشاه ولكن بشكل مستتر . فهل تزايد حكومتنا في زهدها وتدينها على شقيقاتها من الحكومات الأسلامية .
نحن نعيش في كندا منذ سنين. والقانون الكندي صارم في حماية الحريات الشخصية والمدنية , ومنها حرية العبادة . ففي مدينة اوتاوة- كاتينو التي نعيش هناك العديد من المساجد الأسلامية والحسينيات , ولاتكتفي كندا – العلمانية – بتشجيع حرية التدين والعبادة بل تساهم في المساعدات السنوية التي توزع على المساجد والحسينات . وحينما تعرض احد المساجد في كاتينو قبل اشهر لعمليات تخريب – كسر الزجاج وتلويث الأبواب بالصباغة- قامت قائمة الحكومة المركزية وحكومة اقليم كيبك . وتم شجب هذه الأعمال , وتدخلت قوات الشرطة لمراقبة المكان من اجل القبض على الجناة . كما نشرت الصحافة الكندية الخبر واعتبرته اعتداءا على قيم الحرية والعدالة .
هل شجبت صحافة الحكومة العراقية والحزب الحاكم الأعتداء على مقر اتحاد الأدباء في بغداد ؟ اشك بذالك . هل اعتذرت وزارة الداخلية عن فعلتها الشنيعة ؟ اشك بذالك ..

اوتاوة 8/9/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -